CET 00:00:00 - 27/08/2010

الكلام المباح

بقلم: ميرفت عياد 
 نفوس عطشى..وأجساد قاربت على الجفاف من شدة الحر..وقلوب ضاقت من هول ما تعانيه يوميًا فى أبسط أمور حياتها..هذا ما شعرت به عندما ذهبت إلى العديد من الناس لأتحدث معهم عن مشكلة إنقطاع المياه..فوجدت حالة من الغضب العارم..والرفض لكل شئ فى تلك البلد..إلى الدرجة التى تجعل الجميع يرغبون فى الفرار منها؛ للنجاة بحياتهم من هول ما يحدث لهم.  
 
وكان رد الفعل شرسًا، وعنيفًا، ومؤلمًا أيضًا، إلى الدرجة التى جعلتنى أتساءل: ما هو مصير المواطن المصرى البسيط الذى فقد كل أسباب العيش الآمن؟ إلى متى سيتحمل ما يحدث به؟ إلى متى سيصبر على فقده لجميع حقوقه؟ إلى متى ستُنتهك آدميته؟ إلى متى سيظل أسير عجزه وخوفه؟ أسئلة كثيرة دارت بخلدى..وأنا أرى العيون تجحظ من شدة الغضب والإنفعال..والأجساد ترتعش من شدة التعب والإنهاك..والقلوب تتأوه من شدة الضيق والحرمان.
 
وظلت كلمة الضيق والحرمان تتردد بأذنى..وقلت فى نفسى: حقًا إن الشعب الغلبان..بات دائمًا يشعر بالحرمان..فهو محروم من أساسيات الحياة..محروم من نسمة هواء نظيفة؛ نتيجة التهاون فى حريق قش الأرز لسنوات طويلة، وحرق القمامة، وانتشار المصانع والمسابك فى المناطق السكنية، وعوادم السيارات القديمة التى تعج بها قاهرة المعز..الذى لا يتمتع سكانها بالعز..
 
فأفراد الشعب محرومون من نقطة المياه لأيام طويلة..لا يحتملها أى كائن حى- سواء كان نباتًا أو حيوانًا- وحتى إن توفرت المياه، فهى مخلوطة من خليط عجيب من الحصى، والطين، والبكتريا، والكلور، والشبة..والعديد من الملوثات العجيبة..المكتشفة..والتى يعجز العلم عن اكتشافها حتى الآن.
 
وجاءت هذه الأيام مشكلة جديدة لتطل على المواطن الغلبان بوجهها العابث..وهى قطع الكهرباء لساعات طويلة..وتعطيل مصالح الناس..وعند عودتها تحرق العديد من الأجهزة؛ بسبب شدة التيار..وبات الشعب يعيش "ظلام فى ظلام" ..بعد أن تقرر منع عنه النور على جميع المستويات- سواء كان نور الطريق..نور العقل..نور الحرية.. نور الحق.. نور المعرفة.
 
وإذا أردنا أن نُعدِّد الأعباء والمشاكل التى يتحملها المواطن المصرى خلال يومه، لا تكفينى صفحات طويلة..فمنها جنون الأسعار..فـ"مصر" البلد الوحيد الذى أصابها هذا الجنون، إلى الدرجة التى يعجز معها المواطن العادى الحياة بصورة كريمة. ولعل هذا ما أدى إلى انتشار الجريمة، والفساد، والرشاوى..
 
فيجب أن نعى جميعًا أن إصلاح منظومة القيم والأخلاق لهذا الشعب، يجب أن يسبقه أولاً إصلاح لأحواله الإقتصادية..  
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق