CET 00:00:00 - 24/11/2010

الكلام المباح

كتبت: ميرفت عياد
منذ يومين كنت أشاهد فيلم "عنترة بن شداد".. وهو الفيلم الذى قاسى فيه "عنترة بن شداد" الفارس المغوار.. الذى لا يشق له غبار .. أهوالاً شديدة.. وخاض معارك عديدة.. حتى فاز بقلب "عبلة" محبوبته وتزوجها..

 ولعل خيالي قد جمح لبعدما صارا زوجين.. وأنجبا طفلين.. لأن "عنترة" كان يؤمن بفكرة تحديد النسل.. بعد أن زارته طبيبة الوحدة الصحية فى "بني عبس".. وأقنعته هو وعبلة بأن أسرة صغيرة تساوى حياة أفضل!

وتصوَّرت "عنترة العبسي"، ذلك الفارس المقدام.. وقد اعتلى فرسه الأبجر.. وتقلَّد سيفه الصمصام.. وذهب إلى سوق الخضار .. المُقام في الجوار.. فوجد أسعار الفاكهة والخضار نار.. وقارن بين راتبه الذى يتقاضاه من أبيه "شداد بن قراد".. نظير حماية العباد.. والزود عن البلاد؛ فوجد أنه لا يكفيه حتى يوم 3 فى الشهر.. إذا أكل كل يوم لحمة وخضار.. فهاج وماج.. كالبحر العجاج.. واستل سيفه الصمصام.. وهمز فرسه الأبجر.. يحطِّم سوق الخضار..على رأس من فيه من التجار.. وقبل أن يضرب أول ضربة.. استوقفه العامة.. واسترحموه واسنعطفوه.. قائلين أنه ليس فى أسواق "بني عبس" فقط هذا الحال.. لكنه فى كل الأسواق والمحال..

فتساءل "عنترة" فى حيرة: وكيف إذن نربِّي العيال؟.. فبرز له أخوه "شيبوب".. من درب من الدروب.. وقال له: حتى تربِّى العيال؛ لابد أن تكون لصًا أو محتال.. ومتى صرت ذو مال.. لن تحسب حساب الأسعار في المحال.. بل بالدنانير ستنول كل ما هو صعب المنال..

ولكن "عنترة" زأر فى وجهه قائلاً: وإن أصبحت لصًا وكذاب.. كيف أقف أمام الله يوم الحساب؟..  فلكزه "شيبوب" قائلاً: وكيف ستلبِّى طلبات أبنائك يوم يصيرون شباب؟.. فهذا يريد ناقة موديل السنة بالتكييف.. وذاك يريد سيف يعمل باليز.. وهذه تريد الزواج والعريس لا يرضى إلا بشقة على نبع الماء.. (ملحوظة: عند بني عبس.. الشقة على العروسة).

ثم يردف "شيبوب" قائلاً: وبعدين يا سيدى.. الحساب يوم الحساب.. وترن تلك الكلمات فى آذان "عنترة" البطل وفي عقله.. فبدلاً من حماية القوافل.. يقطع عليها الطريق.. ويسرقها ويأخذ نسبة من البضائع حتى صار من كبار التجار.. وافتتح مولاً مهولاً في صحراء الربع الخراب.. وأسماه (الخراب مول).. ولكن الله يمهل ولا يُهمِل.. ففي إحدى سفراته من قبيلته في "العبس كمبوند" كان يركب ناقته موديل 2011 على الزيرو.. وفاجأته أزمة قلبية وفارق الحياة.. ووقف أمام الله ليحاسبه على كل ما جناه..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق