بقلم: جرجس وهيب
كثير من الأجهزة فى "مصر" ترى ضرروة وجود طرف قوى "المسلمون" وطرف ضعيف "المسيحيون"؛ لأن وجود طرفين بنفس القوة سيخلّف مشاكل كبيرة لا يحمد عواقبها.. فهذه الأجهزة لم تبحث عن حل لمشاكل الاحتقان الطائفي، والحلول بسيطة وموجودة ويمكن تطبيقها بمنتهى السهولة واليسر، فى مقدمتها: إقرار القانون الموحَّد لبناء دور العبادة الذى سيقضى على 90% من المشاكل الطائفية، وتفعيل القانون الرسمي وتطبيقة بدون أى حسابات أخرى، وهى الطريقة التى تتبعها الدولة الآن، وخاصة فى المشاكل الطائفية من أحداث معادلة فيمن يتم القبض عليهم، فى حين أن 99 % من الحوداث الطائفية يكون الجانب القبطى هو المعتدى عليه والمغتصب حقه، ومع هذا يتم إلقاء القبض على مجموعة من المسيحيين لامتصاص غضب الجانب المعتدي!! مما أدى إلى استباحة حقوق الأقباط وعدم الخوف من القانون.
ولكن فى الآونة الأخيرة بدأ المسيحيون والكنيسة التحدث بصراحة، وفضح الممارسات الخاطئة ضد الكنائس، مما أدى إلى غضب بعض الأجهزة التى ترى لابد من وجود طرف ضعيف وقوى؛ فلذلك اشتد فى الآونة الأخيرة الهجوم المنظم من بعض الجهات واعتقد إنها منظمة، فمنذ فترة قريبة ظهرت بعض الفيديوهات المصوَّرة بتقنية عالية لبعض الفتيات المسيحيات التى أشهرن إسلامهن فى بعض المواقع الإليكترونية من أجل كسر نفس المسيحيين، وأنا شخصيًا كان ظهور الفتيات مؤلم لى للغاية؛ لأننى أعرف أن مثل هؤلاء الفتيات لم يشهرن إسلامهن عن اقتناع بالدين الإسلامى الذى له كل الاحترام والتقدير، بقدر وجود علاقات عاطفية وغرامية وراء الإشهار وستكون نهاية الفتيات مثل سابقهين من العودة للمسيحية، ورفع قضايا لتغير الديانة مثل ما يحدث الآن..
وبالتأكيد يقف وراء من أشهرن إسلامهن منظمات إسلامية، كما أن خروج الفيديو بشكل تقنى عالٍ يؤكد ذلك. كما شهدت "القاهرة" وبعض عواصم المحافظات بعض المظاهرات التى تطالب بتسليم زوجة كاهن "دير مواس" على اعتبار إنها مسلمة، وتخلل المظاهرات التفوه بألفاظ قاسية ضد قداسة البابا لأول مرة فى "مصر". وعلى الرغم من ظهور السيدة "كاميليا" بتصوير فيديو تنفى إشهار إسلامها، وتكذِّب كل ما قيل، استمرت المظاهرات.
وجاء مسك الختام الأسبوع الماضى ببرنامج "بلا حدود" على قناة "الجزيرة" بخروج الدكتور "محمد سليم العوا"- الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس جمعية "مصر" للثقافة والحوار- والذى كنت أعتقد خطئًا إنه عالم دين مثقَّف ومعتدل وأمين فيما يقوله. ولكنى وجدته أشد عدوانية ضد المسيحيين والكنيسة من زعيم تنظيم القاعدة، ويمارس أقصى درجات التحريض ضد المسيحيين من خلال مجموعة من الأكاذيب والافتراءات. فإدَّعى أن السيدة "وفاء قسطنطين" مسلمة، وأن جميع الجلسات التي عقدها الرهبان والقساوسة معها لم تسفر عن شيء وظلت علي إسلامها حتى الآن، وأن الدولة ضعيفة أمام الكنيسة، وأن السلاح الذي يأتي به القبطي ويخزنه في الكنيسة لا معني له إلا إنه يستعد لاستخدامه ضد المسلمين، وإنه تم ضبط أسلحة مورَّدة للكنيسة من "إسرائيل"، وأن الكنيسة تخفي المتنصرات، وتخطف وتعذب الذين يشهرون إسلامهم، والكنيسة تستقوي بالخارج. واتهم الدولة بالضعف وعقد صفقة مع الكنيسة بحيث تؤيد التوريث مقابل تحقيق منافعها!!
مجموعة من أشد الاتهامات التى توجَّه للكنيسة فى تاريخها، ودعوة صريحة للتحريض العلنى وإثارة العامة ضد المسيحيين والكنائس. وللأسف الشديد صدرت من رجل دين من المفترض أن يكون أمينًا فى كلامه، ومدققًا فيه.. فكيف تدخل الأسلحة للكنائس والكنائس محاصرة بالأمن؟!! ومتى وأين استوردت الكنيسة الأسلحة من "إسرائيل" العدو الأول لـ"مصر"؟!! قمة التحريض!! ومتى استقوت الكنيسة بالخارج؟ ومتى خطفت الكنيسة من أشهرن إسلامهن؟
فأطالب الكنيسة والمحامين الأقباط بعدم التنازل عن القضايا التى تم رفعها ضد الدكتور "العوا" وقناة "الجزيرة"، إلا بعد ظهور الدكتور فى نفس القناة وبنفس البرنامج لينفى ذلك ويؤكد كذبه. وفى المقابل أدعو جميع الإخوة المسلمين بزيارة مختلف الكنائس والأديرة بمحافظة "بنى سويف"، وفى أى وقت؛ للتأكد من كذب وافتراءات "العوا" و"منصور"، والذى يُكن كراهية غير عادية لـ"مصر"، ويتمنى لها الدمار والخراب.
كل هذه الحوداث والافتراءات تدعونا جميعًا لنسأل: هل هو هجوم منظم ضد الأقباط والكنيسة؟ أم إنها مصادفة؟ وأنا أجزم إنه هجوم منظم من قبل البعض بمعاونة بعض أجهزة الدولة.
|
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت | عدد التعليقات: ١٣ تعليق |