العربيه.نت - أحمد الطويان |
قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الأربعاء 6-5-2009 إنه بحث مع المسؤولين السعوديين إمكانية إلحاق عدد من المعتقلين اليمنيين في معتقل غوانتامو ببرنامج إعادة الدمج في المجتمع الذي ينفذه مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة بالعاصمة السعودية. وقال غيتس في ختام زيارة استغرقت يومين للرياض إنه بحث المسألة في وقت متأخر مساء الثلاثاء مع معاون وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف مؤسس المركز الذي دمج نحو 117 سعودياً من المعتقلين السابقين في "غوانتامو" في الحياة المدنية. وأضاف للصحافيين أنه تحدث مع الأمير نايف عن "انطباعاتنا الايجابية بشأن برنامج الدمج والتأهيل المعتمد في السعودية، وأن المباحثات تناولت امكانية استفادة بعض المعتقلين اليمنيين من البرنامج". لكنه قال إنه لا يوجد لدى بلاده طلب محدد بشأن المعتقلين اليمنيين الذين تخشى أن يلتحقوا في حال عودتهم إلى اليمن بالمجموعات المسلحة. وأثنى الوزير الأمريكي على البرنامج السعودي الذي يفيد المسؤولون عنه بأنه يحقق 90% من أهدافه، حيث لم يعد سوى 10 من المعتقلين السابقين في غوانتامو للالتحاق بمجموعات مسلحة أو بأوساط الجريمة. وتتناول نشرة "آخر ساعة" على شاشة "العربية" الحادية عشر ليلاً بتوقيت السعودية، هذه التصريحات وتفصيلات أخرى حول الموضوع، فيما يسلط برنامج "بانوراما"، الساعة العاشرة بتوقيت السعودية، الضوء على أسلوب "المناصحة" وتأهيل المعتقلين السابقين في غوانتانامو والناشطين في تنظيم القاعدة. وفي تصريحاته قال الوزير الأمريكي "أعتقد أن العمل الذي يقومون به في مستوى أفضل من أي برنامج آخر". وأضاف أن البرنامج الذي يعتمد كثيرا على التقاليد السعودية قد يكون ملائماً بصورة أفضل للمعتقلين اليمنيين الذين لهم صلات بالسعودية المحاذية لليمن الذي ينحدر منه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال غيتس إن البرنامج مناسب لأولئك الذين تربطهم علاقات أسرية في السعودية، لكنه أوضح أن المباحثات لم تذهب أبعد من ذلك، ولم تناقش ما سيكون عليه مصير اليمنيين الذين يتخرجون من البرنامج. وتعتقل الولايات المتحدة يمنيين منذ نحو 7 سنوات في "غوانتانامو" في كووبا. وقال غيتس "الأمر يتعلق بإلحاقهم بالبرنامج، وليس بإخراجهم. ولم يقدم اليمن مقترحاته بشأن إدماج المعتقلين الذين يشكلون المجموعة الأكبر من بين 240 معتقلاً لايزالون في السجن الأمريكي. وقال غيتس "اعتقد أن الرئيس اليمني (علي عبدالله) صالح متردد في أن يتحدث بصراحة ويقول "هذه فكرة جيدة". وقال "ربما يشعر بأن الأمر قد يشكل مؤشراً على عدم أهلية اليمن للتعامل مع المسألة". وتقرير برنامج "بانوراما" أنه "في كل مرة تفرج الولايات المتحدة عن بعض السعوديين من معتقل غوانتانامو ترسل المملكة طائرة 747 إلى كوبا لإعادتهم. يحصل هذا بسرية.. يصعد السجناء إلى الطائرة وهم مصابون بدوار بعد أن أزيلت القيود وعصابات الأعين عنهم. وخلال رحلة العودة الطويلة إلى الديار يتم فحصهم من قبل فريق طبي، وإدخالهم بشكل رسمي في الوثائق الرسمية". وحتى الآن عاد من غوانتانامو 117 سعودياً كانوا اعتقلوا في أفغانستان وباكستان بعد أحداث سبتمبر. ويتحدث أحدهم وهو خالد الجَهَني الذي كان تابعاً لأسامة بن لادن قائلاً: "قال (اسامة) لن نخذلكم ولن تخذلونا، لكني رأيته يغادر تورا بورا ويترك الجميع وراءه". الجهني قابل الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، هذا يبدو في الولايات المتحدة وكأنه مقابلة بين مجرم سابق ورئيس المباحث الفيدرالية، كما يقول تقرير البرنامج. إلا أنه ذهب إلى مكتب الأمير محمد وقال "أود أن أتزوج، قال: حسناً اكتب التكاليف اللازمة ونحن سنتكفل بها". أحد المساعدين الرئيسيين للأمير محمد بن نايف هو اللواء يوسف منصور يقول إن المال الذي يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات المخصص للسجناء السابقين ليس صدقة بل دعماً. ومما جاء في تقرير بانوراما أيضاً أن محمد العوفي عاد بعد 6 سنوات سجن في غوانتانامو في جهاز تقويم، وأنهى مرحلة إعادة التأهيل، لكنه قايض جهاز التقويم بحزام ذخيرة يرافقه متأهل آخر، وظهر في اليمن على شريط فيديو للقاعدة يدين فيه الحكومة السعودية. لكن - وفق ما يقوله السعوديون - فإن عائلة العوفي أقنعته بتسليم نفسه. واحتوى شريطه التالي على اعتراف كامل عبر التلفزيون السعودي، تعاونه أكسبه معاملة أفضل في السجن حيث وجد شقة تستطيع عائلته زيارته فيها. ويمثل مركز الامير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية خط الدفاع الاول للمملكة في مواجهة تنظيم القاعدة، ويهدف المركز إلى منع التنظيم من التقاط أنفاسه بعدما تمكن خلال الفترة من 2003 إلى 2006 من تنفيذ سلسلة من الهجمات الدامية، ما دفع بالسلطات لشن حرب دون هوادة عليه. وأدخل إليه أكثر من 270 شخصاً بينهم 117 من العائدين من غوانتانامو، بهدف إعادة دمجهم في المجتمع وحثهم على التخلي عن "الفكر الضال". ويمثل المركز نقيضاً لغوانتانامو حيث تعرض المعتقلون لوسائل تحقيق قاسية، فالسلطات السعودية تؤمّن لنزلاء المركز الطعام بوفرة وتضمن لهم الترفيه والدروس التي تؤكد لهم أن نواياهم كانت طيبة على الأرجح وإنما سلكوا الطريق الخطأ. لجنة المناصحة وأضاف أنه "من خلال قربه من الموقوفين توصل إلى أن هناك ترابطاً بين المتطرفين في السعودية وبعض التنظيمات والجهات في الخارج، والقاعدة لها أنشطة في كل بلد يشعرون بأنها أرض خصبة لتكوين خلايا منظمة". واستطرد بأن "العالم اليوم اعترف بنجاح فكرة المناصحة، وأنا مع تعميم الفكرة، لأن النفس القابلة للإغواء واحدة، وتتشابه في كل العالم وطريقة الحل واحدة وجربناها في السعودية ونجحت". وذكر أن هذه التجربة "تتعامل مع بواعث السلوك الاجرامي من قناعات فكرية أو اضطرابات اجتماعية ونفسية". |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |