بقلم: علي البدري
في جولة تفقدية لاتحاد عمال مصر الحر ولقاء بعض من العمال البسطاء والفقراء في مزارع الخنازير بمنطقة منشية ناصر والبراجيل والطريق الدائري (مرسي حنا – صليب عبد المسيح – ملاك رزق - وليم صموئيل – مجدي رق جرجس – وغيرهم) الزيارة كانت لتهدئة العمالة ولتجنب الأخطار ولعدم تطور أحداث العنف التي ارتكبها البعض نتيجة للقرار المتسرع للحكومة بالتخلص الفوري من الخنازير -أجمع عمال تربية الخنازير على أنهم في محنة حقيقية ولا أحد يشعر بهم– يتكلمون عن التعويضات وهذه التعويضات لأصحاب المزارع الأغنياء.. ولكن نحن الفقراء العمالة القاطنة في هذه المناطق منذ عشرات السنين أين تذهب ومن أين تقتات ولا تعرف مهنة أخرى غير تربية الخنازير؟!
وأولادنا يعيشون هنا وفي مدارس بالمنطقة كيف الحال عندما نسمع أنه سوف يتم إزالة هذه المزارع وهذه المنطقة بالكامل؟؟ ألم يفكروا في هذه البشر؟؟ فقد يفكرون من التخلص من الخنازير وتعويض أصحاب المزارع ومالكيها أما نحن العمالة التي تعمل في تربية الخنازير والتي يبلغ عددها ما يزيد عن 60 أو 70 ألف ونقطن في ذات المزارع فلا أحد يفكر من أين نعيش؟؟ أبهذه السهولة يعتقدون أنه يمكن التخلص منّا حقاً أنه ((موت وخراب ديار)) الآن أصبحنا مشردين مطاردين، قابلنا عضوين من مجلس الشعب حيدر بغدادي ومحمد رجب اللذان كانا يقومان بمهمة التهدئة أيضاً.
والآن يتساءل اتحاد عمال مصر الحر عن السر في اتخاذ هذا القرار السريع والغير مدروس والغير محمود العواقب والأخطار الناتجة عنه؟؟ ربما تكون أكثر من الأنفلونزا التي لم تأتي بعد!!
معروف أن هذه المزارع على أطراف المحافظات وأراضيها تقدر بمليارات الجنيهات فإذا كان الغرض هو الاستيلاء على الأراضي وبيعها لمافيا الأراضي فكان يجب التخطيط المسبق لنقل هذه المزارع إلى الظهير الصحراوي للمحافظات وإنشاء مزارع حديثة يتوفر بها المقاييس الصحية والوقائية.
ولكن الذي حدث أن الدراسات والأبحاث موجودة ولكنها كالعادة حبيسة الأدراج كالعادة ولا يوجد قدرة أو نيّة في تنفيذها لأن الحكومة والوزارات والمحافظات مشغولة بموضوع واحد فقط أنتم تعرفونه (المحافظة على استقرار المستنقعات) إلى أن جاءت الفرصة للتخلص من العشوائيات.
والآن يقدم اتحاد عمال مصر الحر اقتراحات بعد دراستها وهي:
*صرف إعانة بطالة عاجلة للعمالة المتضررة من صندوق التعويضات الموجود في وزارة القوى العاملة (معلوم أن أراضي المزارع سوف تباع بالمليارات) لتهدئة الأوضاع وتجنب الأخطار وأعمال العنف والبلطجة الناتجة عن التشرد.
*إلحاق هذه العمالة بشركات النظافة، والعمالة المدربة منها تلحق بمزارع الماشية والدواجن (معلوم أن شركات النظافة سوف تستفيد من القمامة التي كانت تهدر وتذهب لمزارع الخنازير وهي أيضاً تقدر بملايين الجنيهات).
*عدم صرف تعويضات لأصحاب مزارع الخنازير الأغنياء ولكن إلزامهم بإنشاء المزارع النموذجية بعد تخصيص الأراضي لهم وتوفير دراسات الجدوى وإمدادهم بكل ما يلزم إنشاء المزرعة واستخدام الأعلاف الخاصة بالخنازير وعدم استخدام القمامة.
*إنشاء مركز أبحاث لتطوير تربية الماشية والدواجن والخنازير يقدم خدمات مجانية.
والآن نناشد لجنة السياسات لمساعدة الاتحاد في الاشتراك في تنفيذ هذه التوصيات والمقترحات في نطاقها الجغرافي لتجب هذا الوباء اللعين (حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء).
علي البدري
رئيس اتحاد عمال مصر الحر |