CET 09:40:46 - 12/09/2010

أخبار عالمية

مصراوي

تسع سنوات مرت على أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، خضنا خلالها حربين قتل فيهما مئات الآلاف ولم نستخلص منها أي عبر، إنما اتخذنا من النار والدم لبنات لنصبنا التذكاري للقتلى الأبرياء في ذلك الهجوم.. يتساءل الصحافي البريطاني في مقالة له بصحيفة الاندبندنت يوم السبت هل حولتنا تلك الأحداث جميعنا إلى مجانين؟
يقول فيسك - الذي التقى زعيم القاعدة أسامة بن لادن من قبل - إن السلام والعدل والديمقراطية وحقوق الإنسان قد تحققت في هذه الذكرى التاسعة الكئيبة، وإنما جاس وحوش قتلة خلال ديار العراق وكان منهم الغربي ومنهم المحلي فأزهقوا أرواح مائة ألف أو نصف مليون أو مليون عراقي، متسائلاً ومن يهمه بعد تسع سنوات من هجمات11 سبتمبر..فيسك: إسرائيل هي لب الأزمة التي نعيشهاتحديد العدد؟ كما قتلوا عشرات الآلاف في أفغانستان وهل هناك من يهتم بهذا؟

ويمضي فيسك "ومع توسع الفوضى وانتشارها عبر الشرق الأوسط ومن ثم إلى العالم كله فإن طياري القوات الجوية وعناصر المتمردين وقوات المارينز الأميركية والانتحاريين وتنظيم القاعدة بالمغرب العربي وبالخليج والعراق والقوات الخاصة وما تحظى به من دعم جوي، وقاطعي الرقاب، كل هؤلاء قتلوا النساء والأطفال والشيب والشباب والمرضى والأصحاء من السند إلى بحر العرب ومن بالي إلى مترو لندن.
لقد مثل ذلك ما يشبه النصب التذكاري لـ2966 شخصاً بريئاً فقدوا أرواحهم قبل تسع سنوات، وكان محرقة بالنار والدم، وتلك بالطبع خسارة.. لكن هل استفاد أحد من ذلك؟
إن المستفيد الأكبر من ذلك هو بطبيعة الحال شركات بيع الأسلحة مثل بوينج ولوكهيد مارتن وكل من يصنعون صواريخ أو طائرات بدون طيار أو يوفرون قطع غيار طائرات إف 16.

وأشار الكاتب البريطاني المعني بشئون الشرق الأوسط إلى أن مرتزقة لا يرحمون انتهزوا هذا الوضع وخلقوا مائة ألف عدو جديد مقابل كل واحد من الـ19 الذين ساهموا في هجمات الثلاثاء الأسود، وقضى من يتلذذون بتعذيب الناس أوقات ممتعة في السجون الأميركية السوداء، فتفننوا في وضع الأغلال وفي إيهام السجناء بالغرق، وهي أمور غدت جزءا من التقنيات التي نستخدمها في حروبنا.
وقال "لا يسعنا أن ننسى المتشددين الدينيين عبر العالم سواء أكانوا من فئة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أو من مجموعات الملتحين المنضوين تحت لواء حركة طالبان أو من الانتحاريين أو الخطباء أو القساوسة المتطرفين.
وأضاف بطبيعة الحال هناك إسرائيل -التي تعد بالنسبة لنا من المحرمات ونلزم أنفسنا بتحاشي الكلام عنها- فإسرائيل وعلاقتها بأميركا والدعم الأميركي غير المشروط لسرقتها أراضي العرب المسلمين هي في لب هذه الأزمة الرهيبة التي نعيشها.

ولفت فيسك إلى عدد الجمعة من الاندبندنت وقال إنه كانت هناك صورة لمتظاهرين أفغان يكررون عبارة "الموت لأمريكا"، ولافته أخرى في خلفية الصورة مكتوب عليها بلغة الداري ما يعني "النظام الصهيوني مصاص الدماء والزعماء الغربيين غير المبالين الذين يفتقدون لأي ضمير إنساني يحتفلون بسفك دماء الفلسطينيين".
وقال فيسك إن هذه اللافتة إن دلت على شيء إنما تدل على أن الحرب التي يخوضها الغرب هي كذلك حول إسرائيل وفلسطين، وقد نختار تجاهل ذلك ونصر على أن المسلمين يبغضوننا لذواتنا أو يبغضون ديمقراطيتنا، لكن الحقيقة أن هذا الصراع يقع في قلب "الحرب على الإرهاب".

ولذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو قال بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 إنها ستكون في صالح إسرائيل، وثمة أيضاً ما نعتقد أنه فرق "بيننا" و"بينهم" وبين حقنا الإلهي في القتل وحق بن لادن في الاغتيال، فالضحايا المخفيين الذين نصفهم بـ"الضرر التبعي" لا نعد جثثهم لأنهم قتلوا من طرفنا وربما حتى قتلهم كان رحيما، فالقتل بالطائرات بدون طيار قد يكون أرحم من قتل شظايا الألغام الأرضية.
وختم كاتب الاندبندنت مقالته بالقول "نحن نعرف بالتحديد عدد قتلى أحداث الثلاثاء الأسود، ولا نحصي أعداد من نقتلهم، لأن ضحايانا يجب أن لا تكون لهم هويات ولا براءة ولا شخصية ولا قضية ولا عقيدة ولا مشاعر، ولأن عدد ضحايانا يفوق بكثير ضحايا بن لادن وطالبان والقاعدة مجتمعين.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع