CET 00:00:00 - 06/03/2009

قرأنا لك

عرض: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
لماذا تَخَلَف الشرق؟ ولماذا تقدم الغرب؟ ولماذا يخاف الشرق من الغرب والعكس أيضاً؟ وهل هناك بالفعل صراع حضارات؟ وما نظرة العرب له ومانظرة الغرب له؟
في سلسة حوار الحضارت والثقافات والأديان.. الجزء الأول الذي قام بإعداده الكاتب ماهر يونان عبدالله والذي يطرح فيه نقاط جوهرية في صدام وحوار الحضارات حيث يعتمد الكتاب على آراء أهم الكُتاب الغربيين والشرقيين في هذه القضية.

ويطرح الكتاب في الباب الأول عدة نقاط هامة أولها:غلاف الكتاب محور العرض
• تعريفات للحضارة.
• من أهمها تعريف قاموس اكسفور.. "تحضر تعني الخروج من الحالة البربرية والعمل على بناء دولة كاملة التنظيم أما الحضارة مرحلة متقدمة من التطور الإجتماعي"
• واتفق العلماء على أنها محتوى تاريخي جغرافي فكري علمي أدبي ثقافي، وهو محتوى ذو طبيعة تراكمية جيلاً وراء جيل، تتراكم فيه مكونات هذا المحتوى علماً وثقافة وتقاليد وعادات وعبادات وكل ما ينعكس عن ذلك من أساليب في التعامل والحوار، ومن من مستوى فكري وفني وإبداعي وأزياء ومعاملات وصهر القديم مع الجديد.
• والسؤال.. ما هي مقومات الحضارة؟
للحضارة عدة مقومات وهي...
1. الحضارة تقلل الأعباء المفروضة على الأفراد والجماهير الناشئة عن الكفاح في الوجود وإيجاد الظروف المواتية للجميع في الحياة.. ذلك الكفاح مزدوج فيجب أن يؤكد الإنسان نفسه في الطبيعة وضد الطبيعة وكذلك بين اخوانه في الإنسانية وضدهم.
2. سيادة العقل على قوى الطبيعة وذلك تقدماً مادياً وثانياً سيادته على نوازع الناس وذلك عمل روحي بمعنى أن على الأفراد سواء أن يجعلوا إرادتهم موجهة للخير الروحي والمادي لكل الأفراد وتكون أفعالهم أخلاقية لأن ذلك هو جوهر الحضارة.

• وينتقل الكتاب بنا لنقطة أخرى وهي كيف تعرّف الغرب على الشرق..؟
كانت بدأ معرفة الغرب بالإسلام عندما قام بطرس الوقو (1904-1156م) بترجمة القرآن لأول مرة من العربية إلى اللاتينية وقد كان الغرض من هذه الترجمة الرد على الإسلام، وعليها قامت الدراسات الإسلامية في الغرب وبدأ الحديث بين المسيحية والإسلام وخاصة في العصور الوسطى، ومن أهم من كتب هما فرنسيس الاسيزي وريموندلول (1181 -1226م)، حيث أراد فرنسيس كسب ثقة المسلمين بخدماته الفعالة الصادقة أما ريموندلول أراد أن يعرف الإسلام معرفة مباشرة بمعرفة اللغة الإسلامية والثقافة الإسلامية بل وشجع على دراسة اللغة العربية في أوروبا، ونظراً لهذا التطور في أوروبا في عام 1734 نشر جورج سيل أول ترجمة إنجليزية للقرآن وقد سبقتها ترجمات أخرى ولكنها كانت أقل دقة، وكانت هذه حلقة الوصل بين الغرب والشرق.

• والسؤال الآخر كيف انتقلت ثقافة الغرب للشرق؟
لقد ساعد على نقل الحضارة الغربية إلى بلاد العرب، الجنود ورجال السياسة والكتب والبعثات التبشيرية وفي العصر الأخير السينما والراديو والطائرات... وقد إتّخذت الثقافة الغربية طريقها للشرق في أربع نقاط...
1. القسطنطينية تحت حكم آل عثمان الذي أعجبوا بنابليون وأرادوا تقليده في إصلاح الجيش والإدارة ونظم التعليم، وبالفعل فتحت الكليات الحربية وإتخاذ الخلافاء بلاطاً كبلاط ملوك أوروبا وأعادوا تنظيم الجيش.
2. البصرة والخليج الفارسي حيث كان للتجار الغربيين مصالح تجارية هامة وفي العصر الحديث حيث مثلت بعض الشركات الغربية أفكار جديدة مثل السكك الحديدية والملاحة والتلغراف واستطاعت الحصول على امتيازات بحرية من الحكومات، لذا فجاء الغربيون ومعهم عادات وأفكار غربية.
3. القاهرة حيث أيقظتها جيوش نابليون التي اصطحبت في سنة 1799م بعثة علمية تضم خيرة علماء فرنسا، وأسس مطبعة عربية وكانت الأولى في العالم العربي، وجاء بعده محمد علي ليستغل ماتركته الحملة الفرنسية من علوم.
4. لبنان حيث أسست البعثات التبشيرية عدداً من المدارس التبشيرية على تعريف الشباب العربي بالثقافة الأوروبية وتعليمهم الأدب والسياسة والفلسفة والقيم الأخلاقية والدينية لبلاد الغرب.
وبعد أن تقدمت التكنولوجيا وأصبحنا في عالم الإتصالات فصرنا نعايش الأحداث حين وقوعها واختلطت الثقافات والحضارات والشعوب وتداخل البشر معاً من خلال التلاقي الإنساني على مستوى الأسفار والرحلات والهجرة المؤقتة والدائمة.

• ويطرح الكتاب سؤال هام.. أين تقف الأمة العربية من المسيرة الحضارية..؟
وهنا تظهر إجابة للدكتور زكي نجيب محمود فيقول "إما أن نعيش عصرنا بكل ما يقتضيه من أخلاق، وإما أن نكون قادرين على تحويره حيث نعيد صياغته على مثالنا، إما أن نتمرد عليه ثم نعجز عن تحوير أي شيء فيه فذلك حكم على أنفسنا بموت حضاري لأن عصرنا الآن هو عصر علمي وتقني وعصر مدار الأخلاق فيه على المنفعة، وكما قال ريشيلو (من أحد مؤسسي مفهوم إدرة الدولة الحديثة): "ليس للدولة مبادئ وإنما مصالح" وهذا ما أعاد صياغته تشرشل عندما قال: "ليس لبريطانيا أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون وإنما لها مصالح دائمة"، وأضاف الدكتور زكي أن جواز مرور الأمة العربية هو تطوير القيم السائدة لتكون قائمة على علمنة وتقنية ومنفعة في أسس التعامل السياسي والإقتصادي.

• وشرح الكتاب أن هناك معايير توضح مدى التقدم والتخلف على الطريق الحضاري ومنها..
1. المعيار الإقتصادي الذي يقاس بمتوسط دخل الفرد.
2. المعيار الثقافي الذي يقاس بمدى إنتشار التعليم.
3. معيار العلمنة والتصنيع أي بدرجة تحولها لدولة صناعية. 

ويطرح الكتاب أسباب تأخر الشرق؟
1. الحضارات التقليدية ما زالت في غالبيتها العظمى غارقة في أنماط تفكيرها الأسطوري والغيبي وتفكير غير علمي ونظم سياسية شمولية وسلطوية وغير ديموقراطية، لذا فهناك قيود ضد التفكير وحرية التعبير.
2. التمييز الطبقي في تطبيق القانون (عدم سيادة القانون) مما يجعل من يخالفون القانون ممن ينتمون إلى الطبقات العليا في المجتمع يفلتون من الملاحقة القضائية وبالتالي من العقاب، في حين أن أبناء الطبقات المتوسطة والدنيا يُعرضون دائماً للملاحقة والعقاب في حال مخالفتهم للقانون.
3. تجاهل الحقيقة والإبتعاد عن رد الأسباب إلى أصولها ورد أسباب الفشل إلى عالم ما وراء السيطرة الإنسانية حيث يتحكم القدر بقوته المجهولة في تسيير الأمور.
4. الفهلوة وعدم تقدير قيمة الوقت، فبعض الإحصائيات تقول أن مدة عمل موظفي الحكومة لا تزيد عن 59 دقيقة يومياً، وهنا يتساءل د.كمال أبو المجد عن أي عصر نعيشه، فالشعوب تنطلق متسابقة إلى الأمام مشغولة بالمستقبل والعرب والمسلمون ينكسون الرؤوس أو يلوونها إلى وراء، ينبشون قبورهم بأيديهم أو ينقبون عن دور كامنة تركها الأولون ومشغولون بالنظر إلى الماضي، فالعالم يتسابق في الإبداع واحتكار التأثير وهم مشغولون باللفظ الأنيق والكلمة الرشيقة وشعارت تصف أمور لا تصلح للعمل والإصلاح، فالشعوب تتلاقى وتتقارب على ما بينها من إختلاف وتباين في الآراء والعرب والمسلمون يبحثون في حماسة عجيبة عن موضوعات للخلاف.

• ولكن كيف ينهض الشرق..؟
هناك مدرستان لذلك وهما:
1. مدرسة الجمودعلى الموجود والوعيد لدعاة التجديد والصياح مع كل صباح بأن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها وهو الإسلام.
2. مدرسة أخرى ضاقت وكفرت في عمقها بحضارتها وزهدت في ماضيها وأنكرت حلوه ومره وصحيحه وسقيمه وأخذت تتعجل اللحاق بالآخرين وبالتقدم.
وفي المدرستين ضاقت جماهير المسلمين.
لذا هناك إتجاهين للتقدم وللنهوض بالشرق على طرفي النقيض وهم..
1. الإتجاه الأول يقول أصحابه ضرورة إتباع سياسة تركيا والتخلي عن العقائد والتقاليد العربية والإندفاع نحو الغرب لتجعل من العرب دول حديثة.. وآراء أخرى ترجع التقدم إلى الإعتماد على التكنولوجيا وفصل الدين عن الدولة وتدريب العقل العربي على التفكير العلمي.
2. الإتجاه الثاني فأصحابه لا يريدون أن يعترفوا بتفوق الثقافة الغربية على ثقافتهم القومية، لذا فيقومون بتجريح الثقافة الغربية كدفاع عن النفس، ولا يؤمن معظم هؤلاء بالقومية العربية بل يفضلون القومية الإسلامية الشاملة بنواحيها الدينية والإجتماعية، ويرى أصحابه لا بد من الرجوع إلى الدين الصحيح والإعتماد على ثورية الطبقة العاملة.

ويطرح الكتاب سؤال هام.. ما سبب العداء للغرب..؟
يجاوب فرد هاليداي أن الأسباب هي:-
1. هيمنة الغرب على العالم الإسلامي سواء بصورة رسمية من خلال الإستعمار أو غير رسمية في الإقتصاد مثلاً.
2. الغرب يحاول تقسيم العالم العربي الإسلامي خاصة بعد ما فعله الإمبرياليون الغربيون في العرب من سيطرة في الوقت الذي كان يسعوا في للوحدة، وعمدت إنجلترا وفرنسا على ذلك التقسيم في إتفاقية سايكس بيكو.
3. الغرب ينظر بمبالاة لمعاناة المسلمين كفلسطين والشيشان والبوسنة وكشمير وغيرها.
4. إزدواجية المعايير الخاصة بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان فيما يتعلق بالسلوك الإسرائيلي إزاء الشعب الفلسطيني.
5. من زاوية القيم حيث نجد إتهاماً يتعلق بفساد القيم الغربية التي تحاول الدول الغربية بحكم قوتها التكنولوجية والإتصالية أن تغزو بها المجال الثقافي العربي، من خلال الفضائيات وشبكة الإتصالات الحديثة وموجات السياح الغربيين الذين يهبطون إلى البلاد العربية بما يصاحب ذلك من سلوكيات غير مقبولة إسلامياً.
6. إشاعة الدول الغربية للرأسمالية لأنماط الإستهلاك الغربية التي تؤثر في قطاعات جماهيرية متعددة وفي مقدمتها الشباب.

7. الفقراء والأغنياء أعربوا عن كراهيتهم للغرب حيث يروا أنهم ينهبوا ثروات الشعوب بالتنسيق مع النُخب الصغيرة المستغربة والقادة الفاسدين الذين يلقون كل الدعم من القوة الغربية.
8. غضب الشرق من الغرب هو بسبب حال الشعوب المضطهدة والتي تنزف دماء في الشرق الأوسط.
9. يتهم الشرق الغرب بأنه المسؤول عن الفقر الذي تعاني منه كثير من الشعوب الإسلامية.
10. بالإضافة للميراث الإستعماري الذي ترك قدراً من الكراهية للغرب.

ولكن بالرغم من تفوق الغرب على الشرق إلا أن الغرب يخاف من الشرق، والسؤال هنا... لماذا يخاف الغرب من الشرق؟
1. لظهور جماعات إسلامية في الشرق تدعو إلى إستنكار الحضارة الحديثة والإنسحاب من الحياة المعاصرة والهجرة إلى الكهوف والماضي.
2. هناك غزو منظم يجتاح الإسلام كعقيدة وشريعة ويجتاح عقل المسلمين ويشوه الإسلام ويسد عليهم منافذ الحياة بأن يجعل من كل شيء حرام ويفسد حياتهم بأن يجعل كل واحد منهم يسارع بإتهام الآخر بالكفر.
3. هناك خطر إجتماعي يهدد المسلمين وهي أفكار مدسوسة تقلل من شأن المرأة وتحرمها من المساواة في الحقوق والواجبات الإجتماعية والقانونية والشرعية، مثال ما حدث في أفغانستان عندما أغلقت جماعة طالبان مدارس البنات وحرمان المرأة من العمل وفرض ملابس غريبة عليها تجعلها كالعبيد في القرون الوسطي.
4. بعد ظهور الخوميني وصدام حسين أصبحت الحكومات الغربية ووسائل الإعلام مجمعة على أن الإسلام يمثل تهديد للغرب وأصبحت صورة الإسلام في الغرب أنه دين يعلن الحرب على من يخالفه.

ويعرض الكتاب أهم الآراء حول صِدام وحوار الحضارات ومن أهما:
• صموئيل هنتيجون (صاحب نظرية صِدام الحضارات)... "إن تاريخ الحياة صراع بين الحضارات وكان الصراع الأخير بين الحضارة الغربية التي تمثلها أمريكا وأوروبا بنظامها الليبرالي وبين الحضارة الشيوعية التي تقودها روسيا وأوروبا الشرقية وانتهى الصراع بهزيمة الشيوعية ولم يعد للحضارة الغربية إلا عدو واحد وهو العالم الإسلامي حيث لهم معتقدات دينية وثقافية يريدون أن يفرضوها بالقوة والعنف، بالإرهاب وتدمير الحضارة الغربية والمسلمون هم التهديد الأخير".

• قداسة البابا شنودة الثالث حيث يقول: إن الكلام عن صراع بين الأديان والحضارات والعقائد هو في الحقيقة كلام عن صراع إقتصادي، والغرب يسعى إلى السيطرة الإقتصادية، فالدول الكبرى مهتمة بما يسمونه توازن القوى سواء كانت هذه القوى إسلامية أو مسيحية أوقوى ديانات أخرى مثل الكنفوشية والبوذية في اليابان والصين ودورهما كبير في المستقبل ويهدد الغرب، وصراع القوى والمصالح الإقتصادية بين الغرب واليابان والصين يهم الغرب أكثر من موقف الدول الإسلامية، والحضارات لا تتصارع بل تتكامل.
• الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون.. حيث يرى ضرورة معالجة العلاقة مع العالم الاسلامي، فإن الصدام بين الحضارات قد يضع الغرب في مواجهة الإسلام، لذا على الولايات المتحدة منع حدوث ذلك مع مراعاة عدم وصول متطرفون للسطلة في العالم الإسلامي، لأن معظم مسلمي العالم لا يرقصون على طبول المتطرفين، وأكد نيكسون أن في حال صِدام الحضارات فقال "إننا الأمة الأقوى والأغنى في التاريخ وهذا ليس كافياً، والعامل الذي سيكون حاسماً هو قوة المبادئ الدينية والعلمانية وبالرغم من الإختلافات الجوهرية بين الغرب والشرق في الثقافة والتطور التاريخي، فمن الممكن أن يتعلم كل جانب من الآخر وأن ندرس أسباب نجاحنا وفشلنا السابقة".. لقد كان القرن العشرين فترة صدام بين الغرب والعالم الإسلامي وإذا ما عملنا معاً يمكننا أن نجعل القرن الحادي والعشرون ليس فقط قرن سلام في الشرق الأوسط والخليج وإنما قرناً ما وراء السلام، حضارتان عظيمتان تثريان بعضهما البعض وتثريان العالم ليس بالأسلحة والثروات بل بالقيم والمثل العليا.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق