CET 00:00:00 - 28/08/2010

مساحة رأي

بقلم: محمد عبده
 إن النظام الاستبدادي في عصر ما سيكون؛ هو التسلية الأدبية للزمن القادم, لقد كانت عودة "البرادعي" في فبراير 2010 نذير شؤم على أفكار التوريث الهادئة وخطواته الثابتة المرتبة قبل الحضور، والذي تم بمبادرة الشباب في 6 أبريل، وبتنفيذهم في حضور مَن يحملون أشواق التغيير من سنين بأيديولوجياتهم المختلفة؛ ليضعوا أيديهم علي ظهر د. "البرادعي", وجرت مياه كثيرة في هذا النهر.

 فمن الحضور الميئوس منه للرئيس "حسني مبارك" إلى هجوم الجميع علي أسفار "البرادعي" لأسباب معروفة لنا جميعا لشفافية حضوره وغيابه، حتي بوسترات "جمال مبارك" وحملاته في وجود رئيس لم تنتهِ ولايته بعد, وهذا الغياب في تقديري ليس أجمل منه الحضور, ولكنه غياب مؤثر.

 فمن ناحية يضع فكرة التغيير الذي يجب أن ننجزه مع "البرادعي" في أيدينا، وفعلنا وأفكارنا لصياغة حركتنا ومجتمعنا بآليات نملكها ونطورها كل يوم، وفي كل مدينة وقرية، والأمثلة لا حصرية, فمن الذهاب ببيان السبعة نقاط لفئات تطلب منها بتواضع التوقيع للمشاركة في حق التشكيك في خطوات التوريث ومن أجل التغيير, إلي فضح التعذيب وحادث مقتل "خالد سعيد" بالإسكندرية, وهي مساهمة فذة من النظام ورئيسه بعد زيارته للإسكندرية في البؤس الإنساني, إلى مسيرات السيارات الخاطفة, إلى توقيعات المصريين التي بدأتها الحملة ووصلت إلى 100 ألف توقيع إليكتروني, و130 ألف توقيع ورقي.

 ومن ناحية أخرى استطاع الدكتور "البرادعي" بحضوره وشخصيته الصلبة، أن يرفع كلفة التوريث إلى الحد الأقصى السياسي والاجتماعي ثم الاقتصادي؛ فسياسيـًا.. أجبر الرئيس على طرح نفسه –وبإلحاح- ثم أجبر الوريث على تحريك عقاربه مكرهـًا, واجتماعيـًا.. اصطفت نخبة النظام مع فئاته في الدولة المركزية ومؤسساتها حول الرئيس، واصطفت شلة لجنة السياسات حول الوريث, واقتصاديـًا.. لابد لهذا النظام أن يدبر ما لا يقل عن 10 مليارات إضافية لاسترضاء المؤسسات، والـ7 ملايين موظف في الدولة, والقبائل والعشائر العسكرية والأمنية, والفقراء والعشوائيات, لكي يمرروا التوريث, فمن أين له بالمليارات؟

 إن التفكير مهما كان عميقـًا وطويلاً ليس عوضًا عن الملاحظة، والملاحظة من ناحيتي هي: كيف نوفق بين مقاطعة انتخابات لمجلس الشعب لا ترقى إلى متطلباتنا في تعديل وتغيير الدستور والقانون, وبين تفاعلنا وحركتنا من أجل التغيير الذي تجهضه هذه الانتخابات التي هي مقدمه لانتخابات الرئاسة بعدها؟

 والمفارقة في أن دعوتنا للمقاطعة موجهة للمرشحين؛ حزبيين ومستقلين, كما هي دعوة لناخبين عددهم 40 مليون، يحضر منهم الربع على أحسن الأحوال؛ فالدعوة ناجحة للثلاثين، وغير مؤثرة في الـ10 ملايين المنتخبين المنتفعين.

 وستفلت الدعوة للمقاطعة إلى المشاركة بأي شكل, وبأي وجوه, وحركة الفقراء والمُهمشين في الانتخابات لها حق أصيل لهم، ولا لوم على المشاركين الذين علمهم النظام الحرمان من الانتخابات، والفئات التي لها مصالح في ترخيص بناء عشة، إلى تخصيص ألف فدان من الدولة الوظيفية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية, فهذه نقرة وتلك نقرة.

 يا أيها الناخب احصل على منفعتك الخاصة دون دروس وعظية, واشتري مستقبلك ومستقبل أولادك ومستقبل البلد بالتوقيع على بيان التغيير.

 هل تشارك في حملة نجني منها 5 ملايين توقيع في الانتخابات، وتكون وسيلتنا في الضغط السياسي مع الأشكال الأخرى للضغوط في تغيير الوضع السياسي والدستوري والقانوني في هذا البلد؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق