بقلم: ميرفت عياد
كان يا مكان.. فى سالف العصر والأوان.. موظف غلبان.. فى الأرشيف تعبان.. وبقاله سنين بيطلب وينادى، ويكتب فى عرايض وتظلمات.. ولكن أهل الفساد اعتبروه من الأموات.. وفى ليلة من ذات الليالي كان سهران فى الأرشيف.. لأن الأشكيف المخيف.. ريئسه السخيف.. طلب منه يجرد كل الأرشيف.. وكان قاعد بيجرد وهو حزين .. وعينيه بالدموع مليانين.. لحد ما وقع بين ايديه كنز ثمين.. مخطوطة من عصر من العصور.. لواحد اسمه "ابن منافق " .. وبين السطور عرف معلومة غيّرت وجه التاريخ..
إن "على بابا" لما كان يجي يفتح المغارة.. ما كانش بيقول افتح يا سمسم.. لكنه كان بيقول افتح يا أحلى وأطعم سمسم.. واستغرب صاحبنا الغلبان.. وعصى عليه الفهم والبيان.. لكن ابن منافق وضَّح المطلوب.. لما قال إن ده مثال مكتوب.. إن "على بابا" كان بينافق الجني حارس المغارة.. وإن الجني اللى اسمه "سمسم".. كان قبيح الشكل مرعب الهيئة.. وإن اللصوص لما جم يفتحوا المغارة.. رفض الجني "سمسم" يفتح لهم.. لما قالوا له "افتح يا سمسم".. لأنه اتعود على نفاق "على بابا"..
ويعود "ابن منافق"، ويقول: إن "على بابا" كان لسه فى سنة أولى نفاق.. ويضرب مثل ثانى على السندباد البحرى، ويقول: إن السندباد كان عيل صايع.. لا سافر ولا راح ولا جه.. لكنه كان قاعد مأنتخ على شط البحر.. ورمى عليه الموج قمقم.. ولما كان السندباد عيل تلفان.. افتكر القمقم قزازة منقوع صرم.. ففتح الغطا وخرج من القمقم مارد قد الهَرم.. غضبان بينفث نار ودخان.. وقاله ليلتك سودة ومهببة.. ها تموت موتة مرعبة.. ولكن السندباد كان دماغ.. بلف المارد ودهلزه.. لحد ما حكى له حكايته.. إنه كان مارد غلبان.. من اتباع ملك الجان.. وكان شغَّال بما يرضى الله.. لحد ما فى مرة ملك الجان.. أمره إنه يسحر راجل غلبان.. ويحوَّله لأبو قردان.. ويجيب له مراته ورد شان.. لأن ملك الجان.. كان عاشق هيمان.
ولكن الجني الطيب الغلبان.. وقف له وقاله ده حرام ده عدوان.. وهنا هاج ماك الجان.. وكأنه بركان.. وأمر المساعد خششبان.. يمسكه من ايديه ورجليه.. وفى القمقم يعبيه.. ويختم عليه.. ويرمى القمقم فى البحر.
ولأن السندباد كان برم.. عرَّفه الوصفة.. وقاله إزاى يوصل.. قاله تروح لملك الجان.. وتقوله إنك ندمان.. وإنك كنت خايف عليه من الولية "ورد شان" .. لأنها كانت مخاوية زوجته ملكة الجان.. الأميرة "نورهان".. وساعتها تعرف الحكاية كلها.. وألف مين يفتن لها.. وساعتها ها تنتقم منه.. ويصبح ملك الجان.. فى خبر كان.. ويروح الجني ينفَّذ نصيحة السندباد.. ويرجع بعد زمان.. فى نفس المكان.. يشكر السندباد لأنه أصبح وزير الجان.. ويغرقه فى بحر من الذهب.. فيصبح من الأعيان..
ويطلع النهار على صاحبنا الغلبان.. ويصحى على صوت الساعي.. وهو بيصحيه ويفوق من النوم يلقى نفسه ماسك دوسيه فى إيديه.. ولا يعدى النهار.. إلا وهو على الأعتاب.. ينافق باسهاب.. للمدير الجديد اللى لسه داخل من الباب.. ويقوله إن عصره ها يكون العصر الذهبي للمؤسسة.. بعد ما سابها المدير القديم.. اللى كان فى الشغل غشيم.. ويتبسط منه المدير.. ويتبسط أكثر لما يعمله غفير.. ويفتن على الصغير والكبير.. ويعرَّفه دبة النملة.. وزنة الدبانة.. فى المؤسسة الغلبانة.. و"هوب بوب بوب" على رأى "محمد صبحي" يبقى فوق!!
وأدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح.. وهى تفكِّر كيف ستنافق "شهريار" و"مسرور" السياف.. وكل من تخاف.. حتى تمر الليالي العجاف.. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|