CET 00:00:00 - 29/04/2009

مساحة رأي

بقلم: القس رفعت فكري
كان من دواعي سروري أن أحضر وأشارك في مؤتمر التعليم والمواطنة الذي نظمته جماعة (مصريون ضد التمييز الديني) التي يقود سفينتها بحكمة واقتدار الربان البارع الدكتور محمد منير مجاهد، وفي حقيقة الأمر المؤتمر كان ثرياً سواء في موضوعاته أو في المشاركين والمحاضرين، فلا يمكن لأحد أن ينكر أن هناك اتجاهاً ليبرالياً تنويرياً في المجتمع المصري يستطيع باتحاده وترابطه أن يقود حركة تنوير في المجتمع المصري وأن يدفع بالمجتمع المصري إلى الأمام.

وكان من دواعي سروري أيضاً أن يشارك في المؤتمر صديقين عزيزين من نشطاء المهجر هما: الدكتور عوض شفيق، والأستاذ مدحت قلادة، فحضورهما دليل كاف على أن من يطالبون بالمواطنة والمساواة من خارج مصر، لا يطالبون بها من الخارج فقط ولكن لأن مصر بلدهم ويعنيهم أمرها فهم تحملوا وتكبدوا عناء السفر ليطالبوا بتفعيل المواطنة في التعليم من داخل بلدهم الحبيب مصر، ولعل وجودهم في مصر دليلاً كافياً على صدق نواياهم، وليت الأفواه والأقلام التي تهاجم نشطاء المهجر مشككة في نواياهم وانتماءاتهم أن تبحث عن موضوعات أخرى لتتحدث فيها!!

ولا يمكن أن نتحدث عن مؤتمرات جماعة (مصريون ضد التمييز الديني) دون أن نتحدث عن موقف حزب التجمع ومواقفه الشجاعة الرائدة، فمما لا شك فيه أن حزب التجمع هو أحد الأحزاب القليلة التي تسبح ضد تيار التخلف والرجعية في المجتمع المصري، ففي الوقت الذي رفضت فيه نقابة الصحفيين -بقيادة أحد الأصوليين داخل مجلس النقابة- استضافة المؤتمر الأول والذي نظمته جماعة (مصريون ضد التمييز الديني) فتح حزب التجمع القلب والباب لاستضافة المؤتمر وتحمل عبء الهجوم من الأصوليين والمتطرفيين، وللمرة الثانية هذا العام عندما رفض مجلس نقابة الصحفيين هذا العام بالأغلبية –باستثناء الأستاذ مكرم محمد أحمد والأستاذ جمال فهمي- استضافة مؤتمر التعليم والمواطنة، وعندما ماطل حزب الوفد ولم يعطي رداً قاطعاً على منظمي المؤتمر، قام حزب التجمع بفتح القلب والباب على الرحب والسعة لاستضافة المؤتمر، فتحية من القلب لقيادات حزب التجمع التقدمي الوحدوي، وتحية خالصة للدكتور رفعت السعيد المناضل الوطني الجسور.

وعلى الرغم من أن الأوراق البحثية التي قُدمت في المؤتمر كانت على درجة كبيرة من الأهمية، وعلى الرغم من أن المشاركين والباحثين كانوا رواداً وجهابذة من أمثال الدكاترة كمال مغيث وأنور مغيث وشيماء الشريف ومصطفى النبراوي وسالم سلام وعصام عبد الله وسمير فاضل وغيرهم، والأساتذة الأجلاء إسماعيل محمد حسني وطلعت رضوان وهالة طلعت، إلا أنه لفت انتباهي بعزيمته القوية وإصراره الشديد الأستاذ عبد الحفيظ طايل، فالرجل وطني من الطراز الأول وفارس من فرسان الدعوة للمساواة والمواطنة، وفروسية الرجل وشجاعته ظهرت في محاضرته ولا سيما عندما طالب بإلغاء المادة السادسة من قانون التعليم رقم 193 لسنة 1981 والتي تنص:-
مادة 6- التربية الدينية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم، ويشترط للنجاح فيها الحصول علي 50% على الأقل من الدرجة المخصصة لها على ألا تحسب درجاتها ضمن المجموع الكلي.
وتنظم وزارة التربية والتعليم مسابقات دورية لحفظة القرآن الكريم وتمنح المتفوقين منهم مكافآت وحوافز وفقاً للنظام الذي يضعه المجلس الأعلى للتعليم.

وحتى عندما لم يدرج طلب الأستاذ عبد الحفيظ طايل ضمن التوصيات النهائية للمؤتمر، أصر على وضعه ضمن التوصيات في الجلسة الختامية، ولكن نظراً لهجوم بعض الصحف على المؤتمر حاول الدكتور مجاهد مسك العصا من المنتصف فصيغت المادة بتعديل وليس إلغاء –على الرغم من أن الأغلبية كانت مع الإلغاء وليس التعديل- فقرة (وتنظم وزارة التربية والتعليم مسابقات دورية لحفظة القرآن الكريم وتمنح المتفوقين منهم مكافآت وحوافز وفقاً للنظام الذي يضعه المجلس الأعلى للتعليم)، لتتماشى مع المواطنة، فتحية من القلب للمناضل الجسور الأستاذ عبد الحفيظ طايل.
وختاماً.. إن مصر اليوم أحوج ما تكون إلى مناضلين يسبحون ضد تيار الأصولية والتخلف والرجعية، وإذا لم نجد من يسبحون ضد التيار فلن تجني مصر إلا الدمار!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق