CET 00:00:00 - 05/09/2010

حوارات وتحقيقات

* "نوال": المرأة كائن يجب أن يتصف بالجمال، والإثارة؛ لإرضاء الرجل.
* "هبة": الجمال هو الطريق إلى الإرتباط والزواج.
* "نبيلة": الرجل ينظر إلى المرأة باعتبرها تمثال يجب أن يتسم بالجمال.
* "أحمد": الحكم على المرأة بأنها جميلة من حيث الشكل الخارجى فقط، هو حكم قاصر.
* "عبد الرحمن": من الصعوبة أن يعيش الرجل مع كائن قبيح أو دميم الوجه.
* "محمد": إن الجمال هو أمر نسبى، ويعتمد على قبول الإنسان لنفسه وشكله.
* "عفاف": عزفت المرأة عن الاهتمام بمظهرها فى ظل حالة التردى الإقتصادى والثقافى الذى أصاب المجتمع.
* دكتور "أشرف": عمليات التجميل لا تعتبر رفاهية؛ لأنها تعتمد على علاج تشوه نفسى وإجتماعى يعانى منه المريض..

تحقيق: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون 

يثير موضوع إقبال الفتيات والسيدات على عمليات التجميل كثير من الجدل والنقاش حول أسبابه ونتائجه، الأمر الذى دفعنا إلى اجراء هذا التحقيق؛ أخبار النصب وبيع الوهم .. تلاحق مراكز التجميلللوقوف على آراء كل من الفتيات والسيدات وآراء الرجال، وآراء المختصين حول هذا الموضوع الهام..
"إن المشكلة تكمن فى إننا مجتمع ذكورى، ينظر إلى المرأة باعتبارها كائن يجب أن يتصف بالجمال والإثارة؛ لإرضاء الرجل. لذلك يقبل كثير من الفتيات لعلاج بعض العيوب الخلقية، أو لعلاج السمنة، أو النحافة المفرطة فى مراكز التجميل المنتشرة فى جميع أنحاء "مصر".
هذا ما قالته "نوال"- موظفة فى احدى البنوك- واستطردت بصوت يشوبه الأسف: إن الفتيات أصبحن الآن يُعيرن المظهر الخارجى كل اهتمامهن، غير مباليات بصور الجمال الأخرى من قوة الشخصية، ورجاحة العقل والثقافة، وحسن الخلق والأدب.

الطريق إلى الارتباط والزواج
وتوافقها الرأى "هبة"- فتاة جامعية- حيث قالت: إن معظم الشباب والرجال، ينجذبون إلى المظهر الخارجى للفتاة، سواء كان جمال الوجه والملامح، أو انسياب القوام والجسم؛ أما جمال الجوهر كما يقولون، فلا يلفت أنظارهم كثيرًا، ولا يعيرونه أى اهتمام. مشيرةً إلى أن الشغف من قبل الشاب بالفتاه الجميلة، جعل المرأة أيضًا فى حالة شغف بأن تكون جميلة، ولذلك تقبل على مراكز التجميل مهما كان الثمن فادحًا. مؤكدةً أن معظم الفتيات فى حالة اقتناع تام بأن الجمال هو الطريق إلى الارتباط والزواج.

نظرة الرجل الظالمة للمرأة
أما "نبيلة"- محاسبة- فرؤيتها لا تختلف كثيرًا، فقد رأت أن لجوء المرأة إلى عمليات التجميل لإصلاح أحد العيوب فى شكلها الخارجى، يرجع إلى نظرة الرجل الظالمة للمرأة، باعتبارها تمثال يجب أن يتسم بالجمال، بغض النظر عن أى شئ آخر. ونظرًا لارتفاع تكلفة عمليات التجميل، تقبل شريحة كبيرة من الفتيات على مراكز التجميل "تحت السلم" لإجراء تلك العمليات. مؤكدةً أن هذا يعرِّضهم لمشاكل كبيرة تصل إلى حد التشوُّه.

وإن كان القول بأن المرأة يجب أن تتسم بالجمال هو رأى السيدات، فماذا عن رأى الرجال؟
قال "أحمد"- رسام: إن الجمال موضوع نسبى متعدد الأركان، ويعتمد على رؤية الشخص. مشيرًا إلى أن ما يبدو لشخص شئ جميل، يراه آخرون غير ذلك،  وهذا ينطبق أيضًا على جمال المرأة. موضحًا أن المرأة كائن يجتمع به أشياء كثيرة منها الشخصية، والسلوك، والثقافة، والوضع الإجتماعى، والمظهر الخارجى، والتعليم. مؤكدًا أن كل تلك العناصر تجتمع لتخرج فى النهاية صورة المرأة التى قد تتصف بالجمال أو القب، أما الحكم على المرأة بأنها جميلة من حيث الشكل الخارجى فقط، فهو حكم قاصر، ويفتقد لكثير من الموضوعية.

هوس التجميل إلى أين؟؟؟؟الايمان بجمال الجسد لا ينفى الإيمان بجمال الروح
ورأى "عبد الرحمن"- موظف- أن المرأة يجب أن تتسم بالجمال؛ لأنه من الصعوبة أن يعيش الرجل مع كائن قبيح أو دميم الوجه. مشيرًا إلى أن ايمانه بهذا الجمال الظاهرى من جمال الوجه أو الجسد، لا ينفى ايمانه بجمال الروح، وحسن الطبع. مؤكدًا أنه شخصيًا شجَّع زوجته بعد أن أنجبت ابنها الثانى، وزاد وزنها بصورة مُفرطة على إجراء عملية شفط دهون وشد ترهلات البطن، وبالفعل نجحت العملية واستعادة زوجته شكلها وقوامها الرشيق من جديد (على حد قوله).

قبول الإنسان لشكله يأتى منذ الصغر
من جانبه يرى الباحث الإجتماعي "محمد أحمد" أن الجمال هو أمر نسبي، يعتمد على قبول الإنسان لنفسه وشكله. موضحًا أن هذا القبول يأتى له منذ الصغر عن طريق الآباء الذين يؤكدون له بصفة مستمرة أنه جميل؛ حتى لو كانت به أحد العيوب فى المظهر الخارجي.
وأضاف "أحمد": إنه يحضره نموذج لطفلة كانت تعانى من "حَوَل" خفيف لا علاج له، وكانت زميلاتها فى المدرسة يسخرن منها بصفة مستمرة، مما أدَّى إلى تحطيم نفسيتها، ولكن الأم استطاعت- بحكمتها- أن تؤكد لابنتها أنها جميلة جدًا، وذلك عن طريق تعدد صفاتها الشكلية والنفسية التى تتسم بالجمال. مؤكدًا أن تلك الحكمة فى معالجة مشكلة تلك الطفلة، جعلتها تخطو فوق احساسها بالنقص، وتستعيد اتزانها النفسى، الأمر الذى أدَّى إلى نجاحها فى حياتها العلمية والعملية والأسرية معًا.

عزوف المرأة عن الاهتمام بمظهرها
"إننا فى مجتمع يؤمن بأن الرجل لا يسئ إليه شكله الخارجي"..هذا ما قالته "عفاف محمد"- صاحبة احدى مراكز التجميل وتصفيف الشعر- مضيفةً أن الرجولة تُقاس بمدى قدرة الرجل على الإنفاق على أسرته، وبمدى نجاحه فى عمله، وحسن اخلاقه، إلى غير ذلك من الأمور التى تجعله يهمل فى مظهره الخارجى. مدللةً على ذلك بأن كثيرًا من الرجال المصريين يتسمون بالترهل فى منطقة البطن، غير مبالين بسوء هذا المظهر الخارجى، كما أن معظم رواد النوادى الرياضية من النساء؛ بحثًا عن القوام الرشيق، فضلاً عن أن مراكز التجميل تتسم بحضور مكثَّف للسيدات، وغياب واضح للرجال. مشيرةً أيضًا لإلى ان حضور السيدات أصبح قليلًا للغاية بالنسبة للأزمنة الماضية؛ نظرًا لعزوف المرأة عن الاهتمام بمظهرها، فى ظل حالة التردى الإقتصادى والثقافى الذى أصاب المجتمع.

عمليات التجميل تعالج التشوه النفسى والاجتماعى
من ناحيته، أوضح الدكتور "أشرف كامل"- استشارى جراحة التجميل- أن السنين الأخيرة شهدت حالة من تهافت الفتيات على الجمال،  خاصةً فى ظل ايهامهم من قبل بعض مراكز التجميل غير مسئولة، بأنهم سيجعلون منهن أجمل السيدات، وإنهم سيعبرون بهن فوق سنين العمر ليستعدن صباهن المفقود، مما أدى إلى زيادة الإقبال على عمليات التجميل. مؤكدًا ان هذا أدّى بدوره إلى زيادة مراكز التجميل غير المرخَّصة من قبل وزارة الصحة، أو المرخَّصة ولكن يديرها أناس غير مؤهَّلين لإجراء عمليات التجميل، بحثًا عن المكسب فقط، دون مراعاة لصحة المريض، أو لسمعة أطباء جراحة التجميل.

خضوع إحدى السيدات لعملية تكبير الصدر أكثر عمليات التجميل شيوعًا
وعن العمليات التى تتصدر جراحة التجميل، قال الدكتور "أشرف": إن هناك عمليات شائعة جدًا مثل: تجميل الأنف، تكبير وتصغير الثدى، شفط الدهون وإزالة الترهلات، الحقن الموضعى لأماكن التجاعيد.. مشيرًا إلى أن هذه العمليات بوجه عام لا تعتبر رفاهية؛ لأنها تعتمد على علاج تشوُّه نفسي وإجتماعى يعانى منه المريض وليس فقط تشوه جسدى. ناصحًا كل سيدة وفتاة تبحث عن الجمال بالإبتعاد عن التدخين أو تناول الكحوليات، وأن يتجنبن القلق والأرق والضغوط النفسية والإجهاد فى العمل، حتى تتمتع بصحة جيدة، ومظهر جميل، يحميها من الوقوع فى الإكتئاب، وبالتالى العديد من المشالكل النفسية والإجتماعية.

زيادة أعداد مراكز التجميل غير المؤهَّلة
ومن جانبه، صرَّح مصدر مسئول بوزارة الصحة- رفض ذكر اسمه- أن وزارة الصحة لا تتساهل مع مراكز التجميل غير المرخَّصة، حيث تقوم بإغلاقها حال اكتشافها. مشيرًا إلى أن هناك العديد من تلك المراكز تعمل فى الخفاء؛ حتى لا تخضع لأى نوع من الرقابة- سواء من وزارة الصحة، أو نقابة الأطباء- مؤكدًا أن مراكز التجميل غير المؤهَّلة زادت فى الفترة الأخير؛ لأنها مشروع مربح للغاية، فى ظل إقبال الفتيات على هذا النوع من العمليات؛ بحثًا عن نموذج الجمال الذي يشاهدنه فى نجوم السينما والتلفزيون.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق