بقلم: أماني موسى
تبدأ حكايتنا واللي هي حكاية كل ست مصرية وبنوتة كمان، تكون في صباها أخر رقة ودلع ودلال لحد ما تخطف قلب الفارس ابن الحلال، اللي يستتها ويهنيها ويخلي أيامها عال العال وهي كمان تبسطه وتفرفشه وتشاركه في حياته وتشيل من على قلبه الهموم تلال.
بدأت قصتنا مع الست دلال وكانت فعلاً اسم على مسمى وكل اللي يشوفها يبارك ويسمي على أجمل وش وأجمل خصر نحيل مياس اللي دوب ياما قلوب ناس، والشعر الليل بطول الخيل واللي يتقال فيه مواويل، وعيونها عيون المها ووقت ما تبص لها تحس بسحرها وأنك خلاص دوبت في حبها.
وفعلاً داب وسلم الأستاذ "خميس" المتيم وراح للبيت وأتقدم، ووقتها الكل بيه رحب لأنه موظف حكومي وبيه.
وأخيراً وبعد قصة حب ملتهبة ولا كأنهم عنتر وعبلة أتجوز "خميس" من ست الحسن والجمال "دلال" وأتهنوا أول شهرين وكان كل أسبوع بينتهي بالخميس المدلل نسبة طبعاً لخميس ومراته دلال، وبعدها جابوا العيال وطبعاً حبهم لبعض مقلّش بس في نفس الوقت ما زاد، أصل الحياة بتلهي والدنيا بقت مزاد ومفيش مكان فيها لكسلان ولا خيبان والكل بيجري ورا رزقه لهثان، لكن الحل إيه يا جماعة؟؟ والحياة الزوجية دي زي الشجرة محتاجة اللي يرويها وينميها وإلا تدبل وتموت في الحال!!
واللي حصل للست دلال زي كل مصرية بتبقى أم العيال يتبدل حالها وتهمل جوزها وبيتها ولا تفكر غير في أكل وشرب ودروس العيال!!
وكان كل خميس يجي يستناه عم "خميس" بفارغ الصبر عشان يرجع أيام زمان وياخد حظه من الرقة والدلع والحنان ويمني نفسه بيوم وردي وبمبي من اللي كان..... لكنها بقدرة قادر بتتحول لليلة سودا بلون البادنجان، لأن الست دلال كانت شايفة أنه مفيش أهم من العيال وأن التفاهة دي مالهاش لزوم هما مش خلاص جابوا العيال؟؟
وزهق عم خميس وطق وكره يوم الخميس من القلب، وكتير كلم دلال وقالها متقطعيش بيننا الوصال ..... لحسن العيشة بيننا تبقى محال... لكنها في كل مرة كانت تقوله طيب وأعمل إيه في العيال؟؟
وفضل بينهم الحال ماشي زي ما هو.... هي بيضيع يومها بين الحِلل والطبيخ والتقالي ومذاكرة العيال اللي طول النهار منها بتلالي وفي أخر اليوم يجي خميس اللي بقى علطول تعيس وفي وجودها حاسس بغيابها وبيدور على الونيس،،، لحد ما في يوم رجع خميس من شغله لقاها بدر منور في سماه.... بتستقبله ببيجامه هدية وحضن كان من زمان نساه،، ففرح وقال لها فكرتيني بأيام زمان... أيام ما كنت عريس.
وسكت لحظة وقال لنفسه خير يا ترى إيه اللي اتغير؟ ولا أخيراً دلال بقت فيا بتفكر؟؟ وفجأة لقي دلال بتنادي (ياللا يا حبيبي... أوضة العيال بتنادي... عشان هتقضي هناك بس الليلة دي.... ففرح خميس وقال أهو بردوة التغيير شيء مفيد وإيجابي.... وفجأة بص في الصالة لقى ست غريبة أول مرة يشوفها وعمالة تبكي وتنوح!!
فبص خميس ودقق وبص لمراته وتنح، مين دي يا دلال؟؟ فقالت له دي الست عنايات بنت عمة أخت مرات خالة جوز بنت ابن خالي... أصل جوزها المفتري اتخانق معاها وطلقها.... تخيل؟
فبص لها وقال (معاكي حق.. هي الأبقى ليكي وحل مشكلتها أفضل) ومرت شهور والست عنايات عندهم قاعدة، وكمان دلال لسة في مكانها ثابتة لا بتقدم خطوة ولا بتأخر... بس يا خسارة الدنيا من حواليها بتتغير وكمان صبر جوزها بقى قليل.
وفي يوم كان مكسي باللون الأسود لقيت دلال من جوزها مرسال بيقولها أن العيشة معاها بقت محال وأن صبره عليها طال من غير أي أمل وعشان كدة وجب عليه الترحال ودلوقتي عايش أحلى أيامه مع عنايات في الحلال ووصاها أنها تخلي بالها من العيال والحنفيات والكوالين وطالبها متظلموش وتحس منه بالغدر والأنين.
عادي في بلادي: تكون الست أول جوازها ست الحسن والجمال والدلال وبعد كم سنة بتبقى الحياة معاها سجن وإذلال!! |