بقلم:عماد توماس
- بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وانهيار برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أقل من 5 شهور تم افتتاح وتجديد البرجين مرة أخرى، وعندما حدث زلزال 1992 في مصر إنهارت البيوت وحدث خراب كبير في كافة محافظات مصر.
في برجي التجارة رغم أن الخراب والتدمير كان كبيراً إلا أن الأساسات كانت قوية، وبالتالي كان زمن إعادة البناء وجيزاً، أما في زلزال 92 في مصر لم تكن الأساسات قوية فكان الخراب فادحاً وإعادة البناء تكلفت الكثير من الوقت والجهد والمال.
- أثناء دراستي الجامعية درست مادة تسمى "الأساسات" وهي خاصة بإنشاء المباني، وتعلمت أن هناك نوعين أساسيين من الأساسات "الأساسات السطحية والأساسات العميقة" يحتوي كل منهما على عدة أنواع أخرى تعتمد على نوع التربة وحجم الأحمال الواقعة على هذه الأساسات، وتختلف الأساسات بحسب نوع التربة من كونها رملية أو طينية أو صخرية، وتتحمل الأساسات القوية انتقال الأحمال من السقف إلى الأعمدة ومنها إليها.
الأساسات السطحية تستخدم عندما يكون تأسيس المبنى قريب من سطح الأرض والأساسات العميقة تستخدم عندما تكون التربة السطحية ضعيفة وعلى مسافات عميقة وغير صالحة للتأسيس لذلك يتم اللجوء إلى إختراق التربة إلى أعماق كبيرة للحصول على السطح الصالح للتأسيس.
- يخبرنا السيد المسيح في (متى 7: 21 – 28) عن أهمية الأساسات فمن يبني بيته على الصخر لن يسقط لأنه مؤسس على الصخر، ومن يبني بيته على الرمل عندما ينزل المطر وتأتي السيول وتصدم البيت فيسقط ويكون سقوطه عظيماً.
ويدعونا الرسول بولس أن نكون "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية. الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً. الذي فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً لله في الروح القدس" (أف 2: 20-22)
• تأتي المشاكل علينا من كل إتجاه، يصمد البعض وينهار الآخرين، الفرق في الأساسات التي أسسنا عليها حياتنا.
• تواجه الأديان بالعديد من الهجوم والنقد، بعض أتباع الأديان يتباكون ويصرخون، وآخرين يصمدون ويثبتون، الفرق في الأساسات، فمن يقف على صخرة الحق لا يخشى الأمواج الهائجة!!
• فعلى من نؤسس حياتنا على الصخر أم الرمل؟ وماذا نختار البكاء والنحيب أم الثبات والصمود؟!! |