بقلم: صفوت سمعان يسى ففي "مصر" منذ دخول الإسلام السياسي على الساحة السياسية المتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والسلفية والتكفير والهجرة فى نهاية سبعينات القرن الماضي، ظهرت موجات من الكراهية للفصيل الآخر فى الوطن، وتمثَّلت فى أعمال العنف الطائفي العنيفة مثل "الخانكة" و"الزاوية الحمراء". كما تمثَّلت نوبة الكراهية فى ميكروفونات جوامع وزاويا قرية "الكشح" التى روَّجت الإشاعات بأنهم سمموا المياه وقتلوا وضربوا المواطنين المسلمين فى تهييج وإثارة الغوغائيين. وكان من نتيجتها قتل اثنين وعشرين قبطيًا بلا ذنب أو جريرة سوى تواجدهم أثناء إطلاق نوبة الكراهية، ومن المؤسف إنه لم يُحاكم أى شخص حتى لو واحد؛ بسبب تواطؤ المباحث فى تمييع القضية.. فموجة إطلاق الذقون، واللبس الأفغاني، ثم ظهور موجة حجاب كل نساء "مصر"؛ كان نتيجة للمد الوهابي المدعوم بالبترودولار، والمدعوم سياسيًا من الإخوان المسلمين لإظهار قوتهم وانتشارهم على حساب الهوية المصرية. ولا يمكن أن ننكر أن ظاهرة القمص "زكريا" هى نتاج لأعمال وظاهرة الشيخ "الشعراوي" الذى ظن أن من حقه وبمفرده أن يطعن ويشكك فى أديان الآخرين، دون أن يتعرض له أحد. كما أن أحداث "نجع حمادي" المأساوية كانت بسبب نوبة الكراهية التى أطلقها عضو مجلس الشعب "عبد الرحيم الغول" بسبب إعطاء الأقباط أصواتهم لمنافسه، وتمثلت الكراهية فى تصريحه بأنه سينتف شعرة شعرة من ذقن الأنبا "كيرلس"، ثم إلباس حمار ملابس كاهن وإطلاقه فى الشارع مع ضربه بالعصي، وقذف صبيانه الطوب تجاه الكنسية ومحاولة إحراقها وتغاضى السلطة عن تلك التصرفات المشينة!!! أما نوبة الكراهية الأشد إيلامًا التى تنطلق عقب صلاة كل يوم جمعة ضد شخص البابا وشتمه بأحط الألفاظ، وهو ما يعنى شتيمة لكل الأقباط حيث يمثل البابا قيمة دينية وروحية هائلة للمسيحيين، كذلك التمحك فى قضية زوجة الكاهن "كامليا شحاتة" وإطلاق موجات من الكره والشعارات العدائية ضد الأقباط تحت سمع وبصر أجهزة الدولة- إن لم يكن بمباركتها- وكأن قضية "كاميليا" قضية قومية مصيرية، بالرغم من إننا لم نر هؤلاء المتظاهرون يتظاهرون ويحتجون على غلاء الأسعار فى كل شىء، ولم نر نفس الأشخاص محتجين على قتل "خالد سعيد" أو على قتل سبعة شبان فى "نجع حمادي"، أو محتجين على عملية التوريث التى تتم تحت بصر الشعب المصري كله، وكأن "مصر" إقطاعية وملك لمن يحكم "مصر". ولا نغفل أيضًا عن نوبة الكراهية التى تنطلق بمجرد بناء كنيسة أو تجديدها أو الصلاة داخل قاعة أو منزل، ويكون من نتيجتها تدمير وحرق كل تلك الأماكن فى مصادرة حق طائفة مصرية أصيلة فى أقامة الشعائر والصلاة، وهو ما ينص على حمايته الدستور المصري المغيَّب بفعل قوى التطرف. إن إطلاق نوبة الكراهية فى منطقة أو دولة هى مقدمة دائمًا لأحداث دموية طائفية عنيفة، غالبًا ما يدفع ثمنها الطرف الأضعف. وكما شاهدنا أن بعض شيوخ السلفية يتندرون فى خطب الزوايا أن الأقباط كلهم ثلاثة ملايين، ولو قمنا عليهم فلن يأخذوا غلوة فى أيدينا!!! إن المسئول عن إطلاق نوبة الكراهية هى الدولة بكامل أجهزتها، وتتمثل فى الإعلام الممتلئ بالكراهية نحو الآخر، وكذلك التعليم المحشو بتكفير الآخرين وزيادة كرههم له، وفى مناهج التلقين التى تؤدى إلى غياب الفكر وتغييب العقل، وكذلك تقصير الجهات الأمنية فى احتواء والقضاء على نوبة الكراهية والسماح بها وما ينتج عنها من أحداث دموية.. أتمنى أن يطلق المصريون جميعهم نوبة صحيان وكفاهم نومًا، فـ"مصر" بلدنا تحتاج إلى نوبة حب ونوبة عمل ونوبة إتقان ونوبة انتاج ونوبة ونوبة...إلخ. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |