CET 00:00:00 - 09/09/2010

مساحة رأي

بقلم : شاكر فريد حسن
للثقافة العربية الفلسطينية التي نشأت وتبلورت في اسرائيل خصوصية مميزة تختلف عن ثقافات بقية الشعوب الأخرى ، التي خاضت معارك التحرر الوطني.وقد ساهمت هذه الثقافة، بجدية ووعي، في صيانة الهوية القومية لشعبنا الصامد الصابر . واحتل الانتماء القومي مكان الصدارة في النتاج الادبي والثقافي الفلسطيني.
ويؤكد هذه الحقيقة الساطعة تلك النماذج النثرية والشعرية والنشاطات الثقافية المختلفة في مجالات الادب والثقافة والغناء والمسرح والسينما والفن التشكيلي. وهذه الثقافة بمجملها حملت الطابع الوطني والسياسي التقدمي ، وعكست بصدق الواقع السياسي ـ الاجتماعي والعلاقات السائدة في المجتمع والبيئة الشعبية الفلسطينية . كما عبرت عن المواقف الوطنية والتقدمية لشعبنا بكل اطيافه وفئاته وشرائحه، وصورت صمود الانسان الفلسطيني والتصاقه بتراب وطنه ، وكفاحه اليومي من اجل الحياة والسعادة المادية والروحية والخلاص من القهر والظلم والبؤس،وركزت على الشخصية الوطنية الفلسطينية الواعية القادرة على التحدي ومجابهة الصعاب.
واستطاعت هذه الثقافة بثوريتها وتقدميتها ان تصمد وتتطور، محصنة بوعي المثقفين والجماهير والمؤسسات والقوى الوطنية والشعبية ، وأدت رسالتها الاجتماعية ودورها التاريخي والتحريضي التعبوي الثوري في رفع مستوى الوعي الجماهيري وطرح البديل الثوري الانساني للواقع وتكريس الرؤية التقدمية والانسانية.

ومن اهم صفات وسمات ثقافتنا العربية الفلسطينية البساطة العميقة ، وصدق التجربة، والعاطفة،والالتزام بقضايا الناس والجماهير،ورفض المساومة، والدعوة الى الصمود ومواجهة الظلم والقهر السياسي والاضطهاد الطبقي والقومي ،الذي يتعرض له شعبنا.وكذلك التبشير بالفرح الآتي ،رغم المعاناة والوجع والألم ،والتركيز على البعد والوعي الطبقي والمضامين السياسية والاجتماعية ،والتعامل مع الواقع الاجتماعي في ثوابته ومتغيراته. اضافة الى الاهتمام بالصراع السياسي ،بجوانبه وابعاده المختلفة، وتوظيف الحكاية والتراث العربي الفلسطيني .
وفي الاجمال، فان الثقافة العربية الفلسطينية في اسرائيل تستلهم الواقع الموضوعي الذي يحتدم بالصراعات والتناقضات، وتتميز بهويتها الفلسطينية وواقعيتها الحياتية وطابعها التقدمي الانساني، والتغني بالوطن، بجباله وسهوله واشجاره وازهاره ونباتاته، وتتفاعل مع هموم الشعب وآلامه وآماله وطموحاته، وتنتصر للفقراء والمسحوقين والمستضعفين في الارض ، الذي سيشيدون بمعاولهم ومطارقهم مملكة العدل الانساني والمساواة والحرية والديمقراطية.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق