بقلم: هيام فاروق
شاهدت لقاء لجناب القمص/ صليب متى ساويرس والأستاذ/ مايكل منير على قناة الحرة الفضائية، والحقيقة حزنت جداً على طريقة الحوارات والإنتقادات الجارحة الموجهة من قِبل اخوتى المعلقين، للأسف أحياناً يكون لنا المنطقية والحق في كلامنا ولكننا نخسر هذه المنطقية حيثية الإقناع باتخاذ أساليب مستفزة للقارئ والمنتقَد نفسه.
وما هالني هو تسمية أبونا (صليب متى ساويرس) باسم ساخر كإسم (صليب محمد ساويرس).. ما هذا يا أحبائي؟؟ نستطيع أن ننتقد ولكن ليس بهذا الشكل الفاضح والساخر على رموزنا.
ليتنا نلتزم بموضوعية الحوار دون إهانة أو سخرية!
وهنا أوجه حديثي إلى جناب الأب صليب متى ساويرس: كان يجب يا أبي أن تقول الرأي العام العالمي الذي لا يؤيد موقف مصر على الإطلاق فيما اتخذته من قرار بخصوص ذبح الخنازير، وخصوصاً أن مصر من الدول البعيدة عن هذه الإصابة ولم تُضبط فيها حالة واحدة فقط للمرض، بل وحتى المكسيك ذاتها لم تفعل ما فعلته الحكومة المصرية بهذا الصدد، بل وحتى الدول الأوروبية مثل (ألمانيا، فرنسا، سويسرا، وأسبانيا) والتي ظهرت بها نفس الحالات لم تقم بذبح الخنازير كما فعلت مصر، وقدسك تعلم هذا تمام العلم.
كان يجب أن تستمع إلى رأي كبير الأطباء البيطريين بأن مصر سترتكب خطأ جسيم بهذه العملية.
كان يجب أن تُظهر مساومة الدولة لأصحاب الخنازير بالتحفظ على أبنائهم في مقابل تسليمهم للخنازير التي يملكونها، مما أهان كرامتنا كأقباط.
كان يجب أن تستمع على الأقل إلى ما صرح به الأستاذ/ مايكل منير بأن مصر هي الوحيدة التي فعلت هذا.
أما ما قيل عن الدكتور ثروت باسيلي.. فهو أيضاً قد أخطأ و لكنه رجل علماني وكثير من العلمانيين الآن ما يهضمون حقوق الأقباط أو يتناسونها أو يراعون مصالحهم الخاصة قبل مصالح العامة، فهذا وارد من شخص علماني، أما الكارثة الكبرى أن يصدر هذا الكلام عن كاهن بقول قدسك أن هذا القرار مفوض بكامله للدولة، وهذا غير صحيح.
وأريد أيضاً أن أقول أنه أخذ رأي قداسة البابا شنودة بخصوص هذا الموضوع من قِبَل السيد وزير الصحة (حاتم الجبلي) لهو ناحية أدبية ذوقية من هذا الوزير، ولكن جميعنا نعلم أن هذا القرار مأخوذ مسبقاً، ويجب أيضاً أن تعلم الدولة جيداً أن ذكاء قداسة البابا شنودة يفوق ذكاء حكومة بأكملها، وهذا واضح من تاريخه كله منذ اعتلائه للكرسي البابوي وحتى يومنا هذا... فكم من أحداث مرت على الكنيسة وعلى الأقباط ولم تمسك عليه ذلة لسان واحدة.
لا يا أبانا.. إنه لمن المؤسف أن تجامل قدسك الدولة والحكومة المصرية لتحسين وضعك السياسي بقائمة طويلة من الأخطاء مع أن قدسك تعلم جيداً أنهم سينقلبون عليك يوما ما.
سامحني.. |