CET 00:00:00 - 03/09/2010

الكلام المباح

بقلم: ميرفت عياد
أوكازيونات..تخفيضات تصل إلى 50 بالمائة..أرقى أنواع المنتجات بأسعار تناسب الجميع..فرصة كبرى لن تتكرر..تصفيات لأحدث المنتجات..هذه بعض الشعارات التى تُوضع على المحلات فى فترة موسم الأوكازيون.
والحقيقة أن المتجول فى الشارع المصرى..يجد تكدس رهيب على فترينات المحلات..وكم يعوق هذا المارة على أرصفة الشوارع..وهذا أثار فضولى، ودخلت احدى المحلات، ونظرت إلى حالة التكدس الموجودة..ووقفت بجانب الخزينة أنتظر من يقوم بدفع ثمن المشتريات التى اختارها..وكانت المفأجاة بالنسبة لى، أن لمدة ربع ساعة لم يُقدم أحد على دفع أى نقدية..ورويدًا رويدًا خرجت الزبائن دون شراء لتحل محلها زبائن أخرى.

وهنا قررت أن أسأل بعض البائعين فى المحل عن سبب هذا الزحام، فمنهم من قال لى: إن الناس تحب تتسلى بالفُرجة على المعروضات، بغض النظر عن رغبتهم فى الشراء. ومن قال: إن موسم الأوكازيون هو موسم لتعذيب البائعين من الوقوف طيلة النهار دون أى فائدة..وأخر قال: إن كثيرًا من الناس تقبل على المحلات للفرجة؛ بحثًا عن أى منتج رخيص، ولكن دون جدوى، فيفرون هاربين دون أن يشتروا شيئًا..وقال آخر: كيف يندمج الأوكازيون مع رمضان..هذا التوقيت سئ للغاية..وهذا أدى إلى حدوث ركود كبير.. 

وكان الخروج من المحل هو القرار الذى أخذته، لتجنب حالة الغضب والإستياء والتذمر الذى ينبعث من كلام وتصرفات هؤلاء البائعين..وقلت فى نفسى: لعل هذا المحل ذات حظ عاثر، وبعد فترة استوقفنى منظر لمحل آخر عليه زحام شديد،  وهنا قرّرت أن أكرر التجربة..وكانت نفس النتيجة..وهى أن المواطن المصرى لم يعد لديه هواية..غير الفرجة على المحلات دون نفع أو جدوى.
وفى هذه المرة، قرّرت أن أسأل الزبائن عن أحوال الأوكازيون..فقالت لى سيدة: إن الأسعار نار..ولا تستطيع الأسرة المصرية البسيطة تحملها..وقال لى أخر: إنها عملية نصب على الناس، حيث إنهم يرفعون الأسعارـ ثم يقومون بتخفيضها إلى نصف الثمن..ومع ذلك هى غالية جدًا..

وفى حالة من الغضب الشديد، قال لى رجل فى متوسط العمر: حرام.. مدارس، ودروس خصوصية، ثم شهر رمضان، ثم عيد الفطر، ثم مصروفات مدارس مرة أخرى..وكمان الزوجة والأولاد عايزين يشتروا طلبات بدعوة إن السلع فى الأوكازيونات رخيصة، وهذا اعتقاد خاطئ..فأنا أجوب المحلات بحثًا عن أى شئ رخيص كما يدَّعون، ولكنى لم أجد..وهنا أيقنت أن هذا الأوكازيون..لا يخدم الزبون.
والحقيقة، إننى اشفقت على حال تلك البلد الذى يعانى فيها الجميع..فأصحاب المحلات متضررين من ركود تجارتهم..والبائعون متضررون من عدم حصولهم على أى نسبة من المبيعات..والزبائن لا يستطيعون الشراء لغلو الأسعار..وضعف الدخول!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق