CET 00:00:00 - 05/03/2009

مساحة رأي

بقلم: نادر شكري
طلاب إخوان يصرون على تحجيب الطالبات المسيحيات!

أصبح التعليم المصري بجميع مراحله يمر بأزمة كبيرة تمثل تهديداً خطيراً على المجتمع المصري ومستقبل المواطنة الذي يسعى إليه الجميع من خلال الجهود المدنية المبذولة في هذا المجال، وهو ما دفع مجموعة مصريون ضد التمييز الديني إلى تخصيص "محور التعليم" لمؤتمرهم المقبل المحدد له شهر أبريل القادم بعد تزايد الأحداث التي تهدد دولة القانون ومصير المواطنة من خلال منظمة التعليم التي إصابتها أسهم التطرف والتمييز الديني، والأمثلة كثيرة منها أندرو وماريو وطالبة العاشر من رمضان ومن قبلهم مدرسة العياط التي كانت تجبر الطالبات المسيحيات على إرتداء الحجاب... واليوم أعرض لكم واقعة في منتهى الخطورة ليست جديده ولكنها باتت تمثل أزمة حقيقة داخل الجامعات المصرية التي إخترقتها الأفكار المتشددة التي جعلت من طلاب -لا يعرفوا شيء عن تجارب الحياة- أمراء داخل الجامعات يفعلون ما يشاءون دون محاسبتهم، وجعلوا من أنفسهم الحكام بأمر الله في فرض طقوس وقرارات بالإكراه على الطلاب داخل الجامعات ولا سيما الأقباط.

والواقعة تبدأ من جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية التي تخرّج منها مئات العلماء والمفكرين، فاليوم أصابتها الشيخوخة وأصبحت تحتضر على يد أفكار الموتى وغاب عنها أساتذة الفكر والعلم الذين اتجهوا إلى الجامعات الخاصة تاركين وراءهم تاريخاً طويلاً يندثر تحت أقدام الإخوان، وسوف أروى لكم ما حدث بكلية الآداب جامعة القاهرة بمدرج "202" الخاص بقسم التاريخ، حيث كان موعد المحاضرة وتأخر أستاذ المادة فقام أحد طلاب الإخوان وهو يرتدي الجلباب المعتاد القصير الرمادي والبنطلون الأبيض القصير، وطلب من الطلاب الإنصات له وبدأ في قراءة آيات من القرآن الكريم، ثم تلى ذلك وعظة من الكلمات الجارحة في حق الأديان ضد اليهود والمسيحيين وما يحدث بغزة وكيفية الجهاد في سبيل الإسلام.

وأثناء أكراه الطلاب على الإستماع لهذه الخطبة التاريخية الدينية إنسحبت بعض الطالبات من المدرج وعلى رأسهم طالبتين مسيحيتين وستة أخريات مسلمات محجبات، وعقب الإنتهاء من وعظته كانت هذه المسرحية الهزيلة عندما توجه سيادة الواعظ ذو اللحية الطويلة وملابسه الأفغانية وقام بإيقاف الطالبة المسيحية التي إنسحبت من المدرج مع أخريات وقام بتعنيفها لخروجها أثناء خطبته وكان هذا الحوار بينهما:

الطالب الإخواني:
يا آنسه كيف تخرجين أثناء أنشودة القرآن الكريم ولماذا أنت غير محجبة؟
الطالبة المسيحية: قامت بإخراج الصليب من ملابسها وقالت لأني مسيحية، ثم أن هذا المدرج مكان للعلم وليس مكان للخطب الدينية!
الإخواني: هذا لا يمنع أنك يجب أن تقوم بتغطية شعرك!
المسيحية: بقولك أنا مسيحية.. أنت مش بتفهم؟ الصليب على إيدي أنت مش شايفه!
الإخواني: ولكنك يجب أن لا تنسحبي أثناء الحديث؟
المسيحية: ليس لي حديث معك حتى تتحدث معي بهذه الطريقة وتجبرني على إرتداء الحجاب!

وعقب مشادات بينهما قامت الطالبة بالإتصال بقائد الحرس الجامعي الذي جاء وقام باستدعاء الطالب الإخواني والطالبة المسيحية، ومن الوقاحة الذي وصل لها هذا الطالب أنه أصر على كلماته بضرورة إرتداء الحجاب وأن الطالبة أخطأت لأنها خرجت أثناء نشيد القرآن الكريم، وقامت الطالبة المسيحية بمجادلته مرة أخرى أمام قائد الحرس الجامعي الذي كان يستمع للحوار بينهما حتى نهايته.. وفى النهاية طلب من الطالبة المسيحية مغادرة المكتب قائلاً لها "لا تدخلي في جدال مع هؤلاء الطلاب" وقام بتعنيف الطالب لقيامة بإكراه الطالبات بهذا الشكل سواء المسيحيات أو المسلمات...

وذهب الطالب ولكنه عاد ليمارس هوايته المعتادة في خطبة الطلاب وكأنه المنتظر المهدي الذي يعلو فوق كافة البشر.... ولا أعلم من أعطى له هذا السلطان أن يستغل مكان العلم ليحوله لمنصة ومنبر للوعظ الديني؟ ويقوم بإكراه الطلاب على الإستماع له رغماً عنهم؟ ولا أعلم أين قيادة الكلية من العميد وأساتذتها هل تركوا مكان العلم لمن لا يعلم؟ وهل هذه هي جامعة القاهرة التي أفخر أني كنت يوماً من الأيام أحد طلابها؟ وما هو مصير الأفكار التي تخترق الحرم الجامعي لتنشر سمومها وتكون خلايا فاسدة تدفع بنا لنفق مظلم؟... وأين السيد وزير التعليم العالي من هذه الوقائع الخطيرة التي تتكرر يومياً؟!

..أتمنى أن يكون مؤتمر مصريون ضد التمييز الديني المقبل الذي يتطرق إلى مستقبل التعليم بداية لوضع حد لمثل هذه المهاترات الخطيرة، وأن تعود جامعتنا إلى مصيرها الصحيح في نشر رسالة العلم والمواطنة والثقافة لدعم مسيرة التنمية ومواجهة سموم الوهابية!!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق