بقلم: سحر غريب
كل سنة واحنا مصريين، متبهدلين، وفي اعتصامات واقفين، وللعيش أبو مسامير واكلين، وبالوعود الوردية الكاذبة "التي لا تستحي من الكذب وعينيها في عينيك" متهنيين، وللانتخابات مقاطعين، وعن البطاقة الانتخابية مستغنيين؛ لأن تغيير الحال في حكم المُحال.
كل سنة وأنت مصري ابن مصري أصلي، تحلم بالهجرة، ونفسك ومُني عينك تصحي تلاقي نفسك مش مصري.
كل سنة وجرائدنا تحكي عن الشعب الذي أصبح منسي، والحكومة التي اختفت في ظروف غامضة، لا وجود لها إلا في برامج التوك شو، لا تراها ولا تلمس انجازاتها، إلا علي استحياء، ليس لتميزها، ولكن لعدم جدواها.
كل سنة وأنت صحيح، سليم، مُعافي، حتي لا تضطر إلي الدخول في دوامة العلاج في "مصر" الذي لا يُغني ولا يُسمن من جوع، أجارك الله وعافاك، حتي لا تري ممرضات شياطينًا للعذاب، لا ملائكةً للرحمة.
كل سنة والدموع مخاصمة وشك، رغم انقطاع الكهرباء والمياه، وأنت مش لاقي تغسل وشك، احمد ربك علي وجودك في الحياة، وادفع ضرائبك، واعتبرها صدقة غير جارية، ومن دفع بيمينه أخذ الشلوت عن شماله.
كل سنة واحنا عايشين من غير حساب للفاسدين، فالحساب يوم الحساب، ودنيانا كلها عذاب.
كل سنة ونحن لا ننسي فتيات صغيرات قررن ركوب النيل فقسي عليهن النيل، وأخذ أرواحهن البريئة، قربانًا لطمع مراكبي، وسوء حال المراكب التي تسير بين ضفتي نيل "مصر" الخالد.
كل آخر شهر وأنت مفلِّس، وللعيش مش لاقي تغمس.
كل يوم وأنت محتاس، شايف الوكسة وانت متداس.
كل يوم وأنت مصري، لا تري لا تسمع، إلا كل كارثة حصري. |