كتب: عزت عزيز
في الجزء الأول من حديثنا الشائك هذا، تطرقنا لحادثتين عشت تفاصيلهما عن قرب؛ الأولى كانت محاولة أختطاف فتاة "المحلة" الشجاعة "لورانس وجيه"، والثانية لفتاة أخرى لم أشأ أن أذكر اسمها لظروف خاصة بها، وأوضحت دور الأمن في مثل هذه الحالات، والأخطر هو دور ما يُسمى بـ"النيابة العامة"، التي تدافع عن المجتمع ككل وليس عن فئة معينه منه، كما يحدث في مصرنا الغالية؟!
الحادثة الثالثة التي عشتها هي لفتاة جميلة ومن عائلة متوسطة الحال، وتعرفتْ على شابٍ مسلمٍ ومدمن للمخدرات، وأوقعها معه في هذا المستنقع، وكانت مخطوبة لشاب مسيحي من عائلة غنية جدًا، ولكن إدمانها للمخدر اللعين جعلها تتفق مع ذاك المدمن وتترك منزلها في الصعيد وتتجه معه إلى "القاهرة"، وأخذت أسرتها تبحث عنها في كل مكان، وأخذ الأمن يقوم بدوره المعتاد في التستر والتموية والإخفاء وغيره.
حتى تم تدبير لقاء بينها وبين بعض أفراد أسرتها، وكان ذلك في أحد الأماكن التابعة للأمن طبعـًا، وبحضور أحد الأباء الكهنة، وكانت الفتاة في حالة ذهول وخمول شديدين، وكانت تستجيب لكلام والديها وأقربائها والأب الكاهن، وعندما تبدأ في إبداء شعورها للحنين والعودة لهم، يجدون أحد زوّار الفجر -المخبرين- يدخل عليهم فجأة ويقول لها: البيه عايزِك؛ فيأخذها وترجع لهم بعد دقائق وقد تغيرت بمقدار 360 درجة كما يقولون.
ولما كان أحد أقربائها ذو علاقات قوية، فقد التقى بأحد معارفه داخل المكان، وتلصص داخله فوجد هؤلاء المجرمين يعطون الفتاة حقنة ومشروب يؤدي إلى غياب العقل.. ولو لدقائق قليلة؟!
وفجأة.. دخل مرة أخرى أحد قادة الأمن على الأسرة؛ وهم جلوس مع ابنتهم المُغرَّر بها وقال لهم: مش كفاية؟؟ أديكم عرفتم إنها عايزة الولد.. يللا مع السلامة بقى.
وانهارت الأم والأب والأقرباء، ولكن أمام مَن لا يرحمون ومَن أُنتزِعَت الرحمة من قلوبهم، وذهبت الفتاة في مهب الريح، وها المجرم الذي غرَّر بها يتسول بها بعد أن جعلها تخدم في منازل أقربائه!!
الشيئ العجيب في كل هذه الجرائم هو أن الفاعل معروف ومعلوم لدى مَن يُطلق عليهم "أتباع الجهاز الأمني في مصر"، بل يمكن القول أن أتباع الأمن يعلمون مسبقـًا أن هناك فريسة سوف تقع بين أنياب ذئب ووحش مفترس، ويتركونها له حتى يتسترون هم عليه!!
والكارثة الكبرى عندما يقوم والد الفتاة المخطوفة باتهام شخص ما؛ فتجد الضرب جاءه من كل مكان، ويجبرونه على أن يقول إنها متغيبة أو هاربة، وبكامل إرادتها، كما صرح مدير أمن المنيا أخيرًا.
ووصل الامر في احدي الحالات التي عشتها ان الامن بدأ يساوم احد رجال الدين مقابل ان يطلقوا له فتاة تم التغرير بها لكن هذا القوي رجل الدين قال لي انه يمتلك ما يدين هؤلاء من يدعون انهم حماة مصر وعندما واجههم بسلاح الادانه اطلقوا له الفتاة بعد ان جرعوة المرارة والأعجب هنا انهم حاولوا خطف الفتاة بعد ان سلموها لرجل الدين لكنه فطن لفعلتهم والرب اعطاة الفكر والحكمة التي جعلته يخرج من المكان دون ان يراه من يتربصون له!!؟
أما دور بعض مَن يدّعون أنهم أئمة أو شيوخ أو دعاة؛ فهو لا يقل عن مَن يرتكب هذه الجرائم، فبمطالعتي المستمرة لملايين المواقع قرأت لأحدهم يقول إن الأديرة والكنائس أصبحت سجونـًا لمَن يريد أن يتأسلم أو مَن غيّر دينه، وقامت الكنيسة باعتقالة!!
وأرد على هذا المعتوة الجاهل وأقول له: أنا أقدم لك عُذرًا؛ فقد سبقك مَن يطلق عليه مسيحي بالاسم -ويطلق عليه أحيانـًا أخرى "المفكر القبطي"- حيث قال في أحد البرامج الهايفة التي تستضيفة: إن الكنيسة تستأجر شققـًا لتنصير المسلمات، وفي الأديرة أيضـًا!! والحمد لله أن الأديرة مفتوحة لكل مَن هبّ ودبّ؛ على رأي المثل، ولا يوجد دير واحد يقتصر دخوله على المسيحيين فقط، وأتحدى مَن يذكر لي اسم دير يمنع دخول الأخوة المسلمين أو أي أحد من زوّار الفجر.
وقد وصل الحال بأحد المواقع الإسلامية الشهيرة أن يضع على واجهته سؤالاً للتصويت عليه ويقول: هل تؤيد استخدام القوة لتحرير الأخوات اللاتي أسرتهن الكنيسة بالقوة؟؟ والعجيب أن أكثر من ستين بالمائة أيدوا استخدام القوة!!
ومن هنا أتحدى هذا المأجور وغيره من المأجورين أن يذكر لنا حالة واحدة من حالات التنصير بالقوة أو الإجبار أو بالاغتصاب كما يحدث ضد فتياتنا المسيحيات، وأطلب منه أن يدلنا على عناوين الشقق أو الأديرة هذه التي تُتهم زورًاً، وأصحاب هذه الأديرة وشفعاؤها قادرون على أن يعطوك جزائك من جنس عملك، وأنا أثق أنه لو كان يعلم هذا المأجور أن هناك شققـًا -كما يقول- فلن يبخل بل وسوف يتطوع لكي يرشد أصحابه أتباع الأمن إلى هذه الشقق التي من نسج خياله.
فإذا كان كلام هذا المأجور هكذا؛ فأنت معذور يا مَن تطلق لحيتك وقد علت جبهتك علامة الإيمان؛ فعندما يسمع هؤلاء الذين خرجوا بعد صلاة التراويح من "مسجد النور" منذ أيام كلام هذا المأجور وغيره من شيوخ الفتنة؛ فماذا يكون ردهم؟ وما هو شعورهم عندما يشاهدون المسيحيات في الطريق؟؟ ألا يزيد هذا من حالات التحرش بهن؟؟ والذي قد يصل لحد الاختطاف والاغتصاب؟؟
ولم يكن هؤلاء هم أول مَن تظاهر؛ فقد سبقتهم مجموعة من ملتحي "نقابة المحامين" المصرية، متظاهرون ومطالبون برجوع زوجة كاهن "دير مواس" للإسلام، هذا في الوقت الذي خرج علينا أناس شرفاء من "العراق" الحبيب، وهما قاضيان عراقيان يعلنان استعدادهما للدفاع عن القبطيات القاصرات المختطفات في "مصر"!!
وقد قال أحدهم -وهو القاضي "جعفر الموسوي"، عضو الائتلاف العراقي، والقاضي الذي حكم بالإعدام على الرئيس العراقي السابق "صدام حسين"- إننا متألمون جدًا لما نسمعه من أخبار عن عمليات الخطف للبنات القُصَّر من المسيحيات الأقباط بمصر.. وافضيحتااااه!! هذا في الوقت الذي يقف أعداء مصر حتى ولو تنكروا في زي أبنائها؛ متربصون للفتك بما تبقى من شيئ عفا عليه الزمن، وكان يطلق عليه "الوحدة الوطنية".
فهل نترك لهؤلاء الرعاع الفرصة للعب بدولة كانت في يوم من الأيام أنشودة حب وملحمة وئام وسلام؟ هل طَمعنا في الحكم جعلنا نترك هذه الجرائم دون تحقيق ودراسة وعلاج؟؟ ومتى يستيقظ أولي الأمر لينقذوا الملايين من نار سوف تأكل الأخضر قبل اليابس، وسوف يكونون هم أول مَن يكتوون بها؟؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|