CET 15:03:57 - 26/04/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت عدلي

هناك لحظات في حياة كل منا وكل لحظة تختلف في تأثيرها عن الأخرى، هناك لحظة تغير مجرى الحياة بل تنقلها إلى مرحلة أو حالة لم نكن نتوقعها أو حتى نحلم بها، فحياتنا هي مجرد لحظات نعيشها أو نحلم بها أو كخواطر تمر سريعاً ولكن أثرها يستمر طويلاً.

-    اللحظة التي تكتشف فيها أن حياتك لم تكن إلا سراب، تجري وتلهث كثيراً ثم فجأة تهوى ساقطاً، وكأن كل هذا الذي فعلته لاشيء، وإذ الأشياء تتهاوى، والقيم تهرب، ولا تبقى إلا وجوه عارية من كل ما تحلت به سابقاً، وإذ وكأنها هواء ساكن لا نسمة فيه، نتنفس، نعم، ولكن لا نعيش، نتحرك.. ونتكلم.. وأحياناً نضحك.. ولكن كآلات.. لا روح فيها.

-    اللحظة التي تعرف فيها أن الخير الذي زرعته بأيادي ممدودة بكل حب وبكل رغبة صادقة لفعل الخير إذ به ينقلب إلى خناجر قوية الأسنة تطعنك بكل قسوة وبلا رحمة وكأن هذا الخير فرْضٌ عليك ويجب أن تفعله.

-    اللحظة التي يحاول فيها آخرين أن يفقدوك اعتزازك بنفسك ومعها كرامتك بل ويحاولوا كسر أنفاسك حتي تخضع وتنهار، تركع لهم وتستجيب لرغاباتهم وهوسهم في السيطرة الواهمة.. ويشعروك أنهم أصحاب فضل وقوة حتى لو لم يكن لهم.. هذا الهوس النابع من إحساسهم باالضعف والعجز الشديد أمام ذكاءك ونظرتك الثاقبة وهم عاجزون أمامها في تفكيرهم وكل قدراتهم.. بل ويقللوا ويحقروا كل ما تعمل.

-    لحظات الألم.. التي معها تشعر وأن حياتك لا قيمة لها.. ونغزات الألم تخترق كل أحشاءك.. خاصة وإن كان من أخص أخصائك.. ولا أحد يشعر أو يحس بهذا الذي بداخلك.. وتشعر وكأنك ملفوظ حتى من أخصائك، آلام الجسد علاجها لدى الأطباء.. أما الآلام الداخلية فأين علاجها؟؟

-    لحظة سعادة.. وكأن الدنيا بأسرها ملك ليديك.. تجابه بها كل المشاكل بحب وصدر رحب.. لا تضيق منها.. بل بفرح وسعادة تواجهها.. ومع هذه اللحظة تستطيع أن تفعل ما لا كنت تفعله سابقاً بدون أية حساسية أو حرج..

-    اللحظة التي تشعر فيها باغتراب عن وطنك وأهلك وكل المحيطين بك.. وكأنك تعيش في كوكب آخر ومع أناس آخرين لا تعرف لغتهم ولا تستطيع أن تستوعبها..

-    لحظة تشعر معها أنك تولد من جديد.. وتبدأ حياتك مع هذه اللحظة.. بل تحتسب سنو عمرك من تلك اللحظة وكأن حياتك السابقة كلها وكأنها لم تكن.. واللحظة المعاكسة لها في أن تشعر بأن ظهرك قد انكسر وحياتك تنسلخ من بين يديك.. وتنتهي.

-    اللحظة التي تتعرف فيها على حياة الإيمان.. فيخترق الحب الإلهي حياة الإنسان.. فتعيش حياة الفرح الحقيقي.

-    لحظة حب جميل يخترق أحشاء قلبك فجأة.. فتتغير حياتك وتحيا.. وتنتعش أحاسيسك وتصحو.. وتهب من غفوتها الطويلة.. فتشعر بالحياة وتتذوق نسيمّها.. وطعم رحيق زهورها.. تستقي الكلمات من لمسة يداها.. وتسمع الأحاديث من عيناها.. وتجعل من كلماتها وهمسها حلم وذكري.. تصيغها في قلبك كجرعات حب تعينك في أيام الجفاء.. فتعيدها وتجترها لكي تبقى.. فتجعلها حياة بها تهتدي.. كل حروفها تحفظها لتعيد قراءتها كجرعات حب تسري في الشرياين ليصحو من غفوته.. فيرجع ويسمعني أرق الألحان من معزوفات دقاته.. من نبضة أوتاره وشراياينه.

-    اللحظة التي نشعر فيها بانهيار المثل والمبادئ التي تربينا عليها وانهيار القيّم.. ومعها مثاليات مجتمع كان.. وتنهار معها أحلامنا في مستقبل أفضل.


كثيرة لحظات الإنسان التي يتوقف أمامها كثيراً فلا تكفي مقالة لهذه اللحظات.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق