بقلم: سوزان قسطندي
"البِرّ يرفع شأن الأمّة، وعار الشعوب الخطية" (أم 14: 34)
"تضخُّم الذات" (ما يعرف بالكبرياء) هو المرض الروحى العضال الذى أصاب العقل الشرقى والعربى- ولا سيما المصرى- حتى وضعه فى أسر إبليس، فأدى به إلى "التمركز حول الذات أو الأنا العليا" (ما يعرف بالأنانية) وتبرير الذات (ما يعرف بالبر الذاتى).. ما جعله يوهم نفسه أنه دائماً على حق بخلاف باقى من حوله من هم على باطل.. أى لأنه بار ولديه حصانة من الخطية فهو فوق النقد، وبالتالى فقد ووجب عليه تأديب الخطاة الجاهلين الناقدين الحاقدين المسيئين المحيطين به.. هكذا أوهمه إبليس أن يرفع كرسيه فوق كواكب العلى ويجلس ديّاناً للأرض- تماماً كما سبق وفعل (إبليس) فسقط من رتبته الروحية متوعِّداً أن يُسقِط معه البشريين أيضاً.
"قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18)
ونتيجة لذلك أصابته أعراض مَرَضية عديدة أهمها العصبية وحِدّة المزاج، والتعصّب والتشدد، والكراهية والحسد والحقد، والحزن واليأس.. والعشوائية الفوضوية الشمولية.. والتسرُّع فى الأحكام وقسوتها.. ورفض الآخر.. وقمع النقد بكافة الوسائل مثل: المنع والحجب والمصادرة وحرق الكتب، وملاحقة الإبداع الفنى والأدبى والثقافى والعلمى والصحفى، والحرمان والتوقيف عن العمل، والسبّ والقذف، والتفريق والتطليق، والنفى والتهجير خارج البلاد، والحبس والتعذيب والتهديد بالقتل والقتل، وكل صور الإنتقام (ما يعرف بالأخذ بالثأر) من شخص من يجرؤ ويختلف أو يعترض أو ينتقد أو يشير إلى خطأ أو خطية أو يطالب بحق (ما يعرف بالشخصنة)، أو إختيار فرد برئ ليحمل الذنب ويدفع ثمن الأخطاء فيكون عِبرة ليرتدع كل من يجرؤ وينتقد الذات المحصَّنة (ما يعرف بكبش الفداء).. ومحاربة العمل الجماعى والنجاح العام (البر الجماعى اللازم لقيام المجتمع ورِِفعة الأمّة ونهضة مؤسساتها) لتعارضه مع أطماع المصالح الذاتية الفردية (ما يعرف بالمصالح الشخصية)..
واستخدم فى تحقيق مآربه الشخصية كل وسيلة شريرة مثل: الكذب والغش والتزوير والسرقة والإكراه والتعسّف والسُخرة والترويع والإرهاب والعنف والجريمة وكل أنواع الفساد المختلفة..
كل ذلك أدى به إلى الشللية والطائفية والتحزّبات والخصومات والعداءات والإنقسامات المختلفة (ما يعرف بالتدمير الذاتى)- طبقاً لنظرية أن "المملكة المنقسمة على ذاتها تخرب" (مت12: 25، لو11: 17)
"وكان خراب ذلك البيت عظيماً" (مت7: 24- 27، لو 6- 46- 49)
توصَف مجتمعاتنا بأنها "مجتمعات قَبَلية عُرفية أبوية ذكورية" تعتمد على قوة نفوذ الفرد الرئيس الأوحد الدائم الديكتاتور "الفرعون" فى قيادة الجماعة الخانعة (ما يعرف بسياق القطيع)..
أمثلة: سى السيد أب الأسرة وكبير العائلة مستوجب تقبيل يده وإستجداء رضاه- كبير الحتّة وشيخ القبيلة وعمدة القرية مستوجب تبجيله- فتوّة الحارة مستوجب دفع الإتاوات له- حضرة المأمور والرتبة الأمنية مستوجب دفع الإكراميات له- قداسة البطريرك المعظّم ونيافة الأسقف الحبر الجليل وفضيلة الشيخ الجليل مستوجب الإنحناء أمامه وتقبيل يده- أب ومرشد ومفتى الجماعة مستوجب طاعته بدون مجادلة - معالى الباشا صاحب الأملاك وسعادة البيه رجل الأعمال مستوجب فائق إحترامه- فخامة الملك وصاحب السلطان ورئيس الدولة مستوجب الخضوع لسلطته المطلَقة وسيادته مدى الحياة..
والمرأة قرينة أو قريبة أو نظيرة أو المرضى عنها من الكبير ينالها بعض الكِبَر أيضاً.. مثل: ربّ الأسرة وربةّ البيت- أبونا وأمنا- سيدنا وستّنا- البيه والست الهانم- المدير وأبلة الناظرة- صاحب السمو وصاحبة الجلالة..
وهكذا استخدم الشرقيون ولا سيما المصريون مصطلحات وصِيَغ المبالغة والتكبير والتعظيم فى التعامل مع المسئولين واعتبارهم "عليّة القوم".
وعليه فالإتهامات جاهزة لقمع المعارضة (السلمية والشرعية) والرأى المخالف (الموضوعى والمُعلَن)- إغتيالاً لروح العمل الجماعى التكاملى النهضوى التقدّمى..
أمثلة: إبن عاق- متمرّد- فاسق- خارج عن الطوع- منشّق عن الجماعة- متفلسف- راغب فى الشهرة- عابث بالمقدّسات والثوابت- مبتدع- هرطوقى- مرتد- كافر- مسيَّس- عميل- خائن- جاسوس- متواطئ مع جهات أجنبية أو خارجية- مبشِّر بديانات أومذاهب أو أفكار دخيلة- عدو صهيونى أو إسلاموى أو نصرانى الخ- يهوذا- شيطان- ثعبان مخادع - مسئ للسمعة- مثير للفتنة- مهدد لأمن الدولة- مكدِّر للأمن القومى- خارج عن النظام العام الأوحد (الدين الرسمى الواحد- المذهب الرسمى الواحد- الطائفة الوطنية الواحدة- الحزب الحاكم الواحد- الخطاب الرسمى الوطنى الواحد).. إلى آخره من مفردات "نظرية المؤامرة" ومصطلحات "الأحكام العامة الجزافية" و"كلمات الفرقعة الكبيرة الشعواء" و"أحكام النوايا" (التى لا يعلمها إلا الله).
"الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.. وأما الذى يرى الذئب مقبلاً ويهرب فهو الأجير.. وأما الذى لا يدخل من الباب فهو السارق واللص" (يو 10)
هذا عن أمراض الأفراد القادة الكبار (فساد قمة الهرم أو رأس السمكة)..
أما عن أمراض أفراد المجتمع الصغار (فساد قاعدة الهرم أو جسم السمكة)، فعلى النقيض أصابهم مرض "صغر النفس" والذى أدى بهم إلى "ضعف الشخصية".. فظهرت عليهم أعراض الخوف والجبن والفزع، والنفاق والتملُّق، والخنوع، والصمت والإنعزال، والشك، وتصديق الخرافات وترويج الإشاعات وتمنى الحلول السحرية للمشكلات.. وعبّروا عن تأثرهم السلبى بغطرسة الكبار فى أمثالهم وتراثهم وأساطيرهم الشعبية بكلمات مثل: البعبع- العفريت- المارد- العملاق- الوحش- أمّنا الغولة، وقالوا فى أمثالهم"من خاف سِلِم".. ووقعوا فى خطية "تأليه الإنسان" ولا سيما الأنبياء والكهنة والقديسين وآباء وأمّهات المؤمنين وأولياء الله الصالحين والرؤساء والحكّام.. ولجأوا أحياناً للغضب والعصبية والثورة والعنف لنيل بعض الحقوق.. ولجأوا أحياناً لإتباع أسلوب الدسائس والمؤمرات والوقيعة بين بعضهم ورؤسائهم- كنوع من الإنتقام العشوائى للذات جراء التهميش والقمع.. وبسبب تهميش العقل أصابهم الجهل ومعه جاء الفقر والمرض (مركّب الفشل والدمار).. وصارت تحكمهم غرائزهم البهيمية، فصاروا يعملون متكاسلين مكتفين بالقليل دون طموحات الترقّى- فقط لكى يحيون بأجسادهم.. وفقدوا قيمة الإنسانية ( أو بمعنى أدق إختزلوا قيمة الإنسان فى الجسد فقط دون العقل والروح)، فهبطوا وتخلّفوا بمجتمعهم إلى "مجتمع شبه الغاب" بصراعاته اللا إنسانية المختلفة.
فصارت الإنقسامات تتحق على المستويين: القيادى والشعبى.. فمن جهة زادت قناعات قادة القبائل والجماعات بسلطانهم الديكتاتورى لقمع الإنقسامات الشعبية، ومن جهة أخرى زاد الإنحدار والتفكك الشعبى جراء إستخدام المزيد من السلطة القمعية معهم.. وهكذا ندور فى حلقة مفرغة من القمع والإنقسام والتخلّف.
إلا أن عدوى الأمراض نفسها قد إنتقلت بالتبعية من الكبار إلى الصغار ومن الصغار إلى الكبار.. فصار الفرد الواحد يكيل بمكيالين، إذ ينتهج أنانية الكبار وسط صغائر قومه وفى نفس الوقت ينتهج خنوع الصغار وسط أكابر قومه !! .. مما أدى به إلى "مسخ أو تشويه أو إزدواجية الشخصية" !! وهذه هى المصيبة الكبرى لمجتمعاتنا الشقية وقمة تناقضها !!
حقاً "الذى يزرعه الإنسان إياه يحصد" (غل6: 7)
"فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، إفعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم" (مت7: 12، لو6: 31)
ومع إهتمام مجتمعاتنا بالدين، وقعنا فى خطية التديّن الظاهرى (ما يعرَف بالتقيّة).. ندّعى أننا عُبّاد الله الواحد، ولكننا غارقون فى الوثنية وعبادة البشر والقوة والمال.. وجعنا الله إله منافس للإنسان وفى وضع مقارنة معه "الله أكبر"..
"لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوّتها" (2تى 3: 5)
"هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحونون رياءاً وإثماً.. كم مرة أردت أن أجمع أولادكم كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.. هوذا بيتكم يُترَك لكم خرباً.. أقول لكم أنكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب" (مت 23)
بسبب هذه الخطايا جميعها "أسلمنا الله إلى ذهن مرفوض" (رو 1: 28)
وبسببها أيضاً يؤدِّبنا الرب بأن تركنا فريسة للإستعمار الغاشم لقرون طويلة دون نجاة، وسمح لنا بالذّل والمهانة- عسانا نتهذَّب ونفيق من غفلتنا ونتوب عن خطايانا فنتحرر من أسر إبليس..
فإن "الرب يدين الأرض، يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالإستقامة" (مز 98: 9)
ولكن من يحبه الرب يؤدّبه، وحينما ينسحق تائباً يرفعه..
"قد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين يا إبني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك، لأن الذى يحبه الرب يؤدِّبه.. ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن، وأما أخيرا فيعطي الذين يتدرَّبون به ثمر بر للسلام" (عب 12)
هكذا ينذر الرب شعب مصر بسبب خطاياه "يضرب الرب مصر ضارباً فشافياً، فيرجعون إلى الرب، فيستجيب لهم ويشفيهم" (أش 19: 22).. وهكذا يبارك شعب مصر فى توبته "مبارك شعبى مصر" (أش 19: 25)
فهلا أدركنا بعضاً من خطايانا وعلى رأسها الكبرياء البغيض أصل كل الخطايا !! هلا طرحنا عنا مخاوفنا وتحررنا من عبودية إبليس وأسر ضلالاته وأوهامه وخديعته، وتقوّينا بالإيمان بالله !! وهلا قدّمنا توبة جماعية وطلبنا مغفرة الرب ورحمته من كل القلب !! هلا قدّمنا إتضاعاً أمام الله ومحبة لبعضنا البعض إذ أن المحبة هى أصل كل الفضائل !!
"من يرفع نفسه يتّضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (مت23: 12، لو 14: 11)
"لانه يقول فى وقت مقبول سمعتك وفى يوم خلاص أعنتك ، هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص" (2كو 6: 2)
"لذلك سُرَّ قلبى وتهلل لسانى، حتى جسدى أيضاً سيسكن على رجاء" أع 2: 26)
هيا ندرِّب أنفسنا على قبول الآخر واحترام حق الإختلاف واحتواء التعددية.. هيا ننكر ذواتنا ونعلّى المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية.. هيا نعمل مع بعضنا البعض على إختلاف إنتماءاتنا الدينية والمذهبية ونتكامل فى عمل جماعى هادف لبنيان وطننا الغالى مصر.
وأيضاً إن ذكرنا الخطايا دون إشارة للفضائل فقد ظلمنا أنفسنا.. فلكل مجتمع خطاياه وفضائله- الأمر الذى يحقق التوازن الذى يسمح باستمرار الحياة.. ومجتمعاتنا القبلية لها فضائلها ومحاسن أخلاقها أيضاً مثل: إحترام الصغير للكبير وإحتواء الكبير للصغير- رعاية الزوج وحب الزوجة وحماية الأب وحنان الأم وتواد الإخوة ودفء الأسرة- حسن الجوار- إضافة الغرباء- المسالمة- الطيبة- الكرم- التسامح- الطاعة- الجدعنة- تقديم المساعدة- نبذ العنف - نبذ الزنا- الشكر- تشجيع الخير- الصبر وإحتمال المشقّات- الشهادة للحق- الإبداع- الأمل والرجاء- الإبتسام والضحك -النقد الساخر ووضع الحِكَم والأمثال- بروز العاطفة الإنسانية- التديّن والتبحّر فى الروحيات والطقوس التعبّدية- إقامة حضارة حياتية دينية أخلاقية عملية- النبوغ فى علوم الفَلَك والزراعة والهندسة والمعمار وبعض الصناعات والحِرَف والتجارة والموسيقى والفنون والآداب المختلفة..
وبسبب هذه الفضائل جميعها إستطاعت مصر أن تُصهِر فى بوتقتها جميع الأجناس التى سكنتها على مرّ العصور.
فليس مطلوباً أن نجلد ذواتنا- بل أن نهذِّبها..
ليس مطلوباً أن ننقلب على تراثنا وموروثاتنا وطبيعتنا وهويتنا- بل أن ننقلب على أخطائنا وخطايانا (فليست خطايا بعينها موروثات جينية ثابتة، بل عادات مكتَسَبة يمكن تعديلها وتبديلها بما هو حسن)..
ليس مطلوباً أن نتنكّر فنفقد سماتنا المميّزة لنا- بل أن نتصادق ونتكامل مع ميزات المختلفين عنا..
مطلوب أن نفتخر بحضارتنا- دون أن نشوِّه حضارات الآخرين..
مطلوب أن نبارك بساطة الإيمان- دون أن نلعن الفلسفة..
مطلوب أن ندين الخطأ- دون أن نحطِّم شخص المخطئ، بل بالحرى نقوِّمه..
مطلوب أن نلعن الظلام- دون أن نحتقر الأعمى والمتخبِّط، بل بالحرى نعينه..
مطلوب من الكبير أن لا يدمِّر الصغير، ومن الصغير أن لا يخنع للكبير..
ليس مطلوباً أن نلوم الخير والفضيلة- بل أن لا نحيد عنها يميناً أو يساراً..
المطلوب هو الإعتدال، لأن ما زاد عن الحد إنقلب إلى الضد.. فالمغالاة فى الطاعة (ما يعرف بالطاعة العمياء) وفى التسامح (ما يعرف بالسذاجة) وفى الإحترام والتصفيق وكلمات الشكر والمديح يؤدى إلى عبودية طرف وإستبداد آخر، والمغالاة فى الكرم ينشئ عوز طرف وطمع آخر، والمغالاة فى دور العاطفة يهمّش دور العقل.
مطلوب أن نغفر- بمعنى ألا ننتقم..
نأخذ مواقفنا فى الحق- ولكن لا نتشبَّث بها إلى الأبد كمن ينتقم، بل نعدِل عنها حين تؤتى ثمارها الحسنة..
مطلوب أن نثق فى قدرة الله داخلنا، فنثمر بمواهبنا وإمكانياتنا..
مطلوب التأنى والبحث والدراسة والمشورة قبل إتّخاذ القرارات..
مطلوب وضوح الهدف والرؤية وموضوعية خطط ونظم العمل..
مطلوب الإستفادة من خبرات السابقين وعلوم الآخرين، والبناء عليها، من أجل إكتمال بنيان المنظومة المؤسسية..
مطلوب توحّد القوى الوطنية المختلفة حول محور واحد هو "الوطن للجميع" - بغضّ النظر عن الإختلافات الدينية والمذهبية والطائفية والرؤى السياسية والمستويات العلمية والثقافية والإجتماعية..
المطلوب هو إكتشاف النفس والتصالح معها.. إدراك الفضائل والخطايا.. وضع الذات فى حجمها الحقيقى كما رسم الله لنا.. ضبط النفس.. تحقيق التوازن بين دور العاطفة والعقل، وبين إحتياجات الجسد والروح.. تحقيق العدل وتقريب المسافة الكبيرة بين الحاكم والمحكوم، والرئيس والمرؤوس، والكبير والصغير، والغنى والفقير، والرجل والمرأة، وجميع سواسية البشرية..
مطلوب أن نحب الحياة.. نحب الله.. نحب الناس..
مطلوب أن نصلى.. نهدأ.. نعود باللوم على أنفسنا.. نثق فى غفران الله للتائبين ورفعه للمتّضعين ومباركته للمجتهدين.. نبتسم.. نتحاور بلطف.. نُقبِل على العِلم.. نرفع الضعفاء، ونفرح لرِفعة الإخوة والزملاء.. نشجِّع النجاحات المختلفة.. نعمل معاً بجدّية.. نذوب فى مجتمعنا لنرفعه.. نبذل ذواتنا، ونكون كالشموع المحترقة لتنير للآخرين.
ليس لنا يا رب ليس لنا، ولكن على إسمك يكون رجاء الأمم، فيليق بإسمك القدوس كل مجد وكرامة إلى أبد الآبدين. |