CET 00:00:00 - 22/09/2010

صحافة نت

إيلاف - كتب:صبري حسنين

اعتبر أعضاء التيار البرادعي إغلاق قناة "أوربت" حلقةً في سلسلة طويلة من إجراءات التضييق على وسائل الإعلام ومحاولة ترويضها، كلما اقتربت الإنتخابات البرلمانيَّة والرئاسيَّة، فيما رآها التيار الإخواني إجراءًا لإرهاب وسائل الإعلام وتطويعها لتشويه صورة الجماعة في حين لم يذهب التيار المستقل إلى أبعد من كونها أزمةً تجاريَّةً، ليس أكثر.

القاهرة: تباينت تقييمات وتحليلات التيَّارات السياسيَّة المصريَّة المختلفة لأزمة إغلاق استديوهات قناة "أروبت"، حيث اعتبرها أعضاء التيار البرادعي حلقة في سلسلة طويلة من إجراءات التضييق على وسائل الإعلام ومحاولة ترويضها، وسد نوافذ الحرية، كلما اقتربت الإنتخابات البرلمانيَّة والرئاسيَّة، فيما رآها التيار الإخواني إجراءًا لإرهاب وسائل الإعلام، وتطويعها لتشويه صورة الجماعة وأعضائها المرشحين في الإنتخابات، وأنَّه تم البدء بـ"أوربت" على الرغم من أنَّ القائمين عليها مقربين من النظام، في حين لم يذهب التيار المستقل إلى أبعد من كونها أزمةً تجاريَّةً، ليس أكثر، وهو ما أكَّدت عليه الرموز الإعلاميَّة في القناة.

وفقاً لجورج إسحق القيادي بالجمعية الوطنيَّة للتغيير الَّتي يترأسها الدكتور محمد البرادعي، فإن النظام سيتخذ العديد من الإجراءات الَّتي من شأنها إرهاب وسائل الإعلام، حتَّى لا تمتلك الجرأة لنشر ما سيحدث في الإنتخابات البرلمانيَّة أو الرئاسيَّة من عمليات تزوير واسعة النطاق، خصوصًا في ظل إلغاء الإشراف القضائي عليها.

وتوقَّع إسحق إقدام النظام على اتخاذ المزيد من الإجراءات الَّتي يكون ظاهرها إداريًّا، في حين أنَّ باطنها سياسيًّا، مشيرًا إلى أنَّ الحزب الحاكم يعلم أنَّ المواطنين والمعارضين والإخوان يعولون كثيرًا على الصحافة الحرَّة والفضائيات الجريئة في مراقبة الإنتخابات، وفضح أيَّة تجاوزات، ولذلك يحاول أنّْ يبعث لها برسائل انذاريَّة.

وفي الوقت نفسه، دعا إسحق إلى التروي في الحكم على الأزمة، خصوصًا أنَّها حتَّى الآن ما زالت تسير في أطار الخلافات الماليَّة، وأضاف "لعل النظام يخيب ظننا هذه المرة".

وبحسب وجهة النظر الإخوانيَّة، فإن النظام يستخدم القنوات الفضائيَّة لضرب الجماعة، وقال النائب، محسن راضي، عضو الكتلة البرلمانيَّة للإخوان المسلمين: "النظام يعتبر "الإخوان" عدوه الأوَّل، ويحاول بشتى الوسائل إرهاب أعضائها، من خلال الإعتقال وممارسة الضغوط عليهم في وظائفهم أو أنشطتهم التِّجاريَّة، ويقود حملة ضخمة لتشوية صورتهم أمام الرأي العام قبيل الإنتخابات البرلمانيَّة، ويستخدم في ذلك صحفًا وقنوات فضائيَّة، ويحاول تقليم أظافر الجميع، حتَّى يفكر الجميع مليون مرة قبل الإقدام على قول الحق أو فضح تجاوزاته الَّتي ستحدث في الإنتحابات البرلمانيَّة المقبلة، من أجل عدم تكرار ما حدث في انتخابات 2005، الَّتي حصلت فيها الجماعة على 88 مقعدًا.

وحول ما يقال من أنَّ قيادات "أروبت" مقربون من النظام الحاكم، قال راضي إنَّ ذلك لم يشفع للقناة لدى النظام، الذي يتعامل بالمثل القائل: "إضرب المربوط يخاف السايب"، موضحًا أنَّ إجراء إغلاق الإستديوهات يبدو في ظاهره أنَّه خلافًا ماليًّا، إلاَّ أنَّه يحمل رسالة إلى القائمين على القناة، وباقي القنوات مفاداها أنَّه عليهم الإستمرار في تشويه صورة الإخوان أكثر وعدم التعاطف معهم مهما حدث.

فيما جاءت نظرة الدكتور، عمار علي حسن، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط السياسيَّة والإستيراتيجيَّة، للأزمة مغايرًا تمامًا لوجهتي النظر السابقتين، معتبرًا أنَّها أزمةً ماليَّةً بحتة، ولا يجب النظر إليها بأبعد من ذلك، واستبعد أنّْ تكون لها خلفيات سياسيَّة على الإطلاق، وأوضح قائلاً: "إنَّ الأخوين عماد وعمرو أديب القائميين على إدارة القناة معروفان بقربهما من السلطة، حيث يرتبط الأوَّل بعلاقة وطيدة وشخصيَّة مع مؤسسة الرئاسة، ويظهر ذلك في توجهات برامج القناة الَّتي تصب في صالح النظام الحاكم دائمًا، وخصوصًا برامج التوك الشو، فمثلاً درجة سخونة الحوار والقضايا المطروحة في برنامج "القاهرة اليوم" لا تصل إلى درجة سخونة برامج أخرى على قنوات أخرى مثل "90 دقيقة"، أو "العاشرة مساء".

وتابع: "غالبية العاملين في القناة من المذيعين المتنفذين والمقربين من السلطة، وليس المعارضين، ويعتبر أحمد موسى الذي يشارك في برنامج "القاهرة اليوم"، خير مثال على ذلك، فهو معروف بقربة الشديد من الأجهزة الأمنيَّة، كما أنَّ حمدي رزق الذي يقدِّم فقرة بالبرنامج مقرَّب من السلطة، ويترأس تحرير مجلة المصوِّر الَّتي تشن هجومًا لا ينقطع على الإخوان، ولعل مواقف عمرو أديب من العديد من القضايا السياسيَّة، تؤكِّد أنَّ القناة تقف مع النظام في خندق واحد، بدعوى الحفاظ على الأمن القومي، لذا من غير الوارد على الإطلاق أنّْ تكون للأزمة أيَّة أبعاد سياسيَّة، بل إنَّ النظام في حاجة ماسة في الوقت الراهن إلى برامج "أوربت" للترويج للحزب الوطني، من خلال الهجوم على الإخوان وتشويه صورتهم، وتسفيه دعاوى الدكتور محمد البرادعي إلى تعديل الدستور، وتحقيق أجواء نزيهة قبل إجراء الإنتخابات البرلمانيَّة المقبلة.

وحول تفسيره لتدخل الرئيس مبارك في الأزمة الَّتي وقعت في نهاية العام 2009، وعدم تدخله في الأزمة الحالية، قال حسن المعروف بآرائه المستقلة وعدم انتمائه لأي تيار سياسي: "الرئيس مبارك في العام 2009، يختلف تمامًا عن العام 2010، حيث أنَّه لديه ظروف صحيَّة ومشغوليات سياسيَّة خارجيَّة، جعلته منعزل عن مجريات الأمور الداخليَّة إلي حدٍ ما، ولم يعد يملك ترف الوقت لكي يتابع أزمةً صغيرةً مثل أزمة "أوربت"، ولعل من اتصلوا به في الأزمة الأولى يحاولون الإتصال به حاليًّا، ولعلهم يخشون إحراجه مرَّة أخرى، خصوصًا أنَّ المشكلة ماليَّة في الأساس، وكان في مقدور إدارة القناة تجاوزها وسداد المتأخرات.

ورفض الكاتب الصحفي، حمدي رزق، رئيس تحرير مجلة المصوِّر والمذيع بالقناة التعليق على الأزمة، وقال إنَّه يقدِّم فقرة الصحافة ببرنامج "القاهرة اليوم" فقط، وليس مخولاً بالحديث لأيَّة جهةٍ إعلاميةٍ، مشيرًا إلى أنَّه يتابع التطورات من خلال وسائل الإعلام.

ومن جانبه، أثني الإعلامي، جمال عنايت، على تغطية "إيلاف" للأزمة، ووصفها بـ"المهنية والمحايدة"، ورفض تحميل الأزمة أكثر من حجمها الطبيعي، معتبرًا إياها "مجرد خلاف تجاري، لا يحتمل أيَّة خلفيات سياسيَّة".

وأوضح عنايت الذي يقدم برنامج "على الهوا" بالقناة، أنَّ المسألة السياسيَّة في الأزمة مستبعدة تمامًا، وبرَّر ذلك بالقول: "يتسم القائمون على البرامج بالقناة بالمهنية العالية، والقدرة على إدارة الحوار بما لا يحدث تجاوز في حق أي إنسان، ولو افترضنا أنَّ هناك من أصابه الغضب بسبب نقد تعرَّض له، فبالتأكيد لن تصل درجة غضبه إلى حد إغلاق القناة، ولو كان الأمر كذلك فما ذنب برنامج غير سياسي مثل "أرجوك أفهمني".

وأكَّد أنَّ هناك مفاوضات تجري حاليًّا بين إدارتي "أوربت" و"مدينة الإنتاج الإعلامي"، من  أجل إحتواء الأزمة، وعدم التصعيد، لكنَّه لم يحدد موعدًا لإنتهاء المفاوضات، واعادة بث برامج القناة، قائلاً إنَّ ذلك يعتمد على مدى مرونة الجانبين، متوقعًا عدم بث البرامج اليوم وغدًا على أكثر التقديرات.

وفجَّر عنايت مفاجأة بترجيحه أنّْ يكون: "هناك طرف ثالث، مستثمر مثلاً "منظر أو حاطط عينه" على إستديوهات "أوربت"، ويحاول النفخ في النار، لتزداد اشتعالاً  من أجل انهاء التعاقد، حتَّى يتمكَّن هو من تأجيرها، خصوصًا أنَّها استديوهات ضخمة".

وفي السياق ذاته، استمر إغلاق استديوهات القناة لليوم الثالث على التوالي، وإيقاف برامجها، وسط توقعات باستمرارها ليومين أو ثلاثة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع