CET 00:00:00 - 31/08/2010

المصري افندي

بقلم: مادلين نادر
كل يوم جديد نتابع أخبارًا فى بلدنا تعكس الأحوال المتناقضة التى أصبحنا نعيش فيها..والأسبوع الماضى كان هناك  خبرين فى نفس اليوم يعبرا عن أن "مصر بتتأخر بينا" - أقصد "مصر بتتقدم بينا"، مثلما يُقال فى إعلانات التليفزيون. فهذا ليس رأيى الشخصى. الخبر الأول كان عن أن "إسرائيل" قامت بدراسة عن "مصر"، وحذرت من هجرة العقول والكفاءات المصرية إلى الخارج. واعتبرت أن هذه الظاهرة تُهدّد مستقبل "مصر" بالكامل...ولم تكتف "إسرائيل" بعمل الدراسة، بل نشرتها فى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي تعتبر الأوسع انتشارًا فى "إسرائيل".
 
و أشارت فى الصحيفة إلى أن عدد المصريين فى الخارج وصل إلى (6) ملايين ونصف المليون، بالإضافة إلى أنه فى هذا العام تقدّم ما يقرب من (700) ألف مواطن مصرى- أغلبهم من الشباب- بطلبات هجرة، وبشكل خاص إلى "الولايات المتحدة" و"أوروبا"، و أن غالبية الشباب أصحاب الطلبات، يحملون شهادات جامعية في الإختصاصات العملية، من بينهم (7000) يحملون درجة دكتوراة، و(4000) يحملون الماجستير في تخصصات متنوعة، من بينها :هندسة كهرباء، وميكانيكا، وطيران، هذا بالإضافة إلى خريجي أقسام كيمياء وفيزياء.
فلقد أثارت ظاهرة هجرة العقول المصرية للخارج، قلق عالمى؛ حتى أن "إسرائيل" حذّرت قبلنا من هذه الظاهرة، ولم تكتف بتحذيرنا، بل أخذتنا عبرة، وحدّدت منح كبيرة لتشجيع علماءها للعودة مرة أخرى لـ"إسرائيل"...ولكننا فى "مصر" يبدو أننا رغم التحذيرات، وتفاقم الظاهرة، ألا أننا لم ننتبه بعد لخطورة هذه المسألة!!!

أما الخبر الثانى الذى نُشر ويدل فى المقابل على أننا بالفعل نفقد كل يوم العقول المصرية، ونصدّرها خارج "مصر"...الخبر كان بعنوان "الذكور مفضلون في عيادة لاختيار نوع الأجنة في مصر"؛ حيث تم الإشارة إلى أن هناك مركزًا من مراكز الخصوبة فى "مصر" يعرض خدمات اختيار نوع الجنين، وأن الكثير من الأسر المصرية تختار الأجنة الذكور..!!!
يبدو أننا فى "مصر" لا نزال نفكر بمنطق أن الذكور أفضل من الإناث، وأن ظل رجل ولا ظل حيطة...لذلك أعتقد أن ما تنبهت له "إسرائيل" قبلنا وحذّرت منه، لم نبالى به إلا بعد عشرات السنين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق