بقلم: جرجس وهيب
ونحن مقبلون على انتخابات مجلس الشعب القادمة، والتي ستجري يوم 28 نوفمبر الجاري لابد أن نُقيّم تجربة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب الماضي وكان للجماعة 88 نائبًا.
وجه نواب الجماعة المحظورة طوال السنوات الخمس الماضية جهودهم نحو استراتيجيتهم الراسخة في وجدان كل أعضاء الجماعة المحظورة؛ وهي إقامة الدولة الإسلامية، وطمس معالم الهوية المصرية الفرعونية القبطية، وتحويلها لإمارة إسلامية؛ فعلى مدى 5 أعوام وهي عمر مجلس الشعب المنقضي، سَخَّر نواب المحظورة جهودهم للدعاية للدولة الإسلامية، وأنها المُنقذ الوحيد للمشاكل التي نعيشها، فعلى الرغم من أننا جميعًا نتفق في أن مصر في أسوأ مرحلة على مر التاريخ، واستشرى الفساد والمحسوبية بصورة تفوق الوصف، وأصبح المسئولون يتصرفون في البلاد كأنها "أبعدية" أو "عزبة" مملوكة لهم، وما يعطون للمواطنين هبة منهم، وليست حقوقًا، وغاب عن المشهد تمامًا الجهات الرقابية، والتي تتمثل في مجلسي الشعب والشورى، وأصبحت شكل من أشكال الديكور، إلا أن حل هذه المشاكل لن يكون بالضرورة أن تتحول إلى مصر إمارة إسلامية، فمن الممكن أن تتقدم مصر وهي دولة مدنية علمانية، يتعايش فيها المسلمون، والمسيحيون، وحتى البهائيون، والبوذيون، جنبًا إلى جنب، دون النظر للدين أو الجنس، فالفيصل هو العمل.
فوجه نواب الجماعة جهودهم نحو إقامة المسابقات الدينية الإسلامية، ورصد جوائز قيمة وغالية القيمة لتشجيع الجميع على المشاركة، وإقامة الندوات الدينية بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى دعم مليارديرات الجماعة المحظورة لدور إصدار الكتب الدينية الإسلامية، حتى أن أي شخص يستطيع الحصول على أي مجموعة كتب دينية إسلامية بالتقسيط المريح، وقد يصل إلى جنيه واحد فقط شهريًا! بل يتم إعفاء المستفيد من الدفع أول شهور التعاقد، بالإضافة إلى منح المشترين خصومات كبيرة عند شراء مجموعات كبيرة من الكتب، ومنحهم هدايا قد تصل قيمتها أكثر مما تم دفعه، كما ساهمت الجماعة طوال الخمس سنوات الماضية في أسلمة كل شيء في المجتمع، فظهرت المذيعات المحجبات، والممثلات المحجبات، وظهر الحجاب بين أطفال الحضانة، ووقف أعضاء الجماعة من الطالبات ضد جميع قرارات رؤساء الجامعات المصرية بمنع دخول المنقبات للجامعات، وتمول الجماعة إقامة الدعوات القضائية، على الرغم من إفتاء كبار القيادات الدينية في مصر بأن النقاب ليس من الإسلام، مع هذا يدعمون إقامة الاحتجاجات، بل جرت الجماعة الحزب الوطنى نفسه إلى زيادة الجرعة الدينية، وتنظيم مسابقات دينية، إلا أن الحزب الوطني قلل من ذلك خلال الفترة الماضية عندما أدرك أن من بين أعضائه الآلاف من المسيحيين، كما انحازت الجماعة المحظورة لبعض الدول والأحزاب التي تعادي مصر، فهناك تواصل وارتياح واتفاق في أمور كثيرة بين الجماعة وإيران، كما تدعم الجماعة حزب الله وحماس، (عمال على بطال) وفي كل المناسبات، بل إن الأجهزة الأمنية المصرية ضبطت بعض قيادات حركة حماس وهم في طريقم لقطاع غزة بحوزتهم مبالغ مالية؛ ثبت بعد ذلك أن مصدرها جماعة الإخوان، في حين أهملت الجماعة الشأن الداخلي تمامًا، فأغلب الاستجوابات التي قُدمت كانت بشأن أمور دينية وليست أمور اقتصادية أو اجتماعية، فلم نسمع عن استجواب أو طلب إحاطة بشأن مشكلة البطالة التي استشرت حتى بين بعض التخصصات النادرة، ولا عن الفساد الذي استشرى وأصبح مثل الماء والهواء، ولا عن الفوضى التي انتشرت بشكل مرعب بشوراع جميع مدن وقرى مصر، ولا عن الغلاء الذي وصل لأقصى درجاته، ومعاناة ملايين المصريين، مع ارتفاع الأسعار، وتدني مستوى التعليم، أنا شخصيًا توقعت بعد فوز الإخوان عام 2005 -على الرغم من حزني على فوزهم- إلا أنني توقعت أن يحققوا تغير في المجتمع، وخاصة في ظل التأييد الجارف الذي حظوا به، إلا أنهم خيبوا آمال وطموحات الملايين، من علقوا الآمال عليهم، وعملوا لصالح أجندتهم الرئيسية؛ وهي محو الهوية المصرية، وإقامة إمارة إسلامية بمصر، فأنا أعتقد أن الإخوان حتى لو خاضوا انتخابات حرة ونزيهة؛ لن يحققوا ما تم تحقيقه ولن يحظوا بنفس التأييد الذى حصلوا عليه عام 2005. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|