بقلم: صبحي فؤاد
امام اكبر مساجد القاهرة وقف مئات من الرجال المسلمين ومعهم عدد لا بأس به من النساء المنقبات والمتحجبات يطالبون البابا شنوده باطلاق سراح " اختهم" كامليا زوجة احد رجال الدين المسيحى التى ادعو باطلا انها اعتنقت الاسلام وكانت فى طريقها الى الازهر لاعلان اسلامها رسميا الا ان امن الدولة اوقفها واعادها الى اسرتها.
ورغم انهم هؤلاء الرجال ونساءهم كانوا يتواجدون داخل وامام مسجد من المفروض ان يكون له قدسيته واحترامه الا انهم فى هتافاتهم خرجوا عن حدود الادب وتعليم الدين الاسلامى وقاموا باتهام الكنيسة بانها اصبحت دولة داخل الدولة وترديد الشعارات المعادية لها والسباب والتهديد والوعيد بما يعاقب عليه القانون .. حتى شيخ الازهر رددوا الهتافات ضده واتهموة بالتواطىء مع الكنيسة وامن الدولة باختطاف كامليا واخفاءها فى مكان سرى والقيام بتعذيبها.
لم يسلم احدا من تهديداتهم واهاناتهم وبذاءتهم حتى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء .. ولم يكتفوا بكل هذا وانما ناشدوا الرئيس الامريكى اوباما بالتدخل شخصيا لاعادة كامليا زوجة القس المسيحى اليهم لانها اعتنقت الاسلام حسب قولهم !!
وخلال الاسبوع الماضى تكرر وقوف هؤلاء الرجال والسيدات المنقبات امام اكثر من جامع فى القاهره بحجة المطالبة باعادة اختهم كامليا وقاموا مرة اخرى بترديد الشعارات المعادية للكنيسة والبابا شنوده والتلفظ بالفاظ بذيئة لا علاقة لها بدين الاسلام او تعاليمه.
وحكاية كامليا زوجة رجل الدين المسيحى فى ايجاز شديد انه جرت محاولات من قبل بعض المتطرفين لاغراءها على دخول الاسلام وترك زوجها الا انها قاومتها لدرجة انها تقدمت بطلب لنقلها من مكان عملها بسبب المضايقات التى كانت تتعرض لها من زميل لها ولكن طلبها رفض.
وفى منتصف ابريل الماضى تم اختطافها وجرت محاولات لاجبارها على ترك زوجها ودينها واعتناق الاسلام الا ان امن الدولة تدخل فى الوقت المناسب واعاد الزوجة الى اسرتها .
على اثر ذلك ترددت اشاعات فى المواقع الاسلامية وفى مقدمتهم موقع الاخوان المسلمين وابو اسلام وغيرهم بان كامليا دخلت الاسلام وان الكنيسة تقوم بتعذيبها وضربها يوميا بعد ان اعادتها الدولة لحضن الكنيسة.
ورغم نفى الازهر بان زوجة القس لم تعلن اسلامها ..ورغم تأكيد الكنيسة بان كامليا لم تعتنق الاسلام الا ان المتطرفين المتأسلمين منذ منتصف شهر ابريل وحتى اللحظة التى اكتب فيها هذه السطور نسوا كل مشاكل بلدهم وشعبهم واولادهم واصبح لا شاغل لهم سوى اختهم المسلمة كامليا ولا هم لهم سوى ارغام زوجها القس والكنيسة على اعادتها لهم.
ما هذا الكلام .. ماهذا الهووس والطائفية والجنون؟؟ وهل الاسلام فى حاحة الى مزيد من البشر .. مزيد من النساء ؟؟ وهل من الاسلام اجبار امرأة او اغراءها على ترك زوجها والانفصال عنه ؟؟
اين ذهبت الكرامة والشهامة والرجولة فى مصر ؟؟ وهل اصبح كل ما يمكن ان يقدمه هؤلاء الرجال المتأسلمين الى بلدهم ووطنهم وشعبهم الغلبان الفقير سرقة امرأة من زوجها ؟؟
الايخجل هؤلاء الرجال المتأسلمين من انفسهم ..الا يشعرون بالخزى والعار وانعدام الضمير مما يفعلون ؟؟
مرة يتظاهرون لان الكنيسة ترفض الطلاق الا لعلة الزنا ونجدهم يتهمونها بانها اصبحت دولة داخل الدولة ..
ومرة يتظاهرون من اجل وفاء .. ومرة اخرى من اجل كامليا .. هل هذا كل عطاءهم وكل ما عندهم ؟؟
والى متى صمت عقلاء المسلمون فى مصر وكافة المسئولين فى الدولة وعدم استنكارهم لعمليات " الاسلمة" الاجبارية التى تمولها بسخاء اموال السعودية ودول الخليج داخل مصر منذ تولى السادات الحكم وحتى الان وتهدف لارغام المسيحيين على ترك دينهم واعتناق الاسلام ؟؟ ومتى نجدهم يتحركون لوضع نهاية للطائفية البغيضة والتعصب الاسود فى مصر الذى لولاه لكان هؤلاء الرجال المتأسلمين والنساء المنقبات والمتحجبات فى مصرشعروا بالخجل والخزى والعار من انفسهم ؟؟ |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|