قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك إن المصريين يتأهبون للحياة بعد الرئيس مبارك ، رغم عدم تسمية خليفة له، مشيرا إلى أن الرئيس البالغ من العمر ٨٢ عاما ليس له خليفة محدد، فى بلد بدأ وضعه كصانع كبير للسياسة يتلاشى.
ونبه فيسك فى مقال مطول نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس، إلى أن المصريين يرغبون فى التغيير السياسى، لكن ربما لا يحصلون عليه، حيث قال لهم الرئيس مبارك إن الله وحده هو الذى يعلم من سيكون الرئيس القادم، وتساءل فيسك عما إذا كان جمال مبارك سيصبح الرئيس القادم، أو غيره مثل عمر سليمان، مدير المخابرات، وقال: «لعل الرئيس مبارك لا يبالى بمحمد البرادعى فى حين أن حركة (كفاية) المعارضة تتلقى اعتداءات مستمرة من أجهزة الأمن».
ولفت فيسك إلى أن معظم المصريين قلقون إزاء معارضة النظام، ومن ثم فهم أكثر انشغالاً بحماية أسرهم من الفقر بدلاً من الإساءة إلى الرجل الذى يتركهم يعيشون فى مثل ذلك البؤس.
وقال: «السلطات المصرية ضاعفت الاحتياطات الأمنية بأجهزة متنافسة للتأكد من أنه لا توجد معارضة سياسية خطيرة تنشأ وسط المناطق المزرية بالقاهرة، ونبه إلى أن المشكلة مع رئاسة مبارك ونجله هو أنه إذا كان جمال هو «الخليفة الثانى» فى الشرق الأوسط باعتبار دمشق مقر الخليفة الأول فإن معظم المصريين مازالوا يشعرون بأن بلادهم وبعد عقود من الإصلاحات الموعودة، لم تشهد تحسنا ماديا أو سياسيا، وحالة الطوارئ تلجم الألسن بينما يستنزف الفقر طاقة المصريين والذين تم حقنهم بالملل السياسى.
وأشار فيسك إلى أن الأثرياء يعيشون فى تجمعات محاطة بأسوار وبوابات خارج المدينة، بينما صارت الفنادق الكبرى بالقاهرة تجمعات من أجل الأجانب والسائحين ورجال الأعمال الذين يتنفسون الهواء المكيف ويرتشفون البيرة المثلجة بجانب حمامات السباحة ويهرعون إلى مواعيدهم بسيارات الليموزين والحافلات الفاخرة، أما الفقراء فهناك التزام بالدين ومساكن يغلب عليها البؤس.
ولفت الكاتب البريطانى إلى أن الشكاوى ضد الحكومة، جراء انتشار الفساد وقمع حقوق الإنسان والوحشية البوليسية، تتزايد شهريا، مؤكدا أن هناك انتقادات واسعة النطاق لاتفاق مصر الجديد مع شركات النفط، لأن هذا الاتفاق يمنح مزيدا من المزايا للمستثمرين الأجانب أكثر من مصر.
وقال فيسك إن مزورى الانتخابات التابعين للحكومة يجيدون ممارسة معايير مدروسة منذ ديكتاتورية ناصر مستبعدا تغييرها، مضيفا فى الوقت نفسه أن البرادعى – الذى قد تصفه بأنه رجل لطيف – قد لا تحتضنه الانتخابات المقبلة التى عادة ما تدهن الفرعون بنتيجة الـ٩٠% من الأصوات. |