مؤسسة حرية الفكر والإبداع: حرية الإبداع صارت مُستهدَفة ومشروطة بعلاقتها بالحياء العام
34 حالة مصادرة للأعمال الأدبية فى "مصر" خلال ستة أشهر فقط
كتب: محمد بربر
كشف برنامج "الرقابة"- التابع لمؤسسة "حرية الفكر والإبداع"- فى تقريره الثالث عن "حرية الفكر والإبداع فى مصر"، حوادث المصادرة للأعمال الأدبية والفكرية والإبداعية خلال النصف الأول من العام الحالي 2010، والذى شهد ما يقرب من (34) حالة انتهاك للحريات، من أشهرها مصادرة رواية "ألف ليلة وليلة" (حيث طالب البعض بمصادرة طبعة "الذخائر" من الرواية بوصفها خادشة للحياء العام)، بالإضافة إلى الإتهام الذى وجَّهه للكاتبة "سهير المصادفة"- صاحبة رواية "لهو الأبالسة"- بالترويج للإباحية والدعوة للرذيلة، حين تقدَّم نائب من جماعة الإخوان المسلمين فى فبراير الماضي باستجواب يطالب بعرض الرواية على مجمع البحوث الإسلامية.
وحسبما أكَّدت جريدة أخبار الأدب كان مجمع البحوث الإسلامية قد أصدر تقريرًا يطالب بمصادرة ثلاثة كتب للدكتور "حسن حنفي"، كما أقرَّ المجمع عدم صلاحية (12) كتابًا لـ"سيد القمني". وتأتى التهم الموجَّهة للدكتور "يوسف زيدان" لتحمل تناقضًا غريبًا إذ وجَّهت له تهمة إزدراء المسيحية بسبب ما جاء فى روايته "عزازيل"، ثم اُتهم فى قضية أخرى بالنيل من الإسلام بعد تحقيقه لـ"مقال النقرس" لـ"أبى بكر الرازي".
وذكر التقرير الذى أعدَّه "أحمد عزت" و"ريهام زين العابدين" وحرَّره "عماد مبارك"- المدير التنفيذي للمؤسسة- ما حدث أبريل الماضي، حين تم اعتقال الناشر الشاب "أحمد مهني"- صاحب إحدى دور النشر، والذى كان بصدد نشر كتاب "البرادعى وحلم الثورة الخضراء" للكاتب "كمال غبريال"، وتم التحفظ على جهاز الكمبيوتر الخاص بالناشر، وبعض الكتب الخاصة بمكتبته قبل أن يُفرج عنه.
وأشار التقرير إلى الواقعة التى حدثت بين جبهة علماء الأزهر والدكتور "جابر عصفور"، والتى نشرتها صحيفة "الأقباط متحدون" وقتذاك. مؤكدًا أن حرية الإبداع صارت مستهدفة ومشروطة بعلاقتها بالحياء العام، وهى علاقة لا تتوافق مع الإبداع، بيد أنها ترتبط بالشق الجنائي بشكل مغاير حسبما جاء فى التقرير. |