CET 01:00:00 - 10/09/2010

الكلام المباح

بقلم: ميرفت عياد
انت منوّر..الله ينور..كلمات مجاملة يرددها المصريون فى كثير من المواقف؛ لتدل على مدى الترحاب أو الإمتنان الذى يشعره الناس تجاه بعضهم البعض..ولكن سخرية القدر أن أصبحت تلك الكلمات عندما تُقال، تذّكرنا بالمعاناه التى نعيشها..فى ظل انقطاع التيار الكهربائى الدائم..وهنا تحوّلت نظرات الرضا والامتنان، إلى نظرات غضب وحرمان..يعقبها تعليقات حزينة وكئيبة..أو تعليقات ساخرة.
والسخرية عادةً ما تأتى من الشباب الذى يرى المستقبل مظلمًا من كل جانب..وهذا الظلام يجعلهم ينفّسون عن غضبهم بعبارات..وقفشات تصل إلى حد "التهييس"..ومن الحوارات الساخرة التى سمعتها تدور بين الشباب فى المواصلات العامة..والتى  تنصب على السخرية من قطع الكهرباء..هذا الحوار الذى حرصت على تسجيله:
الشاب الأول:  منوّر ياعم القمور..
الشاب الثانى: ده نورك ياعم الكركور
الشاب الثالث : تصدقوا بقى كده عيب..قاعدين تنوروا مع بعض والدنيا كلها ضلمة!
الشاب الأول: صحيح ده من كتر قطع النور بفكر أركب عداد للضلمة. 
الشاب الثانى: يجى المحصل آخر الشهر يقلك عليك (500) كيلو ضلمة..هاهاها
الشاب الثالث: ولما واحد بلطجى يجى يطربق فرح يقلك أنا هاقلبها لكم نور..
الشاب الأول: ولا كل شوية النور يقطع..وأمى تنده..شيل كبس التلاجة ياعبده..فى الآخر أبويا زهق آم بايع التلاجة. 
الشاب الثانى: كويس إنه ما بعش أمك..هاهاهاها
 
وهكذا استمر الحوار الساخر فى قافية الكهرباء فترة طويلة..وهذا جعلنى أتسائل: هل أصبح شباب مصر..أى قوتها وسواعدها..لا يملكون غير السخرية على الوضع القائم، دون ممارسة أى عمل إيجابى لمحاولة تغيره ؟!
 
ولكن هذا السؤال لم يستمر بداخلى كثيرًا..ووجدت عنه إجابة عندما قرات وجود حملة على الفيس بوك..تحمل شعارًا- من وجهة نظرى- قويًا جدًا؛ لأنه يحمل إسقاطًا يفهمه الجميع..وهذا الشعار هو "منوّرة يا حكومة..لا لقطع الكهرباء فى البيوت".
 
والشئ الجميل أن هذه الحملة لها هدف إيجابى، وهو رصد السلبيات التى تتناقض مع سياسة الحكومة فى توفير الكهرباء، مثل  إضاءة أعمدة الإنارة فى عز النهار، وتصوير هذا لإلقاء الضوء على الإهمال والفساد الذى يحملونه للمواطن الغلبان، الذى فى الطبيعى يرشد الكهرباء لأن الفواتير تأتى بأسعار مبالغ فيها جدًا..ولا يتحملها كاهل الأسرة المصرية البسيطة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق