بقلم: ناهد صبري
أحياناً يجد المرء منّا نفسه يسمع لصوت جراحاته هي التي تصرخ في داخله وتملأ الدنيا صراخاً وضجيجاً، يحاول أن يهدئ من صخب هذا الصوت لكن عبثاً فيبدو كمن ينقش على الماء.
أحياناً يحاول أن يحصل على الاهتمام من المحيطين به لكنه يجدهم منشغلين عنه كلٍ في طريقه.
قد يحاول أن يغطي ذلك بأوراق التين كما فعل أبوينا حواء وآدم في الجنة لكن أوراق التين سرعان ما تجف وتبقى الحقيقة عارية.
دعوني أقص عليكم قصة صديقة لي من أيام الجامعة عانت من الشعور بالقلة وانعدام القيمة أيضاً، سيطر عليها صغر النفس وسنة وراء سنة شعرت بالإحباط وفكرت في التقاعد قبل السن القانونية لذلك والأكثر من هذا فشل زواجها بعد أن أثمر عن ولد وبنت.
وذات يوم رأيت الدموع في عينيها وبدأت تشكو لا أحد يريد سماعها.. لا أحد يعطيها الاهتمام الذي تحتاجه مشاعرها الجريحة التي تحتاج لشفاء وأنها تشعر بالرفض في العمل ومن الزوج والأولاد أيضاً وبالتالي فهي تشعر بالإحباط، فكرت أن تتجاهل هذه المشاعر وتمضي قدماً لكن لم يكن هذا هو الحل.
ولأول مرة قلت لها صديقتي (إما أن نتكلم أو ندع اللـه يتكلم من خلالنا وأنتِ تكلمتِ كثيراً، تركتِ ذاتك المجروحة تتكلم وتملأ الجو صراخاً وشكوى حتى صم الناس أذانهم عنك.. أظهرتِ الجزء المجروح فيكِ أمام الناس وتركتِ الجزء الذي يسكنه اللـه فحصلتِ على الرفض والاستنكار ليس لأنهم يكرهونك لكن لأن لكلٍ شكواه وجراحه وشعوراً بالرفض يخفيه أو يظهره.. تمسكي باللـه الذي يسكن داخلك.. دعيه يتحدث بكلمات الحب والخير للجميع).
الناس ستتعامل مع جراحاتك سوف يشيرون إلى احتياجاتك وضعفاتك الشخصية ومحدوديتك التي تنبع من إحساسك الكبير بالألم لكن إذا تكلمت عن الأقوى وتغنيت بالحب والجمال عند ذلك فقط سيسمعك الناس بكل اهتمام وسوف تنهار أمامك كل جبال الرفض ويبدأ شعور الرضا يتبرعم داخلك لأنكِ عندئذ ستلمسين وتراً عند كل واحد فيهم وستتكلمين عن كل واحد.
سوف يتطلب الأمر منكِ الكثير من الوقت والجهد لأن تميزي بين صوت ذاتك المجروحة وبين صوت اللـه لكن مع الوقت سيصير الأمر أكثر سهولة بينما تنطلقين بأمانة نحو الهدف، فقط لا تيأسي صديقتي فالمهمة صعبة لكنها تستحق الصبر والجهد والتعب. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|