CET 00:46:46 - 20/09/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

د. "علي السمان": كان على "العوا" أن يتأكد من أن هناك محاولات للنيل من وحدة "مصر"
د. "يحيى الجمل": لم أكن أحب أن نتورط في حوارات في الفضائيات تسيئ لقضية خطيرة في "مصر"
د. "رفعت السعيد": "الكنيسة لو كانت دولة داخل دولة"، لكانت قد أوجدت حقوق الأقباط

القس "بولس": في الوقت الذي أكد فيه البابا على حق المسلمين في العشور كان يُهاجم ويُشتم على بُعد أمتار بـ"مسجد النور"!!
"حامد بن أحمد الرفاعي": معرفتي بقداسة البابا وقوة حكمته وإدراكه، تجعلني لا أستوعب أنه يستقوي بالخارج

 تقرير: مايكل جرجس- خاص الأقباط متحدون

 ما زالت أصداء الحوار الذي جمع بين المذيع "أحمد منصور"، والدكتور "محمد سليم العوا" -والذي احتضنته "قناة الجزيرة" القطرية- مستمرة، حيث تطرق هذا الحوار إلى قضايا الكنيسة وأفعالها وقراراتها، ونسب للكنيسة وقياداتها بعض الاتهامات وما من شأنه أن يثير الفتنة بـ"مصر"، بل تعدى البرنامج كل هذا، ولم تكن هناك خطوط حمراء يقف أمامها الحوار، فبلغ الأمر به أن يتهم قداسة "البابا شنودة" الثالث -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- ببعض الاتهامات والتشكيك في وطنيته.

 وقد كانت هناك بعض ردود الأفعال لهذه الحلقة، أبرزها كان ما ناقشه برنامج "نبض الكنيسة" بقناة "أغابي" الفضائية، والذي يقدمه "شنودة فيكتور"، وكان قد استضاف في هذه الحلقة -التي أُذيعت يوم الجمعة الماضي- القس "يوسف تادرس الحومي" كاهن كنيسة القديسين "قزمان ودميان" بالجيزة.

دور الكنيسة القبطية عبر العصور
 بدايةً تحدث القس "يوسف" عن دور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر العصور، وارتباطها الوثيق بـ"مصر"، واتخاذها لصفة "القبطية" والتي تعني "المصرية"، وتحملها للآلام والمتاعب بسبب وقوفها إلى جانب الحق العربي، منذ ما كان يُسمى بـ"حروب الفرنجة"، والذي يُطلق عليه الآن "الحروب الصليبية"، مثلما حدث عند دخول الفرنجة "القدس"؛ فمنعوا الأقباط من زيارتها لوقوفهم إلى جانب الحق العربي، بل واعتبر الفرنجة أن الأقباط في هذا الوقت بمثابة "كفرة" لموقفهم هذا، وقد قدّر السلطان "صلاح الدين الأيوبي" هذه المواقف للأقباط، ونتيجة لذلك منحهم ديرًا أطلق عليه الأقباط اسم "دير السلطان"، تقديرًا منهم لـ"صلاح الدين".

 وذكر القس "يوسف" أيضـًا رفض البابا "بطرس الجاولي"؛ الذي جلس على الكرسي المرقسي في الفترة من 1809 إلى 1852م، لطلب قيصر "روسيا" في هذا الوقت، والذي كانت تعد فيه "روسيا" من أقوى الإمبراطوريات في العالم، بوضع الأقباط تحت رعايته، وما كان من البابا "بطرس" إلا أن رد عليه بأن الأقباط في حماية مَن لا يموت!!

 واستطرد القس "يوسف" قائلاً: في العصر الحديث كان للكنيسة دور هام في الصراع العربي الإسرائيلي، مستشهدًا بدورها في مجلس الكنائس العالمي في عهد "البابا كيرلس" السادس، عندما أثرت في تغيير فكر الدول المشاركة في هذا الصراع، وتقديم الصورة على حقيقتها.

 كذلك تقوم الكنيسة برفع الصلوات المتعددة من أجل الرئيس والجند والوزراء والزروع ومداخلنا ومخارجنا؛ أي حدود "مصر".

 وقد أشاد القس "يوسف بأقوال ومواقف الشيخ "أحمد الطيب" شيخ الأزهر، وكيف أنه يدعو لقبول الآخر، وضرورة أن تخلو الأديان من التوظيفات الرديئة لتعميق العلاقات بينها.

  وكذلك مواقف "البابا شنودة" الوطنية المتعددة، منذ عام 1963م وكلمته الشهيرة بنقابة الصحفيين حول وجهة النظر المسيحية في دولة "إسرائيل"، موضحـًا أن "إسرائيل" التي تحدثت عنها الكتب السماوية لا علاقة لها بالدولة الحالية، ذاكرًا ومستشهدًا بمواقف وردت بالعهد القديم تنفي أن لهم حق في هذه الأرض.

 وأضاف أن قداسة "البابا شنودة" خاطر بوطنية لا مثيل لها عندما زار الجبهة سنة 1971م، في بداية أعماله الرعوية رغم خطورة الأوضاع هناك آنذاك، مشيرًا إلى أن هذا المكان شهد استشهاد "عبد المنعم رياض"، وكان هذا لرفع الروح المعنوية للجنود؛ مسلمين ومسيحيين، ودعوته للتبرع بالدم.

 وكذلك قرار قداسته بمنع الأقباط من زيارة الأراضي المقدسة بـ"فلسطين"، إلا ويده في يد شيخ الأزهر والإخوة المسلمين، وكان رد فعل "إسرائيل" هو اغتصابها لـ"دير السلطان" من يد الأقباط ومنحه للأحباش.

 كما أشار القس "يوسف" لموقف قداسة البابا إزاء دعوة قس بروتستانتي أمريكي لحرق القرآن، ورفضه ووصف هذا القس بأنه ليس بصاحب دين، وأن هذا يشجبه العقل ويجعله يخسر الآخرين ويعطي صورة سيئة عن كنيسته.

أزمة "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة"
 وعن أزمة "وفاء قسطنطين"، و"كاميليا شحاتة" وربط ذلك بأقوال تمس الأديرة، أوضح القس "يوسف" أن ملف "وفاء" أُغلق منذ عام 2004م، وهذا ورد بالصحف القومية كجريدة "الأهرام" بعددها الصادريوم الجمعة 17/12/2004م، حيث جاء بالعنوان أن "زوجة الكاهن تمسكت بالمسيحية"، وقد أعلن النائب العام أن الدولة تقف بحزم ضد مَن يفتعل الأزمات ويروّج الشائعات للنيل من وحدة البلاد.

 أما عن "كاميليا" فقد استشهد القس "يوسف" بتصريح المتحدث الرسمي باسم شيخ الأزهر حيث قال: "أقسم بالله أن شيخ الأزهر لم يقابل "كاميليا" أبدًا، بل ولم تخطُ قدماها باب الأزهر!!

 موضحـًا أن الأديرة هي أماكن للعبادة، وأنها مفتوحة للجميع في كل وقت، ويأتي إليها السياح من كل بقاع الأرض، بالإضافة إلى خضوعها لزيارات مفتشي هيئة الآثار في أي وقت، مشيرًا إلى الحلقة التي أظهر فيها برنامج "البيت بيتك" الحياة اليومية للرهبان، وأن مَن يروّج الشائعات عن الأديرة هو شخص لا يعرف الأديرة ولم يزرها ولم يقرأ عنها.

 المداخلات التليفونية
 وقد استقبل برنامج "نبض الكنيسة" عدة مداخلات تليفونية، كان أبرزها من الدكتور "على السمان" -الكاتب والمفكر- الذي أكد على أنه كان يجب على "العوا" أن يطبق القاعدة الإسلامية التي تقول: "إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، وأنه كان يجب عليه أن يتحقق ويتأكد من أن هناك محاولات للنيل من وحدة هذا الشعب.

 كما تحدث الدكتور "يحيى الجمل" -أستاذ القانون الدستوري والوزير السابق- معربـًا عن أسفه لما تركته هذه الحلقة من أثر، وقال: "لم أكن أحب أن نتورط في حوارات في الفضائيات تسيئ لقضية خطيرة في "مصر"، وأن "مصر" لم تُكسر إلا من ناحية الوحدة الوطنية.. ولن تُكسر".

 مشيرًا إلى اعتقاده في أن قصد "الأنبا بيشوي" من كلماته التي وصف فيها المسلمين بأنهم ضيوف على الأقباط، أنه كان يقصد أن الحال كان كذلك منذ 1400 عامـًا، عند الفتح العربي لـ"مصر"، أما الآن؛ فلا أعتقد أن الأغلبية المسلمة تعتبر ضيفـًا على الأقباط، وأن "مصر" أصبحت وطنـًا للجميع.

 أما الدكتور "رفعت السعيد" رئيس حزب التجمع؛ فقد استهل مداخلته بمقولة الزعيم "سعد زغلول" التي قال فيها: "من الناس ما إذا رأى ظالمـًا يظلم مظلومـًا؛ قال للمظلوم لا تصرخ قبل أن يقول للظالم لا تظلم".

 موضحـًا أنه كان يجب على الدكتور "العوا" أن يتحدث عن حقوق المواطنة التي يفتقدها الأقباط في وطنهم؛ كالترقي في الوظائف، والترشح لمجلس الشعب من خلال انتخابات حرة نزيهة، وأن يلتحق الطالب بالكلية التي يختارها طالما كان مستوفيـًا للشروط، وأن يتقلدوا المراكز المرموقة في الدولة ما إذا كانوا أهلاً لها، والسماح لهم ببناء دور العبادة كما يفعل المسلمون، وهذه هي أبسط حقوق المواطنة.

 مضيفـًا أن المسيحي إذا لجأ للكنيسة ليشكو من ظلم وقع عليه، فإنما يطلب تدخل الكنيسة لحمايته، والكنيسة ذاتها تضع لنفسها حدودًا لا تتخطاها ولا تتدخل في الشأن العام، مؤكدًا أن "الكنيسة لو كانت دولة داخل دولة"، أو "مجرد شبه دولة"، لكانت قد أوجدت حقوق الأقباط.

 وقال القس "بولس": أن برنامج "بلا حدود" كان مليئـًا بالمغالطات الصارخة، فعندما تحدث عن تحريف الإنجيل لم يذكر أي تفاصيل عن وقت ومكان ومَن الذي قام بتحريفه، وتساءل عن اختيار هذا التوقيت لإثارة الفتنة ونحن مقبلون على انتخابات متعددة، مؤكدًا أنه في الوقت الذي كان فيه قداسة البابا بالكاتدرائية يؤكد ضرورة دفع المسيحي العشور للمسلم المحتاج، كانت هناك جماعات تهاجمه وتشتمه على بُعد أمتار من الكاتدرائية، وبالتحديد بـ"مسجد النور" بالعباسية!!

 وتابع القس "بولس": أنه لو كان الوضع هادئـًا فإنما يرجع هذا لحكمة وهدوء وشفافية قداسة البابا، وأن كل تصريحات قداسته هدفها هي الرد لا الهجوم، مذكرًا بأن "العوا" نفسه كان قد أشاد بانتخاب البابا في أحد البرامج على فضائية "أوربت" مع الإعلامي "عمرو أديب"، وطالب "العوا" وقتها بانتخاب شيخ الأزهر كما يُنتخب البابا!!

 أما "حامد بن أحمد الرفاعي" -رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار، والرئيس المشارك للجنة الحوار مع "الفاتيكان"، ونائب رئيس مؤتمر العالم الإسلامي- فأكد على أن كل طموحات قداسة البابا هي أن يحصل الأقباط على حقوقهم في البلد الذي يعيشون فيه، وقال: "أعتقد أن المسؤولين بـ"مصر" يدركون خطورة هذه المرحلة والأوضاع الداخلية والخارجية، مشددًا على أن الأمن الداخلي والدولي هما أمران متلازمان.

 وعن تدخل الكنيسة في العمل السياسي قال: "إن العمل السياسي هو مسئولية كل مواطن وكل جهة، لأن الدافع هو مصلحة الوطن، وأنه يجب على المسيحي أن يكون إيجابيـًا، وأن الدين إنما جاء ليطلق الناس في كافة ميادين الحياة".

 وعن استقواء الكنيسة بالخارج -كما ادعى "العوا"- أكد أن "مصر" هي التي تستطيع أن تقول هذا، ولكنه أشار إلى أنه من خلال معرفته بقداسة البابا وقوة حكمته وإدراكه، فإنه يصعب عليه -والحديث لـ"الرفاعي"- أن يستوعب أن البابا يستقوي بالخارج، مؤكدًا أن قداسة البابا لا يمكن أن يقع في مثل هذا الخطأ الكبير، وأنه يحسب الأمور حسابـًا دقيقـًا نظرًا لحكمته.

 أما الادعاء بالسعي لتقسيم "مصر" لدولتين؛ دولة للأقباط وأخرى للمسلمين، مثلما حدث في "السودان"، أوضح أن "مصر" لا توجد بها قيادات تتناطح على تقسيمها كما كان عليه الحال في "السودان".

 واختتم "الرفاعي" حديثه مطالبـًا المؤسسات الدينية بالعمل على إبراز دور حوارات الأديان والثقافات والحضارات في المجتمعات، وأنه من حق المسيحيين أن يتحاكموا إلى شريعتهم بما لا يخالف القانون العام بالدولة.

"أحمد منصور" يناقد نفسه!!
  وأشار القس "يوسف" إلى التناقضات التي احتواها حديث "أحمد منصور" مقدم البرنامج، حيث قال "منصور" إن "الأنبا تكلا" محبوس في زنزانة تحت الأرض بأحد أديرة منطقة "وادي النطرون"، وبعد ذلك بدقيقتين نسب تصريحات لـ"الأنبا تكلا"!!

 وتساءل عن مصادر أموال "الإخوان المسلمون"، وكيفية حيازتهم للسلاح الذي قتلوا به شهدائنا، وسرقوا محلات الأقباط، وتحدى أن يقوم "منصور" بتقديم حلقة مثل هذه التي جمعته بـ"العوا" على أي قناة مصرية.

 وعن علاقة رجل الدين بالسياسة قدم البرنامج حوارًا مسجلاً لقداسة البابا "شنودة" الثالث، أوضح فيه قداسته أن هناك فروقـًا بين المعرفة بالسياسة والموقف السياسي، وبين الاشتغال بالسياسة، مؤكدًا أن الكنيسة لا وقت لديها للاشتغال بالسياسة، ولكن هذا لا يمنع من أن تكون لنا مواقف سياسية.

 وتابع أن مَن يقول أنه يجب على رجل الدين ألا ينشغل بالسياسة أقول له: أليست لدينا بطاقة انتخابية ندلي من خلالها بأصواتنا في الانتخابات؟؟ وماذا إذا سُئلنا عن مشكلة "فلسطين" أو غيرها من المشكلات السياسية؟؟ مؤكدًا على أننا -كرجال دين- لا يجب أن نفصل أنفسنا عن وطننا ولا عن العالم الذي نعيش فيه.

 وقد استشهد القس "يوسف" ببعض سطور من كتاب "وطنية الكنيسة القبطية، من أحد فصوله الذي يأتي تحت عنوان: "قداسة البابا شنودة والوحدة الوطنية"، والذي جاء فيه: "نؤمن إيمانـًا قاطعـًا ونهائيـًا ولا يقبل النقاش، بأن كل مؤسساتنا هي صاحبة الحق الذي لا يزاحمها فيه أحد، ونحن ملتزمون بقراراتها..".

 وأخيرًا استنكر القس "يوسف" تصريحات "العوا"، من إمكانية قبول المسلمين بـ"مصر" لأن يحكمهم مسلم أندونيسي، لأنه -من وجهة نظره- أفضل من أن يحكمها مسيحي مصري!!

 موجهـًا شكره وتقديره لقداسة البابا الذي علمنا كيفية أن نحب هذا الوطن، الذي يعيش فينا.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٥ صوت عدد التعليقات: ٢٦ تعليق