CET 00:00:00 - 16/09/2010

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
وغلاوتكم عندي ... كنت في اليوم ده مُثقل بهموم كثيرة ... كنت أبحث عن اي شيء يخفف الهموم دي عني ... كان ثاني يوم اعياد اخوتنا في الوطن ... بحثت عن كتاب اقرأه لم أجد الكتاب إللي يناسب ظروفي وقتها ... كنت محتاج لكلمات تخرجني من  الهم الكئيب ده . جاءني البواب بجريدتي اليومية ... ويادوب تصفحت الورقة الأولي , ونزل عليّ الضحك ... وكأن الرب استجاب لطلبي ووجد لي ما يخفف عني احمالي . الخبر يقول :

" القذافي .. ملك ملوك أفريقيا يواصل دعوته للإسلام أمام سلاطين وأمراء وشيوخ القارة الإفريقية ." وملحق مع هذا الخبر صورة سلطان او امير افريقي يتوج فيها الداعية الكبير وملك الملوك القذافي تاج الخلافة علي ما يبدو ... وبعض الهدايا من ملوك وسلاطين وامراء بعض القبائل الإقريقية . أنا لم اضحك علي موضوع الدعوة ...حاشا فهذا حسب  حريته !! لكن كل ما جعلني أضحك أنه بمجرد أنني رأيت الصورة وقرأت المانشت إفتكرت تمثيلية كانت من اروع التمثيليات التي قدمتها الإذاعة المصرية في أواخر الخمسينات تحت عنوان " تاج الجزيــــرة ... السلطانية" وربما يكون هناك اختلاف بسيط في العنوان لأنني لا اتذكر العنوان بالظبط .... ما علينا .

   وجدتُ في هذه التمثيلية تطابقا مع قصة تتويج الأخ معمر القذافي ملكا لملوك أفريقيا ... طبعا حاشا !!
كان ياما كان رجل إسمه (مرزوق) ... الحظ كان دائما يعانده في الرزق ... وكل ما ينوي أن يقوم بعمل مشروع علي قده , تأتي المشاكل والصعوبات من جميع الإتجاهات لكي تهدم هذا المشروع بعد ما يكون صرف كل مالديه من اموال إقترضها من أهل الخير . وفي إحدي الليالي ... جلس علي عتبة باب الكوخ الذي يأويه ويجانبه (مِرزقه) هانم زوجته  , يفكر ويفكر في حل مشكلة رزقه ... وإذ المدام (مرزقة) تعرض عليه أن يذهب إلي بلاد الماو ماو لأنها سمعت عنها أنها بلاد غنية ومحتاجة ناس للعمل لديها .

قال لها " العين بصيرة لكن أعمل ايه في ايدي القصيرة ؟؟ " .. قالت له معني ذلك أنك تقبل الذهاب لو جهزت لك مصاريف السفر ؟؟ .. قال لها نعم .. ثم دست يدها في جيبها لتخرج منها مبلغا من المال كانت توفره من زمن لمثل هذه الظروف . اتفق معها أنه سوف يعوض لها كل هذا المبلغ بإذن الله ... جهزت له صُرة حشت فيها بعض الملابس , وأعطته سلطانية فيها بعض الأكل , يكفي يوم سفر .

   أخذ بعضه وبدأ يرحل إلي بلاد الماو ماو ... حتي وصل إلي حدودها ... فقبضوا عليه حراس المنطقة ... أخذوه إلي مليكهم ... فتوسل إليه أنه يتركُهُ ... وفعلا لان وحنّ قلب الملك , وأعتقهُ في مقابل أن يعمل معهم كعبد . ولأن الأخ (مرزوق) كان ذكيا وله في المشاريع .. بدأ يعرض بعض الأفكار القيمة للملك , إنشرح قلب الملك وجعله ينفذ المشاريع والتي جعلت الملك يكسب اموالا طائلة , كما أنه كان سببا في تقدم البلد . فأغرقه الملك بالهدايا , لكن (مرزوق) رفض الهدايا , وقال له انا اريد فقط ان تملأ لي زكائب مملوءة بتراب بلدكم .

فقد لاحظ (مرزوق) أن تراب بلدهم ما إلا تبر من الذهب يمكن تقسيته ليستخرج منه الذهب الخالص . ضحك الملك علي ما طلبه (مرزوق) ونفذ ما اراد . وقبل الرحيل ... وجد (مرزوق) ان السلطانية أصبحت غير مُجدية ... فأعطاها للملك ... فوُجيء بالملك أنه مندهش جدا لأنه اعطاه السلطانية ... فقد ظن الملك أن السلطانية هي تاج بلد مرزوق .. فإعتبرها قمة الكرم من (مرزوق) بأن يُتوجه ملكا علي جزيرة مرزوق .. وبناء عليه أعطي الملك لمرزوق كل ما لدي المنطقة من هدايا وخيرات .

   رجع (مرزوق) إلي زوجته مسرورا ... وأخذها بالأحضان هي وأبنائه ... وقص لها الحكاية من بداية ما أعطتهُ السلطانية . في هذه اللحظة سمعه أخوه الغني " قاذووف " ... فأخذ نفسه وحمل سفينته بكل ثروته ... وشرع بها إلي بلاد الماو ماو , وعمل مثلما سمع من أخيه (مرزوق) ... وأعطي كل ثروته للملك الماو ماو ... مما جعل الملك يشعر بالإحراج فهو لا يملك شيئا إلا تاج الجزيرة .. ( السلطانية ), والذي يعتبره أغلي شيء يمتلكه. لكن إضطر أن يضحي به في سبيل ما قدمه " قاذووف" له . فأمر عبيده أن يحضروا " قاذووف " أمامه ... ظن " قاذووف " ان الملك سوف يهاديه بكنوز الدنيا .. فوقف امام الملك وقال له : نعم يا جلالة الملك . رد عليه الملك قائلا : انني محرج منك جدا .. فأنا لا استطيع ان ارد لك مقابل ما قدمته لي ... فأنا امتلك شيئا واحدا فقط والذي يُميزني بأنني ملك هذه المنطقة , فهو غالي علي جدا ... إنشرح صدر " قاذووف " وهتف وقال : يحيا الملك ... رد عليه الملك ... سوف انعم عليك بلقب ملك الملوك واتوجك بهذا التاج العزيز عليّ ... وطلب منه أن يحني رأسه وإذ يفاجيء بأن الملك يتوجه بتاج الجزيرة ( السلطانية ) .

هذا ما فعلوه ملوك وسلاطين أفريقيا بمعمر القذافي ... حيث اهدوه لقب ملك الملوك ... وتوجوه بالسلطانية...!!
تمنيـاتي لمعمر القذافي في مسيرته الدعوية... وعلي رأسه تاج السلطانية ... وما ينساش يملأها فوول وطعمية !!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٢ صوت عدد التعليقات: ٢٥ تعليق