CET 00:00:00 - 10/10/2010

حوارات وتحقيقات

* "سعيدة عبد السيد":
- ثمانية وخمسون عامًا بجلباب الرجل، ولم أندم، ولن أفكر يومًا أن أخلعه.
- أعمل بملابس الرجال منذ أربعين عامًا في مستشفى حكومي.
- عملت ثلاثين عامًا فى ختان الإناث، واقتعت أخيرًا بأضراره، ولم أقم بإجراءه منذ عشر سنوات.
- الأسرة هى سبب ضعف "البنت" فى المجتمع.
- أمنيتي الوحيدة أن أرى أولاد أخي ناجحين، وأن أموت وسط أهلي.

أجرت الحوار: تريزة سمير- خاص الأقباط متحدون

أصبحنا نعيش في مجتمع يرفض وجودنا، ومع ذلك نستمر في مقاومته، مجتمع يرفض المرأة ويقهرها. ورغم الجهود والمحاولات التي تُبذل للتقليل من حدة هذا القهر، إلا أنه مستمر بداخل مجتمعنا المصري. 

"الأقباط متحدون" تقدِّم امرأة تعيش بداخل جلباب الرجل منذ (58) عامًا، دون أن يكون السبب هو الهروب من تار أو قضية أو أي خطر يهددها، إلا كونها أنثي في مجتمع يلتهم أفراده هذا الكائن.. امرأة تركت أنوثتها، ونسيت حلم الأمومة، وأعلنت قوتها،  وأخذت قرارًا بالعيش بملابس الرجل للهرب من كل خطر يهددها، محتمية بملابس الرجال.

"سعيدة عبد السيد"- 71 عامًا- من إحدى قري الصعيد.. ملامح أنثي.. قوة رجل.. قلب طفل. حاورتها صحيفة "الأقباط متحدون"  لتعرف ما تحمله "سعيدة" من هموم وأفكار وأحلام..

* في البداية ما سبب ارتداءك لملابس الرجال؟ وكم كان سنك عندما أخذت هذا القرار؟
لبست "جلبية الرجل" بعد موت أبي، لأنى كنت أريد أن أعوِّض أمي لحبي الشديد لها. كان عمرى عندما خلعت فستاني ولبست هذا الجلباب (13) سنة، فقد كان هذا الجلباب يحميني من طمع الرجال لعملي بالأرض فى الليل والنهار.

* منذ (58) عامًا كان الزواج في الصعيد يبدأ من (12) سنة.. ألم تفكري في الزواج، وفي حلم الأمومة الذي بداخل أي امرأة؟
لم أفكِّر مطلقًا في الزواج، كان هدفي أن أكون بجانب أمي وأعوضها، وكان أخي أصغر مني. وبالنسبة لحلم الأمومة، أنا حاليًا "أم وأب" لأولاد أخي.

* عملتي في ختان الإناث فترة من حياتك.. كم كانت هذه الفترة؟  وكيف عزمتي علي عدم ممارستها، وبفضلك أصبحت القرية من القري الأولي التي تقضي علي هذه العادة؟
عملت ثلاثين عامًا في ختان الإناث، وأخذت قرار عدم إجراء عمليات الختان منذ عشر سنوات.

عندما اجتمعت لجنة البلد وكهنة الكنيسة، كنت رافضة في البداية،  وكنت أقول لهم: "ها تقطعوا رزقي"، وبعد الكثير من الندوات عرفت تأثير ختان الإناث وأضراره علي البنت نفسيًا وصحيًا، واقتنعت تمامًا، ووقَّعت علي الوثيقة بعدم إجراء أي عملية ختان.  ومنذ ذلك الحين لم أقم بإجراء عملية واحدة رغم أن هناك من جاء يطلب مني هذا من خارج القرية، والبعض كان من "العراق". رفضت هذا لأني أخذت القرار أمام الله، وقمت باقناعهم بأن ختان الإناث له أضرار عديدة، وبالفعل كانوا يقتنعون.

* بطاقتك تعلن هويتك الحقيقية علي عكس ما تظهري به.. هل تواجهك مشاكل مع الحكومة أو رجال الأمن نتيجة لهذا التناقض؟
الحمد لله، لم يطلب مني أي رجل أمن إظهار بطاقتي، وعملت (40) عامًا في مستشفي حكومي، وكانوا يعرفون إني بنت بجلباب رجل، ولكن عندما أذهب إلي بنك الائتمان الزراعي أو المحكمة للشهادة، أرتدي لبس المرأة.. وأكملت ضاحكة "عندي فستان بلبسه قبل ما أدخل على طول، وأخلعة أول ما بخرج من عندهم".

* منذ (58) عامًا بملابس الرجال.. هل ندمتِ في أي وقت؟ وهل يمكن أن تخلعيه يومًا ما؟
لم أندم مطلقًا علي هذا القرار، ولن أخلعه مطلقًا، وسأقضي باقي العمر بهذا الجلباب.

* هل هذا يعني رفضك لجودك كأنثي؟
بالنسبة لي الرجل كالمرأة، ولا فرق عندى أن أكون رجل أو امرأة، فأذهب لأداء الواجب الإجتماعي سواء في الأفراح أو العزاء بهذا الجلباب، وأجلس مع الرجال كرجل، والجميع يحترمني ويتعامل معي كرجل، ولم يعاملني أحد كأمرأة.

* وصلت المرأة اليوم إلى أعلي المناصب، وأصبح لها مكانة علي عكس ما كان فى الماضي.. من وجهة نظرك ما هي الأشياء التي تعوق المرأة في الصعيد؟
فى الصعيد الست ضعيفة، ومازال أمامها عوائق وظلم، ومنها أن تعمل في كل المهن كالرجل، وأن تكون قائدة، وأن تستطيع أخذ ميراثها من أسرتها، فالأسرة هي سبب ضعف البنت في المجتمع؛ لأنها تعيش بدون الحصول علي حقوقها، ولا تستطيع المطالبة بهذه الحقوق.
* بنات اليوم يختلفن عن بنات الخمسينيات، لو كنتِ في الوقت الحالي، هل كنت سترتدين نفس الجلباب؟ 
البنات حاليًا أصبح حالهم أفضل في التعليم والعمل، ولكن لو رجعت نفس ظروف الماضي، سأعيش مرة أخري بداخل جلباب الرجل.

* ما هي أمنياتك؟ وأحلامك؟؟
أمنيتي الوحيدة أن أرى أولاد أخى ناجحين، وأن أموت وسط أهلي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٧ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق