توافد المئات ـ الثلاثاءـ علي ضريح الرئيس جمال عبدالناصر بمنشية البكري في ذكراه الأربعين، وكان في مقدمتهم المشير حسين طنطاوي - وزير الدفاع - الذي حضر نيابة عن الرئيس حسني مبارك ووضع إكليلاً من الزهور علي قبر عبدالناصر، وكان أبرز الحضور الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وعلاء مبارك ومختار خطاب وسامح عاشور وحمدي قنديل وحمدين صباحي ومصطفي بكري وأمين إسكندر ويوسف القعيد وحسين عبدالغني وأبناء الرئيس عبدالناصر هدي ومني وعبدالحكيم، فيما تغيب الدكتور خالد عبدالناصر بسبب ظروفه الصحية الصعبة.
ونظم العشرات من شباب الناصريين وحزب الكرامة وقفة احتجاجية أمام الضريح استمرت لمدة نصف الساعة، رفعوا فيها بوسترات لعبدالناصر وهتفوا قائلين : آه يا جمال وباقولها بحسرة.. باعوا القدس وباعوا البصرة، وآه يا جمال يا عود الفل.. من بعدك ورونا الذل، قول يا ناصري إيه أفكارك يسقط يسقط حسني مبارك.. لا لمبارك أب وابن.. لا للفردة والاستبن !
وكان المشير حسين طنطاوي قد حضر مبكراً، بينما مكث علاء مبارك لمدة نصف الساعة وعند خروجه التقي محمد حسنين هيكل أثناء انتظارهما ركوب السيارة، ووصف عبدالحكيم عبدالناصر زيارة علاء مبارك بأنها زيارة كريمة وأضاف : هذه ليست المرة الأولي التي يشاركنا فيها علاء مبارك هذه المناسبة ودار بيني وبينه حوار خاص وأبلغني تقدير الرئيس مبارك وإعزازه لجمال عبدالناصر وأنه زعيم بحق، وكذلك المشير حسين طنطاوي نقل تحيات القوات المسلحة لروح الرئيس عبدالناصر، كما أن المشير عادة ما يشاركنا هذه المناسبة ويعتبر نفسه من تلاميذ عبدالناصر، أما الأستاذ هيكل فهو فرد من أفراد الأسرة.
من ناحية أخري رفض هيكل الحديث لوسائل الإعلام خاصة بعد الضجة الكبيرة التي تسببت فيها واقعة فنجان القهوة المسموم الذي قدمه الرئيس السادات لعبدالناصر قبل وفاته بثلاثة أيام، بينما سيطرت الواقعة علي مناقشات أغلب الحضور.. وفي تصريح لـ«الدستور» قال سامي شرف - سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات - تعليقاً علي واقعة فنجان القهوة : كل واحد يقول اللي عايز يقوله.. هو الكلام بفلوس؟ «محدش يقدر يكمم حد.. وأنا اللي عندي قلته وكتبته ودلوقتي أنا اعتزلت العمل العام ومش ح اتكلم تاني».
ووصفت مني عبدالناصر الهجوم الذي يتعرض له والدها من وقت لآخر بأنه مجرد كلام، لكن عبدالناصر سيظل موجوداً رغم ما يفعلونه، فعبدالناصر موجود معنا، وكفاية إني أشوف الشباب في ذكراه الأربعين.
وقال الإعلامي حمدي قنديل : نتذكر عبدالناصر كأنه مات بالأمس، ونتذكر الاستقلال ونحن في عصر التبعية، نتذكر الوحدة في أيام الانقسام والفرقة، وإذا كان عبدالناصر رحل بجسده فهو باق بروحه وفكره.
أما حمدين صباحي - عضو مجلس الشعب - فأكد أن الظروف التي تعيشها مصر الأن من انتشار للفساد وضياع لحق الفقراء واستيلاء رجال الأعمال علي كل شيء وانهيار دورينا العربي والإفريقي، كل هذا يؤكد أننا في حاجة لاستعادة آراء وأفكار عبدالناصر |