CET 00:00:00 - 06/09/2010

المصري افندي

بقلم : جرجس بشرى
السيد الرئيس/ باراك حسين أوباما "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية " ،،
سلام الله الفائق للعقل يكون معكم، ويمنحكم حكمة فوقانية للقيام بمهمتكم لخدمة الشعب الأمريكي الشقيق، الذي منحكم ثقته للنهوض به، والحفاظ على مقوماته التاريخية، والحضارية، والدينية. كما أطلب من الله أن تكون صانعًا للسلام، وبوقًا صارخًا ضد الإرهاب والتشدد الذي بات يعصف بدول العالم، حتى أن التشدد الديني في عهدكم، بدأ يتغلغل في "الولايات المتحدة الأمريكية"، لدرجة باتت تجعل الشعب الأمريكي يشعر ببوادر الخوف والقلق من تيارات التشدد والتعصب الديني، التي بدأت تتغلغل خلسة في الولايات المتحدة في عهدكم، الأمر الذي ينبئ بأن "الولايات المتحدة الأمريكية" ستكون عُرضة لخطر الإرهاب في حالة إذا ما أتخذتم إجراءات وسياسات حازمة ورادعة من المنبع؛  للتصدي لحركة التيارات المتطرفة والمتعصبة، التي بدأ يقوى عودها بعد تسلمكم مقاليد الحكم في "الولايات المتحدة الأمريكية"،،

سيادة الرئيس: حسين باراك أوباما

إنني أكتب إليكم هذه الرسالة، وأنا مواطن مصري محب لـ"مصر"، ومحب للحرية التي تنعم بها "الولايات المتحدة"؛ لتدركوا حقيقة أوضاع الحريات الدينية في "مصر"، والسياسات القمعية التي تنتهجها الحكومة المصرية لمقاومة وحصار الأقليات الدينية "أقباط وبهائيين وشيعة"، وأظن أن رسالة قد وصلتكم من نشطاء مصريين بخصوص إنسانة مسيحية زوجة كاهن، أقام المتطرفون الدنيا عليها ولم يقعدوها، مدَّعين تحولها للإسلام بلا سند، ومتهمين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالباطل بأنها تحتجز المتأسلمات "المسيحيات اللأئي تحولن للإسلام"، بقتلهن، وسجنهن دون أن يقدموا دليلا ً على ذلك!

يفعل المتطرفون المسلمون هذا، ويناشدونكم بالتدخل لإرجاع زوجة كاهن لم يثبت إسلامها قط. ويتهمون الكنيسة بأنها ضد حرية الإعتقاد الديني، مع أن الكنيسة لا تتدخل مطلقاً في حرية الإعتقاد الديني  لأحد، طالما أن التحول لم يتم تحت ضغط وإجبار وإستدراج للفتيات القاصرات المسيحيات أو الرجال .

سيدي الرئيس : أوباما

أن وضع الحريات الدينية في "مصر" مثير للقلق، ويتطلب خطوة هامة من "الولايات المتحدة" بحكم علاقاتها وإرتباطاتها بعلاقات ومعاهدات دولية؛ للضغط على الحكومة المصرية التي تقمع بلا هوادة حقوق الأقليات الدينية في "مصر"، وخاصة الأقباط "سكان البلد الأصليين".  ولك أن تعلم سيدي الرئيس مدى الضغوط والإضطهاد والإرهاب  الذي يلاقيه المتحولون من الإسلام للمسيحية من قبل الحكومة المصرية وجهاز أمن الدولة، ومنع الحكومة المصرية إثبات ديانتهم المسيحية في الأوراق الثبوتية، ونزع حضانة الأطفال الذين أسلم والدهم من حضن أماتهم، ليكونوا في حضانة والدهم الذي أشهر إسلامه، وقيام مصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية بتغيير أسماء الأطفال دون إرادتهم، إلى أسماء إسلامية بعد تعيير ديانتهم إلى الإسلام قسرًا..

والأخطر من ذلك، أن تقوم الحكومة المصرية بالتدخل كخصم للمتحولين من الإسلام للمسيحية، ولكن عندما يشهر مسيحي إسلامه، يتم تغيير أوراقه الثبوتية بسهولة، ويتم حمايته، وتوفير كافة أشكال الدعم له، لدرجة أن الحكومة تتساهل مع العصابات المنظَّمة لخطف الفتيات القبطيات القاصرات؛ لإجبارهن على الإسلام..

سيدي الرئيس، لقد قام  العالم الإسلامي، وانتفض الإسلاميون بسبب اعتراض الشعب الأمريكي على بناء مسجد قرطبة، مدّعين أن "الولايات المتحدة" في حالة عدم سماحها ببناء المسجد، ستكون ضد الحريات الدينية، وبناء دور العبادة، مع أن الدولة الإسلامية، وخاصة "مصر"، تقاوم بشدة بناء الكنائس. حتى الكنائس التي تهدّمت من الصعوبة بمكان ترميمها. كما أنه من الصعب على المسيحي في "مصر" أن يرمم حائط في كنيسة إلا بموافقة من المحافظ والجهات الأمنية !! هذا في الوقت الذي تسمح فيه الحكومة ببناء المساجد والزوايا دون مانع ولا عائق، بل إنها تساهم في بنائها بالأرض والمال في أحيان كثيرة ..

ونحن كأقباط، لسنا ضد بناء المساجد. ولكننا نطالب بتطبيق العدالة والمساواة على جميع المصريين.

أما بالنسبة للوظائف، فمحظور على القبطي أن يكون رئيس جامعة أو محافظ "يوجد محافظ واحد فقط قبطي"، ووزير "يوجد وزيرين فقط أقباط". كما أن البرلمان المصري لا يوجد به سوى ثلاث أعضاء أقباط من بين 454 عضواً "إثنين منهم معينين بقرار من الرئيس"، أما بالنسبة للشيعة المصريين، فيتم تخوينهم وتكفيرهم في وطنهم، كما يتم حظر المعتقد البهائي أيضًا، لدرجة أن البهائيين لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على أوراق تثبت هويتهم الدينية

سيادة الرئيس، إنني أبعث لكم بهذه الرسالة الحقوقية لأطلعكم على المعاناة والإضطهاد الديني الواقع على الأقباط في "مصر"، وأطلب منكم أن تقوموا بتعيين مستشار لكم في الشأن القبطي؛ حتى تصلكم الحقائق دون تهويل أو تهوين، ونأمل أن تتدخل "الولايات المتحدة" بإتخاذ الإجراءات والأدوات المناسبة لرفع الإضهاد الواقع على الأقليات الدينية في "مصر"، كما تتدخلون لحل القضية الفلسطينية التي نتمنى أن تجد حلولاً مناسبة لها بإقرار الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني
                                       
ناشط حقوقي وكاتب مصري

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق