CET 13:50:56 - 19/09/2010

مساحة رأي

بقلم: أنطوني ويلسون
عفوًا د. "محمد سليم العوا"؛ فاللقاء الذي أجراه معكم السيد "أحمد منصور" مؤخرًا بقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، واضح منه أنكما تؤججان صدور المسلمين على المستويين المصري والعالمي ضد المسيحيين، وإن كان الحوار يخص أقباط مصر، أو بمعنى أدق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقداسة البابا المعظم الأنبا "شنودة" الثالث،  وطبيعي المسيحيين في مصر خاصة، وكما قلت والعالم عامة.
 
شاهدت الحوار غلى موقع "الأقباط متحدون"، وأنقل للسادة القراء النقاط التي ركز عليها الموقع، والتي وردت ضمن اللقاء، مع محاولتي الرد عليها لأهمية التوضيح للإخوة المسلمين إخوة الوطن "مصر"، وإخوة الإنسانية في العالم.
 
** "أحمد منصور": للبابا "شنودة" جمهورية داخل "مصر" لها قوانينها الخاصة!!
 وردي على هذا القول يتلخص فيما حدث هنا في "سيدني" عام 2002، والمؤتمر الصحفي الذي عقده قداسة البابا الأنبا "شنودة" بعد وصوله بسلامة الله وتشريفه لنا بزيارته الرعوية لأبنائه في "أستراليا"، أن سأله الزميل "وديع سعادة" مدير تحرير جريدة "النهار" الغرّاء التي تصدر في "أستراليا، عن حقيقة ما يُسمى بخارطة الطريق، والتي تسعى إلى تقسيم أو إعادة تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات، ومن ضمنها "مصر"، والتي يتم تقسيمها إلى دولتين؛ دولة إسلامية، ودولة قبطية عاصمتها "الإسكندرية".
 
وكان رد قداسته واضحـًا وجليـًا في بساطة تامة حيث قال إنه ليس في "مصر" أقباطـًا ومسلمين؛ فمصر بها مصريون.. مصري مسلم ومصري مسيحي، لكن كلاهما مصري منذ أن وحّد الملك "مينا" القطرين؛ فدعهم يخططون ولن يستطيعوا التفرقة بين أخٍ وأخيه أبناء أم واحدة هي "مصر"...
 
فهل بعد ذلك يعمل قداسة البابا على إقامة جمهورية قبطية، أو كما سماها "العوا"، "إمبراطورية، وليست جمهورية؛ لأن الجمهورية لها قوانين ..إلخ.. مما قال؟؟! قليل من العقل يا سادة؛ فـ"مصر" ليست في المزاد!!
 
** الكنيسة المصرية تريد لـ"مصر" أن تحترق بنار الفتنة!!
ماذا أقول لكما؟؟ الكنيسة التي تبشر بالمحبة تريد لمصر أن تحترق بنار الفتنة؟! حقيقي "اللي اختشوا ماتوا"، وإن لم تستح فقل ما تشاء، ودعوني أقول لكما أن الكنيسة منذ دخول العرب غازين أو فاتحين و"مصر" تعمل بحكمة الأم التي ورد ذكرها في الكتب الدينية عن قصة المرأتان اللتان تصارعتا على طفل، مدعية كل منهما أنه طفلها، مما اضطرهما إلى التوجه إلى الملك "سليمان" ليحكم في الأمر ويقرر لمَن يكون الطفل؛ فجاء حكمه بتقسيم الطفل إلى قسمين وكل منهما تأخذ نصف!! وافقت إمرأة، وصرخت الثانية طالبة من الملك أن يعطي الطفل للمرأة الثانية؛ فعرف الملك أنها الأم الحقيقية للطفل فأعطاها الطفل، ولا يوجد الآن الملك "سليمان"، ولا الكنيسة تريد تقسيم "مصر".. فهل يوجد مَن يفهم؟!.. أتمنى.
 
** الأنبا "بيشوي" وصف عهد "مبارك" بأنه أزهى العصور للأقباط، والكنيسة تؤيد الرئيس وولده!!
ماذا أقول لكما يا أهل الفكر والقلم؟؟ إن كنتما بالفعل أهلاً لذلك!! هل لأن الرجل رجل دين محرم عليه أن يبدي رأيه ورأي الكنيسة التي يمثلها في الحوار؟؟ عيب صدقوني.. عيب؛ لأن هذا هو التحكم الذي لا نريده من أحد، وماذا في القول بأن "الكنيسة تؤيد الرئيس وولده"، هل في هذا الكلام من خطأ أو عيب؟!
 
إن كنت أنت د. "العوا" لا توافق أو غير راضٍ عن حكم الرئيس أو ولده من بعده بعد طول العمر، فهذا شأنك وشأن الإخوان، وللكنيسة شأنها وللشعب شأنه، وهذا لا يتعارض مع إيماننا بما قال الرب "يسوع": اعطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله؛ ما لقيصر أن نعضده لإيماننا بأن لا حاكم يحكم إلا بسماح من الله، لذا ندعو في الكنائس له لا عليه، تطبيقـًا لما نؤمن به.
 
** نريد أوراقـًا رسمية لمَن يزعمون بأنهم تنصروا
وأقول لك يا د. "العوا" يا أستاذ القانون.. وهل  أصدرت الدولة أوراقـًا رسمية لهم حتى تطالب أنت بأوراق رسمية للمتنصرين؟؟ عيب يا رجل وأنت رئيس "جمعية مصر للثقافة والحوار" أن تفكر هكذا، وأنت أيضا رجل فكر وقلم.
 
عندما يسلم مسيحي أو مسيحية تقام الاحتفالات ويشهد مسجد "عمر مكرم" هذه الاحتفالات، وتخصص وزارة الداخلية ضباطـًا أقباطـًا للإشراف على الأمن والنظام نكاية بهم، ويتم إصدار كل الأوراق الرسمية بما فيها الديانة الجديدة دون ذكر الديانة السابقة بسرعة البرق، دون معوقات أو محاكم أو ترهيب وتهديد.
فما قولك أستاذي الفاضل الجليل؟!
 
** هل أصبح مفتي الديار الإسلامية عاملاً لدى الكنيسة؟
 مفتي الديار الإسلامية عامل لدى الكنيسة!! يا للهول.. هل يوجد عاقل في العالم مسلم أو غير مسلم يصدق هذا الافتراء يا د. "العـــــوا"؟! لا أظن..
 
** "سليم العوا": كيف للأنبا "بيشوي" أن يصف المسلمين بأنهم "ضيوف" بمصر؟؟ 
أضحكتني يا رجل.. ألسنا جميعـًا ضيوف على الأرض؟ أما كونه حدد بالاسم "المسلمين"؛ فأين علمك يا سيدي؟؟ هل نسيت أن "المقوقس" عندما طلب المساعدة من المسلمين كان يدعوهم كضيوف على مصر، وبعدها يعودون إلى ديارهم؟؟ أو هكذا كان المفروض أن يحدث!!
 
** الأديرة المصرية مليئة بالأسلحة القادمة من "إسرائيل"!!
عجبي على المنطق يا أستاذ يا مفكر أنت ومَن استضافك، وجعل منك محل تهكم من أناس لا تلهيهم النكات السخيفة، ألم تعلم سيدي أن قداسة البابا حرّم على المسيحيين الأرثوذكس الذهاب إلى "القدس" لزيارة الأراضي المقدسة إلا إذا خُتم جواز السفر بختم الدولة الفلسطينية!! إن كنت لا تعلم فأنت الآن تعلم، وإن كنت تعلم وتجرؤ على القول بأن الأديرة المصرية مليئة بالأسلحة، والقادمة من "إسرائيل" دون وثائق رسمية، وقبل أن تتفوه بكلمة واحدة تظهر تلك الأوراق، فهذه مصيبة، وقانونـًا يجب أن تُقدم إلى المحاكمة؛ لأن إلقاء التهم جزافـًا وعلى الملأ فيه تشهير بالمقداسات الكنسية.
وأعتقد أن هناك مَن سيفعل هذا في "مصر" أو خارجها، وسيرفع دعوى إلى المدعى العام المصري.
 
** الأقباط يسعون للاستقلال عن الدولة المصرية ويسيرون وفق منهجية محددة لذلك!
لعمري لم أجد افتراءًا مثل هذا الافتراء د. "الـعـوا"، ما هو دليلك أو أدلتك التي تثبت صدق كلامك، والتي يسير عليها الأقباط وفق منهجية محددة لذلك؟؟ لماذا اللعب بعقول البسطاء من الناس وتحريضهم على الأقل لكره إخوة لهم في الوطن؟ مَن يدفع لك؟ وما العائد الذي سيعود عليك من بث ما يشعل نار الفتنة الطائفية، وأنت أكثر الناس علمـًا بأن الناس وصل بهم الأمر إلى حد اليأس في حياة حرة كريمة؟! وأعني بالناس؛ الشعب المصري مسلميه ومسيحييه.
 
** الدولة القبطية ستكون فاشلة لقلة الموارد التي يمتلكونها وعددهم!!
 غريب أمركما، لماذا توهمان الناس بمثل هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة؟ صدقني لو أن أقباط "مصر" لهم أطماع في الحكم فلن تكون لهم سوى "مصر"، وليس جزءًا منها كما يصور لكما تفكيركما السقيم، إننا نؤمن أيمانـًا لا شك فيه بفصل الدين عن الدولة، وليس مثلكما تريدان أن يسيطر الدين على الدولة والناس؛ ليكون لكم يا حكام الأمر والنهي في عباد الله باسم الله الذي هو من أفكاركم بريء.
 
لقد خلق الله الإنسان حرًا.. أعطاه الدين مرشدًا لا آمرًا متحكمـًا؛ لأن الأمر لله وحده، والإنسان حر في حياته، 
فلا أساس لحديثك يا أخا الوطن، عفوًا.. لقد نسيت نفسي؛ فأنت لا تعترف بي كأخٍ لك في الوطن لأنني أُصنف في تفكيرك بـ"الكافر".. الله يسامحك.
 
** المسيحية التي تعتنق الإسلام يتم احتجازها، لكن عندما يتنصر مسلم لا يلمسه أحد!!
الحقيقة د. "العوا" أنت تدفعني لاستخدام المثل المصري: "أشمك منين يا بخرا"، أي الفاقدة لحاسة الشم.. "المسيحية التي تعتنق الأسلام يتم احتجازها"، وهي مين بيلاقيها علشان يتم حجزها.. مئات من القصر والسيدات تتم أسلمتهم وإما يختفون بعيدًا عن الأهل، وإما يشجعونهم بالتبجح وعدم احترام الأهل، ومَن تريد الإسلام لها دينها مع ألف سلامة والقلب يدعي لها.
 
و"عندما يتنصر مسلم لا يلمسه أحد"؛ ألا يكفيه ظلم المسلمين له ومطاردة الأمن وعدم اعتراف الدولة بتنصيره؟ وعدم السماح له بتغيير دينه في خانة الديانة بالبطاقة الشخصية أو العائلية؟؟ أو إذا وافق السجل المدني على كتابة الديانة تكون مشروطة بكتابة "مسيحي.. مسلم سابقـًا"، أليس في هذا إجحاف بحق المواطن في الحصول على حقه؟؟ بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لونه؟  وأيضـًا أليس في هذا تصريح رسمي بإباحة دم المتنصر تطبيقـًا لحد الردة؟؟ لكن نقول إيه للناس التي لا تفكر إلا في نفسها؟!!
 
** أخيرًا قولك: "إسرائيل" بقلب القضية القبطية منذ زمن بعيد!!
الله د. "العوا"؛ أخيرًا نطقتم بأن للأقباط قضية، يا أخي إذا كنت واثق من كده ليه ما تكنش إنت وكل المسلمين العرب والمصريين بقلب القضية القبطية بدلاً من "إسرائيل" كما تزعم؟!
 
أتمنى من الله ولا يكتر عليه أن يفيق إخوتي في الوطن من المسلمين، وأن يؤمن الجميع بأن المسيحيين هم أقرب لهم في الوطن والدم عن أي إنسان على الأرض .

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٨ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق