بقلم: مجدي ملاك
هل التعامل القسري مع الفتاة العربية هو الذي يدفعها إلى التمرد عند أول فسحة للحرية؟ كان هذا مضمون أحد استطلاعات الرأي التي نشرتها أحد المواقع الإلكترونية، وجاءت النتائج كالتالي:
51 في المائة قالوا نعم.
41.5 في المائة قالوا لا.
في حين قال 7.5 في المائة لا أعلم
وتعتبر استطلاعات الرأي من الأمور غاية في الأهمية لقياس رؤية الأفراد حول قضية بعينها، وبحيث ليس بالضرورة أن تعبر تلك الاستطلاعات عن واقع حقيقي بنسبة مائة في المائة، ولكنها على الأقل تعطينا انطباع ربما يقترب من الواقع، وبالنظر لاستطلاع الرأي هذا نجد أن السؤال كان شديد الأهمية لأن السؤال افترض بشكل لا يدع لأدنى شك أن هناك تعامل قسري مع الفتاة العربية من قبل المحيط الخاص بها، وهو ما يعني أنه استند في ذلك إما لدراسات حقيقية توضح ذلك التعامل القسري أو أنه يسجل لأحداث واقعية رصدها واستطاع من خلالها أن يصل إلى تلك النتيجة.
الخطورة هنا تكمن في أن استطلاع الرأي هذا جاء على أحد المواقع الأجنبية باللغة العربية، ومن ثم فهذا يمثل نقطة أخرى هامة لأنه يوضح كيف يرانا الآخرون، أو من نحن في أعينهم، ولن تحتاج إلى قراءة سوى الجملة الأولى حتى نعلم ما هو الانطباع الأول في تعامل المجتمعات العربية مع المرأة بشكل عام.
النقطة الثانية التي طرحها الاستطلاع هي التمرد، فالكبت وسوء المعاملة التي تتعرض له المرأة العربية بشكل عام لا بد أن يكون له نتيجة، والنتيجة هنا رصدها الموقع في التمرد، ولكنه كيف استطاع أن يرصد أن رد الفعل الأول سيكون التمرد إلا إذا كانت هناك نماذج قامت بهذا التمرد وحلل أسباب ذلك بالكبت الذي تتعرض له، الواضح أن الدافع وراء هذا الاستطلاع وحسب متابعتي المستمرة لهذا الموقع هي أن هناك فتاة تسمى إيرينا شيخ الإسلام من أصول عربية رأى الموقع فيها هذا التمرد على ما تلقته وربما تعلمته في الصغر حيث بمجرد أن شبت هذه الفتاة دخلت عالم الموضه لتصبح من أشهر عارضات الأزياء والصور العارية في نيويورك.
الكبت ينتج ثقافة التمرد، والحرية تسمح بإخراج هذا الكبت، والمعاملة القسرية تدفع للتمرد، كلها علاقات متشابكة يعاني منها العالم العربي، ويرانا الآخرون موطن لهذا الكبت والتعامل القسري، فهل نقوم برصد كل ما يكتب عنا ونحاول أن نغير الصورة بتغيير الواقع أم أننا نكتفي بالنفي وتجميل الواقع؟. |