بقلم: حنا حنا المحامي
يحمع الفلاسفه على أن الحقيقه الوحيده فى هذا الكون هى .... "الموت". وفيما عدا ذلك تخضع اى مسأله أو اى مشكله للنقاش والبحث وتبادل الآراء والافكار.
من هنا على كل من يخالف الآخر فى الرأى أن يلتزم فى حدود النقاش والحوار البناء ذلك أن أحد طرفى النقاش مهما كان اقتناعه فقد يكون هناك من يقنعه بالرآى المخالف لو استمع إليه وتفهم مقصده.
وإنى أقول وأكرر أن القضيه القبطيه تحتاج إلى كل قلم وكل فكر وكل عمل وكل رأى وكل جهد أيا كان.
من هنا يتعين على كل من يعمل فى الحقل القبطى أو كل القراء أن يلتزموا بحدود الحوار البناء. وذلك يلتزم ألا يكون مؤمنا أنه صاحب الرأى الاوحد والاصوب الذى لا يحتمل جدالا أو نقاشا.
وإنى أذكر واقعه على سبيل المثال لا الحصر أنى كنت فى أحد حجرات الدردشه منذ بضع سنوات. كانت أيامها واقعة اختطاف الطالب المعوق الذى كان فى كلية التجاره جامعة الاسكندريه. وذلك بواسطة ضابط سابق ادعى أنه ضمه إل الاسلام. ولم يكن الغرض الاساسى هو ضم شاب معوق لدين الحق بل كان الغرض هو بيعه كقطع غيار فى السعوديه الكبد والقلب والكلى .... إلخ. حين دخلت أحد حجرات الدردشه وجدت القائد وهو رئيس الادمن ينادى الشباب المصريين بالتظاهر أمام المحاكم أو أى مكان آخر. حين استمعت إلى هذا النداء وكانت واقعة وفاء قسطنطين حديثة العهد إذ أن بعض طلبة كلية الطب ذهبوا لسماع عظة البابا ولكنهم وجدوا المظاهره وأن العظه الغيب. عاد طلبة كلية الطب أدراجهم ولكن ما لبثوا أن قبض عليهم بتهمة التظاهر وعبثا حاولوا إفهام الساده أصحاب القوه والنفوذ ألا شأن لهم بهذا التظاهر وأن لديهم امتحان صباح اليوم التالى وأصر الاشاوس على القبض عليهم. وباختصار ضاعت عليهم السنه الدراسيه.
قفزت إلى ذهنى تلك الواقعه ذلك أن أى مظاهره (فى ذلك الحين) كانت كفيله بأن تدمر حياة المتظاهرين. بينما رئيس الحجره يسترسل فى مطالبة الشباب بالتظاهر إى لو نفذ الشباب هذا المطلب لدمر بعض الشباب وتدمر مستقبلهم. على ذلك رفعت يدى كتبت ملاحظه طالبا الاستماع إلى الرافعين أيديهم بالدور. وهنا حدث ما لا يمكن أن يتصوره أى شخص. إذا برئيس الحجره يسبنى بأسوأ الالفاظ. فخرجت لاكتفى من الغنيمة بالاياب.
ولكن ..... لماذا أذكر هذه الواقعه وما معناها؟
السيد المتحدث كان يفترض أنه صاحب الحقيقه المطلقه. وكان يفترض أيضا أن من يرفع يده ويطلب الكلمة سوف يعارضه وأن هذه المعارضه تتنافى مع الحقيقه المطلقه التى تفوه بها. ومع ذلك فهذه الافتراضات قد تكون مقبوله ولكن الغير مقبول أن يكون وسيلة الاعتراض على مجرد الرغبه فى الرد هى الالفاظ النابيه أو الجارحه.
سأفترض أن الفرض الاول والثانى والثالث فى محلهم. ولكن مما لا شك فيه أن أسلوب الرد يتنافى ويجافى كل الاعراف وكل الاساليب المفروض أن تتبع من أجل الحوار البناء
وهذا تماما ما حدث فى واقعة الاحتفال الذى أقيم للقنصل العام فى لوس أنجلوس. لا أشك ولا أصادر حق أى إنسان فى النقد. ولكن هذا النقد يتطلب إليات وسلوكيات يتعين عدم الحيدة عنها قيد أنمله. أولا يتعين أن أتساءل الحكمه من هذا الاحتفال وما جدواه؟ ثانيا إقدم الرأى المقابل الذى لا يرضى بهذا الاحتفال. ثالثا يتعين أن يكون نقدى موضوعيا بإطلاق دون تجريح أو انحراف فى الالفاظ وإخراج ما ينبو عنه السمع والضمير. فإذا ما حصلت على رد على وجهة نظرى أتعامل مع هذا الرد بحيدة ومنطقيه تامه. فإذا كانت وجهة النظر مقنعه دون أن أتشبث برأبيى أتبناها وإذا نظرت إلى وجهة النظر بكل موضوعيه ولم تقنعنى إما أن أرد عليها ردا أخيرا دون مهاترات أو تهكم وسخريه أو أنتظر وستبرز الواقعه وجهة النظر السليمه. كل هذا فى إطار من الموضوعيه وبأسلوب يعف عن الالفاظ النابيه. وطبعا يكون من الافضل أن أبين للكافه أننا نجل رجال الكهنوت فيكون أسلوب المخاطبه خليقا بالتبجيل الذى يتناسب مع حامل الاسرار المقدسه.
فعلى سبيل المثال لا الحصر كان من الاتهامات فى صيغة تساؤل هل يمكن الجمع بين الكهنوت والسياسه؟ ومن الغريب أن رجل الكهنوت لم يتكلم فى ا لسياسه فهو لم يتكلم ولن يتكلم علن علاقة مصر بأمريكا أو علاقة مصر بإيران أو بحماس أو... أو ..... إلخ. ولكن الكاهن يتكلم عن إبنائه فهو مسئول عن تلك الوزنه أمام الله. لم يحد قيد أنمله عن أدب الحوار أو ألام شعبه وأبنائه بل كان كل حديثه منصبا على الآلام التى يعانيها أبناؤه فى مصر. كما أن أسلوبه فى هذا الحوار لم يحد عن الموضوعيه فلم يسب النظام ولم يسب أى معارض حتى لو أساء إليه.
إننى هنا لا أدافع عن الكاهن ... إطلاقا فهذا أمر قضى نحبه. ولكنى لا أحب أن أخسر أى إنسان متحمس للقضيه القبطيه ويحس بألام شعبه وبتمزيق وطنه. ولا أحب أن أحجر على حق أى إنسان فى الاعتراض أو إبداء الرأى فهذا حق مطلق ولكن فى استعماله له حق نسبى أنه حق مقيد بقيود اللياقه والاحترام للرأى الآخر. و يتعين أن ندرك أننا بهجومنا بعضنا البعض لا نكسب بل نخسر الاحترام ونخسر العمل البناء ونخسر قضيتنا التى أتاحت لنا ظروفنا فى المهجر بأن نتبناها ونعمل من أجل العداله فى الوطن الام. وهذا العمل السامى يتعين – دون خيار - أن يكون فى إطار يتناسب مع الغرض السامى الدى نعمل من أجله.
وهناك ملاحظه قبل إنهاء هذا المقال وهى اتهام القمص بأنه خوّن البرلمان القبطى. وقد رد بعض الساده الذين قرأوا البيان بأنه لم يوجد ثمة تحوين. مقتضى هذاأنه إذا كان هناك تخوين فعلا على المدعى المبينه كما يقال. وإذا لم يكن هناك تخوين يكون من الاسمى والانبل الاعتذار أو عدم الاسترسال فى الهجوم والتعليق وهذا أضعف الايمان.
وإنى إجثو إلى رب المجد أن يملأ قلوبنا جميعا بالمحبه والتعاون والتضافر فى إنكار لذواتنا كى تمتد يد الفادى إلى عملنا فيثمر ثلاثين وستين ومائه.
وللجميع دون أستثناء خالص محبتى وأدعيتى للجميع بالنجاح فى مقصدنا وعملكم وجهدكم وكفاحكم من أجل الحق والحقيقه وليتمجد اسم الرب. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|