بقلم : هاني رمسيس
وقف أحد الصحافيين يوماً فى ندوة بمعرض الكتاب بالقاهرة ، ليسأل قداسة البابا شنودة عن حقيقة وجود أسلحة بالكنائس والأديرة ، فرد عليه قداسة البابا منفعلاً ومستنكراً ترديد مثل هذه الأسئلة من الصحافيين والتى بدورها تعمل على الترويج لهذه الإفتراءات . مرّ على هذا السؤال ما يقرب من عشرين عاماً ، و مازالت المحاولات مستميتة لتشويه صورة الكنيسة القبطية وقيادات الكنيسة و التحريض ضد الأقباط .
كان أحدث هذه المحاولات البائسة- ولن يكون آخرها- تلك التمثيلية الهزلية على قناة الجزيرة صوت الإرهاب وراعيته ، والتى بطلاها عوا والمنصور ، التى لم يتبين لنا فيها من هو المذيع و من هو الضيف ، إنما دار الحديث كتمثيلية تتوزع فيها الأدوار ، أو كوصلة رقص مبتذل يتبارى فيها كل من الراقصة و الطبال فى إظهار موهبته وموهبة الآخر ، يغيّر كل منهما موقعه حتى ما عاد هناك فرق بين من هو الراقصة و من هو الطبال .
إمتلأت الحلقة أو الوصلة (بكلام كبير قوى ) مثل تغول الكنيسة ، و إحتلال المناصب العليا ، و التخطيط الممنهج ، والبؤر (إشارة إلى الكنائس والأديرة) ، والمتفجرات (إشارة إلى لعب أطفال ) ، و حقوق الأغلبية ، و دولة داخل الدولة (وقد أضاف عوا أنها إمبراطورية داخل الدولة ) ، والتجهيز لمحاربة المسلمين ، والإنفصال ... و غيرها من مفردات مزيج الإرهاب بالجنون .
لن نلوم على هذا العوا ، فمنذ قضية وفاء قسطنطين و حالته تستدعى الشفقة ، ولن نلوم على ذلك المنصور الذى يبث برنامجه من القاهرة ويتقاضى راتبه من أموال دولار النفط الخليجى ، حيث كل شئ له مزاد و قابل للبيع .
إنما و حتى هذه اللحظة لم نسمع أى رد فعل أو تعليق من المؤسسة الرئاسية ، أو مجلس الوزراء ، أو وزارة الداخلية ، لم يعلق على الأمر جهاز أمن الدولة ، أو حتى مسئول الملف القبطى بالجهاز و كلهم يعرفون دبة النملة بالكنائس و الأديرة .
إن ما ادعاه عوا و المنصور وإن كان يتهم الكنيسة المصرية بالخيانة العظمى ، فهو فى ذات الوقت يضرب مصداقية و قدرات و وطنية مؤسسات مصرية أخرى لها إحترامها وتقديرها مثل الجيش المصرى و المخابرات المصرية . بل ربما قصد بإتهاماته بتراخى الدولة ما هو أبعد من ذلك ، و هو ما يضعه تحت طائلة القانون .
كنا و مازلنا ننتظر من النائب العام التحقيق فى مزاعم و أكاذيب عوا و المنصور المريضة ، فإن لم يثبت ما زعماه ، ولن يثبت لأنه ما هو إلا محض خيال مريض ، فإن محاكمتهما واجبة .
على الدولة و الحزب الوطنى الذى يتغزل فيه بعض رجال الكنيسة ليل نهار الرد بقوة .
على الصحافة المسماة بالقومية الكف عن مهاترات صورة الرئيس بالبيت الأبيض ، وهل كانت الصورة فى المقدمة أم المؤخرة ، و تقوم بتبرئة ساحة الدولة و ساحة الكنيسة من تخاريف عوا و المنصور .
فليس على الكنيسة أن تدافع عن نفسها وإلا فهو قبول و إعتراف أنها فى وضع المتهم .
كنا و مازلنا ننتظر أن يخرج علينا أحد علماء الأمراض النفسية و العقلية كالدكتور أحمد عكاشة ، ليفسر لنا حالة عوا و المنصور و إخوانهم ، وهل من أمل فى الشفاء . |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|