هاجم جورج إسحق، القيادى فى حركة كفاية، منظمى مؤتمر مناهضة التمييز الدينى، وقال إن المؤتمر تحول إلى «حائط مبكى للمسيحيين»، وأضاف، خلال إحدى جلسات اليوم الختامى للمؤتمر الذى عقد بحزب التجمع أمس الأول: «كان يجب دعوة آخرين إلى المؤتمر مثل التلميذة الممنوعة من ارتداء الحجاب، والشيعة، وممثلين من الكنائس الأخرى وليس الكنيسة الإنجيلية فقط».
وقال جورج إن الكنيسة تشارك فى صنع ثقافة التمييز من خلال «أنشطة اليوم الكامل» التى يشارك فيها الشباب المسيحى فقط، ودافع جورج عن تدريس النصوص القرآنية فى مناهج مادة اللغة العربية وقال: «النصوص جزء من تعليم اللغة العربية ولا يصلح النص المسيحى للمهمة نفسها»، واتهم الحزب الوطنى بتجاهل الأفكار التى تخدم فكرة المواطنة حتى الخارجة من رحمه، وتساءل: لماذا تم تجميد ورقة التعليم الممتازة التى قدمها الدكتور حسام بدراوى، رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطنى؟
وقال الدكتور جهاد عودة، عضو لجنة السياسات فى الحزب الوطنى، إن جزءاً من التمييز الدينى يعود إلى أن القوى السلطوية والدينية فقط هما المهتمتان بصنع السياسات والخطط، عكس القوى الليبرالية التى يغيب عنها وضع مشروعات قوانين للمواطنة، وطالب «عودة» منظمى المؤتمر بوضع آليات ضغط وسياسات محددة لأهداف واضحة وليس كلاماً عاماً، واتهم الجماعات الإسلامية بـ «إعادة كتابة التاريخ المصرى بطريقة مختلفة تخدم أهدافهم».
ووصف القسيس رفعت فكرى، راعى الكنيسة الإنجيلية فى أرض شريف بشبرا، ظهور «ناس بتبوس بعضها فى جلسات الإفطار الوطنى» ـ بحسب قوله ـ بالنفاق، لأن الخطاب الدينى فى الحالتين رافض للآخر ومهاجم له، ويعتقد أصحابه أنهم وحدهم الفرقة الناجية من النار، وأنهم يمتلكون الحقيقة بمفردهم.
وطالب القسيس بوضع كل المواد التعليمية التى تهاجم الآخر، والتى وصفها بـ«الزبالة»، فى كتاب واحد وتقديمه للدولة وسؤالها كيف تعلمى أطفالك هذا فى القرن الواحد والعشرين؟ وهاجم الدكتور مصطفى النبراوى، رئيس مرصد الحريات، تدريس مادة التربية الإسلامية، وقال إنها تكرس التمييز الدينى، وطالب باستبدالها بمادة للقيم العامة، أو إتاحة الفرصة لتدريس آيات من الإنجيل فى مادة اللغة العربية، بالإضافة إلى تخصيص حصص للتاريخ القبطى.
وطالب المؤتمر فى بيانه الختامى بإلغاء مسابقات تحفيظ القرآن ودمج المعاهد الأزهرية فى منظومة التعليم المدنى وتنقية المناهج الدراسية من الجمل التى تحمل أبعاداً طائفية.
وتضمنت التوصيات، التى شارك فى صياغتها عدد من التربويين المتخصصين والمفكرين والمثقفين والكتاب، والسياسيين، توصية بتعديل الفقرة الثانية من المادة السادسة لقانون التعليم رقم ١٣٩ لسنة ١٩٨٣ التى تنص على «تنظيم مسابقة دراسية لحفظ القرآن الكريم بجميع المراحل، وتخصيص مكافآت لها تحدد من قبل المجلس الأعلى للتعليم»، بما يتلاءم مع شروط المواطنة الصحيحة.
وطالب البيان بدمج المعاهد الأزهرية ضمن منظومة التعليم المدنى تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وأن تعود جامعة الأزهر لتصبح جامعة دراسات دينية إسلامية يلتحق بها الراغبون بعد انتهائهم من التعليم الجامعى، مع تطوير الدراسات الدينية.
كما أوصى المؤتمر بمراجعة جميع المواد الدراسية لتنقيتها من كل ما يعمق التقسيم والفرز الطائفى بين المواطنين المصريين، والتأكد من أن تدريس الأديان يتم فقط فى المقررات الدينية وفى إطار أخلاقى مشترك، وتدريس ما يعزز قيم التسامح وقبول التعددية والتنوع واحترام حقوق الإنسان والحرية الدينية. |