CET 00:00:00 - 28/08/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

* الكاتب الساخر "محمد بركة":
- الأدب الساخر هو أحد أنواع النقد الأدبى، والشعب المصري فى المرحلة الحالية بحاجة إلى مزيد من الفكاهة من أجل التنفيس عن همومه بمختلف مجالات الحياة.
- لماذا يتم التأكيد أولاً على أن الملك لله قبل أن يتطرق المواطن إلى إعلان ملكيته؟
- المبيدات المسرطنة أفقدتنا براءتنا!!
- تشجيع الأهلي يجعلك تعيش في حالة مزيَّفة من التفوق..وينسيك أن مصر- كرويا - بلد الهزائم.

كتب: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون

فى ظل انتشار الأدب الساخر، وتعدد كتابه وكتبه فى سوق الكتاب المصرى، يأتى كتاب "صباح العكننة" للكاتب الساخر "محمد بركة"- الصحفى بجريدة الأهرام- ليؤكد أن الأدب الساخر يسير فى المقدمة، خاصةً وأن الإقبال علي هذه النوعية من الكتابات، أصبحت تتزايد بشكل كبير، ومن خلال أسلوب فكاهى يعتمد على توليد المفارقة الدرامية عبر كوميديا الموقف.

كتاب بركة الصادر عن دار مكتبة مدبولى، يتضمن (14) مقالاً فى تنوع مثير، ما بين كرة القدم، وهموم الشارع المصرى، والرومانسية، والصور الفولكلورية الذهنية حول الدمايطة والشراقوة والمنايفة.

وأشار المؤلف فى مقاله الأول، إلى المثل الشعبى الشهير "يابخت من بات مغلوب ولا بات غالب". مؤكدًا أنه بذلك يدعو القارىء إلى الإنتماء كرويا لمدرسة الفن والهندسة حيث نادى الزمالك، وكذلك ينزل المؤلف إلى الشارع ليحكي لنا عن تجارب حياتية في الميكروباص، فقال: لو إنك أهلاوي، وعرفت أن من يجلس بجوارك في الميكروباص أو يقف إلى جانبك في المترو أهلاوي مثلك، لكان الأمر شيئًا عاديًا، أما لو كنت زملكاويًا وتعرفت على زملكاوي آخر، لأصبح الموضوع حدثًا استثنائيًا يستحق أن ترويه للمدام حين تعود إلى البيت!! على حد قوله.

 ومع هذه النظرة الساخرة؛ إلا أنه ينظر إلى الواقع في بلدان العالم الثالث المتخلف، والتي يتم فيها توظيف "الكورة" سياسيًا لتصبح أداة لإلهاء الشعب عن مشاكله، ووسيلة جيدة لكي تنسى الجماهير واقعها المحبط..الأهلي يساعد على نجاح هذه المؤامرة..الزمالك يجعلها تفشل، مؤكدًا أن هناك شعارات عنصرية مثل: الأهلي فوق الجميع، ليؤكد أنه شعار عنصري على طريقة "هتلر" والنازيين حين رفعوا شعار "ألمانيا فوق الجميع"، أما الزمالك فهو بلا شعار أصلاً!!

ومن التوظيف الساخر، أن تشجيع الأهلي يجعلك تعيش في حالة مُزيَّفة من التفوق..انتصارات وبطولات لا تنتهي..لدرجة يمكن معها أن تنسى أنك في "مصر" بلد الهزائم داخليًا وخارجيًا حسبما يؤكد بركة.

وفى فصل هو من أهم فصول الكتاب، أكّد المؤلف أن حرارة الإنتماء للوطن، تكون فى أقصى درجاتها  فى فترة الطفولة، حيث قال: "لم نكن كبرنا بعد، وأفقدتنا المبيدات المسرطنة براءتنا، وقضت حفلات التحرش الجماعي على النخوة فينا"..

ثم طرح المؤلف فى معرض كتابه، سؤالاً هامًا عن بعض اللافتات الدينية التى يتخذها الناس ستارًا تجاريًا، موضحًا أن شعار "الملك لله"، هو عبارة لن تجدها إلا في "مصر" فقط، وهي تعلو يافطة ضخمة تتوسط أرض فضاء حيث يشير محتوى اليافطة إلا أن هذه الأرض هي ملك للسيد فلان الفلاني، ولا يجوز البيع والشراء فيها!!

والسؤال المطروح هنا- حسبما يقول "بركة": لماذا يتم التأكيد أولاً على أن الملك لله قبل أن يتطرق المواطن إلى إعلان ملكيته؟! هل لأن هذا الشخص– مثلاً– يتصور أن امتلاكه لقطعة أرض يتعارض – حاشا لله – مع ملكية المولى سبحانه وتعالى للكون كله؟! أم أن الأمر مجرد تقليد يتبعه بعض الخطاطين وهم يتلقون "الطلبية" بتنفيذ اليافطة؟! مشيرًا إلى أنه، أيا كانت الإجابة، فالمدهش حقًا أن تكتشف– لاحقًا – أن هذه الأرض، مترامية الأطراف، ومتنازع عليها، وثمنها عشرات الملايين؛ فهي تقع في وسط البلد، بالقرب من الكورنيش، وحين فشل القانون في حسم النزاع، جاء دور الرصاص والدم، واشتعلت مانشيتات الصحف، وبرامج التوك شو، وسبحان من له الملك والدوام، على حد تعبيره.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق