CET 00:00:00 - 07/09/2010

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
"كل عاشق قلبه داب من العذاب ومن الفراق، إلا أنا وإنتَ، إللي عشنا عمرنا كله اشتياق"، ولما كان في "مصر" ناس بيثوروا ويرفضون الظلم، كان برضه فيه ناس بيحبوا؛ لأن الحب أكبر تمرد، والحب إذا انسحب من الجسم صار الجسم ميتًا، والقلب متوقفًا، والعقل هو الذي يعمل هذا إن عمل، وبين عمل العقل وعمل الدجالين فارق كبير، ونحن نعيش في "مصر" في هذا الفارق. فهناك من يعيش في إطار عمل عقله، وهناك من يعيش ببركة دعاء الوالدين، ومنهم من يعمل بدعم أصدقاءه المديرين، ومنهم من ليسوا ذو كفاءة، لكنهم يعيشون على قفا غيرهم.
 
ومنذ أن قالت "أم كلثوم" "مصر تتحدث عن نفسها"، قطعوا لسان "مصر"، وسابوا راغبي الشهرة يتحدثون عنها في الجرائد، وتاهت "مصر"، وراح صوتها وهي تصرخ بلا لسان، وكل واحد بيدور على نفسه، ومش عارفين "مصر" بتقول إيه؟ وكل واحد بيحلف إنه احتكرها. والغريب أن جهاز حماية المستهلك لم يحرك ساكنًا، وكأن "عز" هو المحتكر، ولم تزمر أجهزة الإنذار، وكأنهم يسرقون لوحة زهرة الخشخاش. والنائب العام بيدور على "ممدوح إسماعيل" في "لندن" ولم يجده، لكن "مفيد فوزي" أجرى معاه حوار، و"ألمانيا" و"أمريكا" تعلنان أن هناك شركتين رشت مسئولين مصريين، والحكومة الوحيدة التي لا تعرف أن هناك في وسطها مرتشي– وفي وسطك حرام يا مصر.
 
والمعارضة تقول: إنها بتحب "مصر"، والحكومة تقول: إنها بتحبك إنتَ، وتعمل من أجلك إنتَ – وإنتَ حبيبي ونصيبي- و"مصر" رغم إنها أمي، إلا أنني لم أقدِّم لها يومًا هدية في عيد الأم، ورغم إنها حبيبتي، إلا أنني لم أقدِّم لها هدية في الفالنتين، ورغم إنها أم الدنيا، لكن الدنيا كلها رشت مسئوليها، ولأنها حنينة ساكتة أو بتصرخ بس من غير لسان، وكل واحد يدَّعي حبه لـ"مصر"، و"مصر" لم تعلن هي بتحب مين؟ ومين ما يحبش "فاطمة"؟ آسف ما يحبش "مصر"؟.
 
ولا أعرف للآن لماذا الكل يحب "مصر"؟!! وأرض "مصر"، ومصانع "مصر"، وشركات "مصر"، ومواصلات "مصر"، وحواري "مصر"، وأصالة "مصر"، ولا يحب شعب "مصر"، وأهل "مصر"!!!  فهل "مصر" بدون شعب تبقى "مصر"؟ وهل حكومة "مصر" بدون شعب "مصر" ستحكم شعب تاني؟! وحكاية كل عاشق لـ"مصر" نهايتها معروفة، إما كرسي المنصب الوزاري، أو النيابي، أو زنزانة بتهمة تزوير أو التحريض على قلب نظام الحكم، أو إثارة الشغب. وكلهم بيقولوا إنهم بيحبوا "مصر".
 
 طب ما تسيبوا "مصر" في حالها، وتحبوا شعب "مصر". أو أقول لكم: حبوا نفسكم، واشتروا راحة بالكم، وأقعدوا في بيوتكم، وسيبوا "مصر" يحكمها حد بيكرهها يمكن تفلح "مصر". ومش كل من حب حد إتجوزه، ومش كل من حب "مصر" حكمها..مش كده ولا إيه؟!.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

دبلة الخطوبة

مع السلامة

نبضات

أهل الهوى

حكاية كل عاشق

جديد الموقع