المستشار مرسي الشيخ: الدولة تهمِّش الأقباط في المناصب العليا، بناءً على تقارير الأمن

* المستشار "مرسي الشيخ" فى حوار لـ"لأقباط متحدون":
- "فتحي سرور" أخبرنى بعدم ترشحه هذا العام، ولكننى فوجئت به يرشّح نفسه في المجمع الإنتخابي.
ــ أريد أن أدافع عن مصالح الشعب في البرلمان، وأسن قوانين ليست سيئة السمعة.
ــ لو تم إلغاء الدعم، ستشتعل البلد. 
ــ "سعد الدين إبراهيم" وقّع بالفعل، وبخط يده، على تأييد "جمال مبارك".
ــ المُرشّح القبطي لا ينجح في الإنتخابات بسبب الإنقسام الديني الحادث في البلد، والدولة هي السبب في ذلك.
ــ لابد أن يكون العشرة المعينون في مجلس الشعب أقباطًا، وأطالب الرئيس بذلك.
ــ "جمال مبارك" غير مُؤهَّل لرئاسة "مصر".
ــ أتوقع أن يُرشّح الرئيس "مبارك" نفسه للرئاسة.
ــ لا يتم تعيين وزراء ومحافظين أكثر، ولا رؤساء جامعات أقباط بناءًا على تقارير من أمن الدولة، فأمن الدولة يخوّن الأقباط. 
ــ أنا مع تعديل المادة الثانية من الدستور.
ــ أتوقع أن يكون رئيس مجلس الشعب القادم هو "مفيد شهاب".
- "مصر أصبحت "إيران" ثانية.

أجرى الحوار :جرجس بشرى- خاص الأقباط متحدون
المستشار "مرسي الشيخ"- رئيس محكمة الإستئناف السابق، ورئيس مركز العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ووكيل حزب الغد| جبهة أيمن نور الأسبق- هو من الشخصيات المصرية المهمومة بقضية المواطنة، ومن أشد المؤمنين بالديمقراطية، والليبرالية، والمدافعين عن حقوق الإنسان بـ"مصر". وقد قرّر- وللمرة الخامسة- خوض إنتخابات مجلس الشعب بدائرة "السيدة زينب" أمام د. "فتحي سرور"- رئيس مجلس الشعب- ولمعرفة الأسباب التى دفعته لخوض الإنتخابات، ومعرفة رأية فى بعض القضايا المصرية، التقت معه "الأقباط متحدون"، وأجرت معه هذا الحوار:  

• ترددت أنباء عن ترشحك في انتخابات مجلس الشعب القادمة، في دائرة "السيدة زينب" أمام د. "فتحي سرور"..هل هذا صحيح؟
نعم، وليست هذه هي المرة الأولى التي أترشح فيها أمام د. "فتحي سرور" في الدائرة، بل المرة الخامسة، وفي هذه المرة وعدني الدكتور "فتحي سرور"، إنه لن يترشح هذا العام؛ ولكنني فوجئت به يُرشّح نفسه في المجمع الإنتخابي، فقد كان غير صادق معي في كلامه، وهذا لا يصلح أن يحدث من شخص بعلم وقيمة "فتحي سرور"، ومع ذلك استعدت للإنتخابات بدونه، إذا رشّح نفسه فعلاً  يوم 16 أكتوبر القادم. 

* هل تخوض الإنتخاب كمستقل؟ أم تابع لحزب؟
ــ أنا سأخوض الإنتخابات مستقلًا، ولست تابعًا لأحزاب، حيث قدمّت استقالتى من حزب الغد، منذ شهر ونصف، وأصبحت مستقلاً. فأنا راجل ليبرالي ديمقراطي حر، لا أعرف البلطجة، ولا دفع الفلوس، ولا التزوير، ولا شراء الأصوات. 

* ما هو برنامجك الإنتخابي؟
ــ أنا كنت قاضيًا، وحكمت بين الناس بالعدل، وأريد في البرلمان أن أدافع عن مصالح الشعب، وأسن قوانين ليست سيئة السمعة. كما أن برنامجي الإنتخابي يهدف إلى محاربة الغلاء المستمر وزيادة الأسعار، فالأسعار يجب ألا تستمر بهذه الشكل، كما أسعى لأن يكون هناك عدالة في توزيع الدخول.
 وبالنسبة للزراعة، لأبد أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي من القمح، بدلا ً من إستيرادنا من الخارج، فالخريطة الزراعية يجب أن تتغير.
 وبالنسبة لقطاع الصحة، يجب الإهتمام بالعلاج على نفقة الدولة، من أجل المرضى (الغلابة)..فهل من المعقول أن يستمر العلاج على نفقة الدولة بهذا الشكل؟ بعض النواب يسرقون، ووزير الصحة يؤشر، ورئيس الوزراء يؤشر..العملية (سايبة)، ولابد ان هناك نظام وقوانين تنظم هذه العمليات.
و بالنسبة للدعم، يجب أن يبقى؛ لأن معظم الشعب من الطبقات الفقيرة. كما يجب أن يذهب لمستحقيه..نطالب بالحرية، والديمقراطية، والليبرالية.

• هناك أصوات تطالب بإلغاء الدعم؟
ــ لو تم إلغاء الدعم البلد (ها تولع)..

• تقول إنك ترشّحت من قبل (4) مرات أمام د. "فتحي سرور"، لماذا لم تفز؟
ــ أنا فزت على الدكتور "فتحي سرور" في المرة الأولى سنة 1990 بفارق 1216 صوت؛ وذلك بحسب تقرير محكمة النقض، الذي لم يتم الفصل فيه حتى الآن! وتواطأ رئيس محكمة النقض "أحمد مدحت المراغي" مع "فتحي سرور"، وأرسل له أوراق الطعن ليضعها في الثلاجة، وهذا تصرف غير عادل بالمرة، وفي المرات التالية لم أفز أمام "فتحي سرور"؛ لأن "فتحي سرور" يقوم بشراء الأصوات (على حد وصفه).

• أعلم جيدًا أنك مواطن مصري ليبرالي، فما هو نصيب الأقباط من برنامجك  الإنتخابي؟
ــ مفيش حاجة عندي اسمها مسلمين وأقباط، ولكن يوجد مصريين فقط، ولا فرق بين مسلم ومسيحي في البلد تحت ظل الدستور والقوانين القائمة. فمن حق المسيحي أن يبني كنيسة في أي مكان، ومن حق المسلم كذلك، ومن حق المسلم أن يؤمن بربنا والنبي، وفي نفس الوقت من حق المسيحي أن يؤمن بالمسيح..كل واحد حر في عقيدته وفي دينه، ولا يجب لأحد أيًا كان أن يتدخل في علاقة الإنسان بربه. ولكن القنوات الفضائية البشعة التي تدَّعي التدين، وكذلك الفتاوى الكاذبة التي تصدر في القنوات الفضائية المختلفة، وتفرد لها مساحات كبيرة- هذه أمور مرفوضة نهائيًا ويجب التصدي لها بقانون، أو قرار جمهوري، أو بأي شكل؛ لأنها تؤدي إلى الإنقسام بين المصريين، وهذا خطر على الدولة نفسها.

• لماذا يرفض الحزب الوطني الرقابة الدولية على الإنتخابات؟
ــ لأنه يريد أن يزوِّر، ولا يريد أن أحدًا يراه من الخارج. 

• هل تتوقّع أن تسمح "مصر" برقابة دولية على الإنتخابات، بعد كثرة المطالب في هذا الشأن؟
ــ أعتقد أن "مصر" لن تسمح برقابة دولية، وستقتصر الرقابة على بعض منظمات المجتمع المدني الضعيفة، آخيرًا د. "سعد الدين إبراهيم" موافق على ترشيح "جمال مبارك".

• ولكن بعض الصحف نفت على لسان د. "سعد الدين إبراهيم" أنه وقّع على بيان لتأييد "جمال مبارك"؟
ــ لا.."سعد الدين إبراهيم" وقّع بالفعل على تأييد "جمال مبارك"، ووقع بخط يده، فأنا تأكدت من ذلك، وأنا عضو مجلس أمناء مركز بن خلدون.

• في رأيك، لماذا لا ينجح المرشح القبطي في الإنتخابات؟
ــ المرشح القبطي لا ينجح في الإنتخابات بسبب الإنقسام الديني الحادث في البلد، والدولة هي السبب في ذلك؛ فهي التي فتحت الباب من أيام "السادات" للجماعات الإسلامية، فدخلت البرلمان، وبدأت الدولة تتحول إلى محجبات ومنقبات، نحن أصبحنا "إيران" تانية، وهذا واقع فُرض علينا. فالتدين أصبح شكلي، والمتدينات من المحجبات والمنقبات لا يعبرن عن الزي الذي يلبسنه؛ لأن أفعالهن مختلفة. 

• في رأيك، كيف يأخذ الحزب الوطني بيد الأقباط بعد أن همشهم في البرلمان والمناصب؟
ــ لابد أن يكون العشرة المعينون في مجلس الشعب من الأقباط، وأطالب الرئيس بذلك هذا العام، كما أطالب أن تدعم الدولة المرشحين الأقباط، ولا تُدخل أمامهم مرشحين متعصبين. 

• من المسئول عن تهميش الأقباط؟
ــ الدولة ليست مسئولة وحدها عن هذا التهميش، بل الجماعات الإسلامية، وجماعة الإسلام السياسي التي ترعرت في عهد "السادات"، ولم تتدخل الحكومة لوقف تشاطها؛ فتوغلت، وتمكنت من أجهزة الدولة. 

• ولكن كيف تأخذ الحكومة بيد الأقباط؟
ــ لابد أن يكون هناك وزراء أكثر من الأقباط، ولابد أن يكون هناك محافظين وعمداء ورؤساء جامعات أقباط، كما يجب أن يتم إقرار نظام الإنتخاب بالقائمة النسبية غير المشروط، بدلاً من الإنتخاب بالنظام الفردي..

• بصراحة، لماذا لم تقدم الحكومة المصرية على تعيين وزراء ومحافظين ورؤساء جامعات، أقباط، بشكل أكبر؟
ــ الحكومة لا تسمح بذلك، بناءً على تقارير من أمن الدولة!

• وهل القبطي خطر على أمن البلد، أو أمن الدولة؟
ـ أمن الدولة هنا يخوّن الأقباط، ويرى أنهم سيميلون للأقباط أكثر. مع أننا جميعًا أقباط، و"مصر" كلها كانت قبطية. فأنا غير راضٍ عن التهميش الذي يعانيه الأقباط،  فهذا التهميش يؤلمني جدًا.

• هل "جمال مبارك" مؤهَّل لرئاسة الجمهورية من وجهة نظرك؟
ــ لا لا لا

• لماذا؟
ــ "جمال مبارك" ليس له صلة بالشارع، وبالغلابة بالمرة. فقد تربّي في القصر، وعاش كثيرًا في الخارج، وليس على إحتكاك بالمواطن المقهور، ولم ير المشاكل الحقيقة للمصريين. 

• ولكنه يقول: إن الحزب متواصل دائمًا مع المواطنين ومحدودي الدخل؟
ــ فليقل ما يريد..

• هل تتوقع أن يرشِّح الرئيس "مبارك" نفسه؟ أم سيترشح ابنه "جمال" لمنصب الرئاسة؟
ــ أتوقَّع أن يترشح الرئيس "مبارك"، وهذا سيكون أفضل من أن يترشح "جمال مبارك". 

• جماعة الإخوان المسلمين تتشدق بأي أحد يطالب بالديمقراطية لكي تصل للحكم؟
ــ "البرادعي" أعلن عن مطالب سبعة للتغيير، ونحن معه فيها؛ لأن التغيير والإصلاح مطلوب، وهو سنة الحياة. فيجب أن يكون هناك تغيير، وضخ دماء جديدة، وخبرات جديدة. ليس معقولًا أن شخصيات معينة تظل موجودة إلى الآن..
وبالنسبة للإخوان المسلمين، نحن جلسنا معهم وقت ان كنت فى حزب الغد، وقالوا كلهم وبالإجماع إنهم مع الدولة المدنية؛ فهم جرّبوا المشاكل التي حدثت لهم، ويريدون تجنبها.

• كيف ينادون بدولة مدنية، ويصرون في ذات الوقت على وجود مادة دينية في الدستور وهي المادة الثانية؟
ـ يطالبون بذلك لأن غالبية الدولة مسلمة، كما أن الشريعة المصدر الرئيسي وليس كل المصادر، بمعنى أن كل القوانين الصادرة من البرلمان يجب ألا تخالف الشريعة الإسلامية.

• ولكن هناك أقباط وغيرهم في البلد، فكيف تُطبَّق عليهم الشريعة الإسلامية؟
- الأقباط والمسلمون من وجهة نظر الشريعة الإسلامية واحد؛ لأن الشريعة الإسلامية والمسيحية واليهودية، مبادئها العامة واحدة، وهي العدل، والمساواة، والتسامح. كما أن الأقباط يحكمون بشريعتم المسيحية في مسائل الأحوال الشخصية. 

• هل أنتم مع من يطالبون بإجراء تعديل على المادة الثانية لتكون ومبادئ الشرائع السماوية، ومواثيق حقوق الإنسان هي المصدر الرئيسي للتشريع؛ بدلاً من "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع"؟
ــ أنا أوافق على هذا التعديل؛ لأن مبادئ الشريعة الإسلامية والمسيحية واليهودية واحدة كما قلت لك، وتهدف للعدل والتسامح والمساواة.

• تعلم أن القضاء المصري قام بتبرئة جميع المسلمين المعتدين على الأقباط في حوادث العنف الطائفي، مثل حادث "الكشح". وقضية مذبحة "نجع حمادي" يتم المماطلة فيها حتى الآن..فلماذا يتم تبرئة الجناة المعتدين على الأقباط في هذه الحوادث؟
ــ يتم تبرئة الجناة بسبب وجود قضاة متعصبين ومتشددين من المسلمين الذين يطبقون نصوص فقهية متطرفة، حتى وإن لم يكتبونها على الورق..يطبقونها في فكرهم. 

• ما هي أبرز المشكلات التي يعانيها شعب "السيدة زينب" التي قرّرت خوض الإنتخابات بها؟
ــ هناك مشكلات كثيرة أهمها البطالة، والإزدحام بالشوارع، والفقر، والصحة.. 

• ولماذا لم يتابع دكتور "فتحي سرور" حل هذه المشاكل؟
ــ هو بيتابع الدائرة من خلال بعض التابعين للحزب الوطني، وليس له مكتب بالدائرة...أنا مشفق عليه بسبب كبر سنه..وسواء ترشّح أو لم يترشح، فأنا سأخوض الإنتخابات في الدائرة..رئيس مجلس الشعب القادم هو د. "مفيد شهاب".

• وكيف عرفت أن رئيس مجلس الشعب القادم د. "مفيد شهاب"؟
ــ واحد عضو مجلس شورى مُعيّن منذ فترة قليلة، لماذا يدخل الإنتخابات..حاجة مفهومة.