CET 00:00:00 - 30/08/2010

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور 
ببساطة شديدة جدًا، إن دخل التعصب للأديان في وطن من الباب، فترمي الأنظمة الحاكمة بالوطنية من الشباك.  
 
راعني ما قاله رئيس حزب الوفد عندما قال: إن العلمانية مرادفة للإلحاد، وإن العلمانية هي ضد الدين!!إانه لشيء مرعب أن نري رئيس حزب الوفدـ الذى كان يضم جميع فئات الشعب تحت جناحيه، يلقي بمدنية الدولة ومعها الوطنية من شباك التعصب؛ لكي يحصل حزبه علي مقاعد قوي التطرف الإخوان الخونة. 
 
الرجل لا يهمه الوطن، ولا يهمه الشعب. كل ما يهمه أن يحصل علي مقاعد في مجلس الشعب، بعد أن يحل الوفد محل الإخوان، بتبني الأجندة العنصرية للمتطرفين الإسلاميين. 
 
الطريق إلي مقاعد مجلس الشعب مفروش بدماء الأقباط، وأعراض نسائهم، وخراب كنائسهم، وسبهم علناً في وسائل الإعلام، وإعتبارهم مواطنين درجة ثانية. نعم هذه هي تذكرة الإلتحاق بمجلس الشعب المتعصب.
 
ببساطة، وبفكرة بسيطة، وبالفطرة الخبيثة في الإخوان، فتح رئيس حزب الوفد الجديد عضوية الحزب للإخوان مرتزقة الدين، وأعطاهم السلاح الذي سيعطيهم المقاعد التي يخطط الحزب الحاكم علي خلعهم منها في الانتخابات القادمة. لا يهم الرجل أن يكون تحت مظلة الوفد عنصريين، المهم أن يصل العنصريين علي أكتاف الوفد إلي مقاعد مجلس الشعب. 
 
الدولة المدنية هي أكبر عدو للدكتاتورية العسكرية، والديكتاتورية الدينية، ومن الواضح والمُثبت  أن النظام الحالي هو Master ، أي السيد الكبير في الجمع بين الاثنين. فجاء رئيس حزب الوفد يلعب لعبة النظام، ويلقي بحزب الوفد وتاريخه العريق- ومعه "مصر"- تحت أقدام المتطرفين الإسلاميين خونة الوطنية المصرية، التي نُفي بسببها "سعد زغلول"، ولا ننسي أن من أعمال النظام الحالي المبني علي أساس غير شرعي بانقلاب العسكر، وإنه مثبت بدليل أن الضباط الأحرار قاموا باعتقال "مصطفي النحاس باشا" بطريقه مهينة، وبدون علم الرئيس "محمد نجيب"، والذي كان معارضًا لذلك، حيث قام بشطب اسمه من كشوف الإعتقال، والتي قدمت إليه من الضباط الأحرار لعلمه بوطنيته، ومواقفه المشرفه السابقه، وكذلك لاحتكاكه به.
 
وهذا أكبر دليل أن امتداد انقلاب العسكر إلي يومنا هذا، هو ضد الوطنية المصرية. و إن حاولنا نجد الفارق بين الوفد الحالي والحزب الوطني الحاكم..! الفارق، أن الحزب الوطني يحمل السلاح والتعصب والوفد يُعد العدة بضم التعصب رسميًا لصفوفه وينقصه السلاح!! فأختلف الاثنين، والتعصب والاتفاق علي قتل روح مصر الوطنية في قلب الشعب هدفهم.
 
أناشد جميع القوي الوطنية المصرية الإتحاد فورًا، وأناشد كل من يضع مصلحة "مصر" الوطنية الداخلية قبل أي اعتبارات للإتحاد،  لكي نقوض معًا مخطط النظام والأحزاب المتطرفة في إغراق "مصر" أكثر وأكثر في وحل الانقسام والتعصب بسبب الأديان.
 
 وإنني بدوري  كمصري أولاً، ومسيحي، أهيب برئاسة الكنيسة الامتناع عن خوض المعترك السياسي بأي حال من الأحوال، بترجيح كفة أي من المرشحين. وبمحبة وكرامه نطلب من السادة الأساقفة الامتناع عن تصريحاتهم السياسية؛ لأنهم لم يعودوا يملكون صفتهم الشخصية التي تعطيهم الحق في خوض معترك السياسة؛ لأن صفتهم الدينية، تعلوا وتسموا فوق صفتهم الشخصية؛ بدليل أنهم لم يعودوا يُسمَّون بأسمائهم قبل اختيارهم لهذه الخدمة الجليلة. 
 
ولا نود أن نقولها صراحة لكل رجال الدين من كافة المعتقدات الدينية: أنتم من خربتم "مصر"، ومستمرين في خرابها وطنيًا. وإن كان دوركم الأول والأخير هو بناء إنسان أفضل لكي ننهض بـ"مصر"، فمن الواضح والمؤكد أنكم فشلتم؛ لأن "مصر" مستواها الأخلاقي والوطني في انحدار مستمر؛ لأنكم لم تقوموا بواجبكم، ومنشغلين عنه بأمور لا تتعلق برسالتكم الأساسية.  
 
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق