بقلم: جرجس بشرى
إلى هذه اللحظة لم يعلن السيد "جمال مبارك" أنه سيرشّح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي سوف تشهدها "مصر" عام 2011م، وبدأنا نرى حملات وجروبات تطالب "جمال مبارك" بترشيح نفسه للإنتخابات الرئاسية المقبلة.
وهناك أيضًا بعض الشخصيات تقوم حاليًا بجمع توقيعات تبارك ترشيح "مبارك الابن" لمنصب رئاسة الجمهورية خلفًا لوالده "مبارك الأب". وهناك حاليًا من يعترضون أن يكون "جمال مبارك" رئيسًا لـ"مصر"، على اعتبار أن ذلك يُعد بمثابة توريث للحكم. بل أن كثيرين يرون أن إبقاء الرئيس "مبارك" على مواد معينة بالدستور غرضها الأساسي هو توريث "جمال مبارك" للحكم، سواء في حياته أو من بعده..
والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه هنا: هل توجد شخصيات في "مصر" مؤهَّلة فعلاً حاليًا لمنصب رئاسة الجمهورية؟ وهل السيد "جمال مبارك" مؤهل فعلاً لرئاسة "مصر"؟ وفي رأيي المتواضع استطيع أن أجزم بأن الشخصيات المطروحة فعلا على الساحة- مع احترامي الكامل لها- والتي أعلنت أنها ستخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، غير مؤهّلة فعليًا لقيادة دولة بحجم ومكانة "مصر"، بإستثناء د. "محمد البرادعي"، والذي لم يعلن حتى الأن أنه سيُرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
الغريب أن هناك من الشخصيات التي اعتزمت وأعلنت ترشيح نفسها للرئاسة، من قالوا بقطع العلاقات مع "إسرائيل" عندما يصلون إلى الحكم!! وهم بذلك يستغلون عواطف الجماهير البسيطة، بل ويدغدغونها؛ لأن رئيس الدولة لابد أن يُدرك جيدًا أن السياسة هي لعبة مصالح، وأن العدو فيها لا يظل عدوًا ولا الصديق كذلك. وتخيلوا مثلاً لو وصل هذا الشخص للحكم، وقطع علاقاته بـ"إسرائيل"، ماذا سيحدث لـ"مصر"؟ خاصة وإن اليهود يسيطرون الآن على صناعة القرار في أكبر دولة في العالم وهي "الولايات المتحدة الأمريكية"، فمقاطعة "إسرائيل" يعني عزل "مصر" سياسيًا عن القوى المؤثرة على صناعة القرار في العالم.
أما بالنسبة لمسألة ترشيح "جمال مبارك" للرئاسة، فهذا حق طبيعي كفله له الدستور والقانون كمواطن مصري وليس لكونه ابنًا للرئيس. وإنني أرى أن "جمال مبارك" يتمتع بخبرة سياسية أؤكد "سياسية " اكتسبها من والده الرئيس "مبارك"، ومن خلال عمله بلجنة السياسات بالحزب الحاكم. كما أن "جمال مبارك" يحظى بقبول دولي معقول. ولكن المطلوب منه أن يحتك أكثر بالفئات المطحونة من الشعب المصري ليعرف عن قرب معاناتهم؛ لكي يستطيع بعد ذلك ترجمتها إلى قرارات وقوانين تصب في خدمتهم.
أنا شخصيًا سأوافق على أن يكون "جمال مبارك" رئيسًا لـ"مصر" بشرط أن يكون برنامجه الانتخابي محدد وواضح، ويهدف في الأساس إلى مراعاة الحقوق الأساسية للمواطن المصري بمختلف انتماءاته الفكرية والسياسية والدينية، وأن يلتزم في برنامجه الانتخابي بإحداث التحول الديمقراطي الذي يطمح إليه المصريين، كما يجب أيضًا أن يراعي هذا البرنامج وضع منظومة صارمة لمحاربة الفساد الذي تفشى في كافة أجهزة الدولة، والضرب بيد من حديد على من يُكدّرون السلم والأمن الإجتماعي لـ"مصر"، ويعبثون بوحدتها وسلامة أراضيها.
فالشعب سينتخب "جمال" بناءً على برنامج وليس كونه ابنًا للرئيس، وإنني أتوقع في حالة إذا ما حدث تعديل دستوري يضمن نجاح المستقلين أو المنتمين لأحزاب أخرى في انتخابات الرئاسة، سيعلن الدكتور "البرادعي" ترشيح نفسه للرئاسة، ووقتها ستكون المنافسة ساخنة جدًا فيما بين "مبارك الإبن" في حالة إذا لم يترشح "مبارك الأب" و"البرادعي"، والذي سيحسم الأمر في النهاية هو البرنامج الانتخابي لكل منهما.
أما الشخصيات الأخرى، ففي رأيي المتواضع ستكون ليست متكافئة أمام قوة الغريمين "مبارك" الابن أو الأب و"البرادعي". وبالنسبة للشعوب العربية المضروبة بعقدة التوريث، أقول لها: لو اعتبرتم أن "جمال مبارك" أصبح رئيسًا لـ"مصر" عبر برنامج وطني وانتخابات شبه نزيهة نوعٌ من التوريث، فهل يعتبر وصول "جورج بوش" للحكم في أكبر دولة ديمقراطية في العالم كان توريثًا؟! |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت | عدد التعليقات: ٩ تعليق |