CET 00:00:00 - 07/03/2009

المصري افندي

بقلم / مجدي ملاك
في قراءتنا اليومية لمختلف الصحف والجرائد نطلع على بعض الأخبار البعض منها يجذبنا بشدة لقراءته والبعض الآخر نمر عليه مرور الكرام لاعتقادنا أنه لا يستحق أن نقرأ تفاصيله أو لعدم جديته أو لغيرها من الأسباب التي يمكن أن تختلف من شخص لآخر، وهناك نوع آخر من الأخبار التي لا يمكن لأحد أن لا يتوقف عندها ليس بسبب أنها تمس الشخص بشكل مباشر ولكن لأنها في الحقيقة تمس المجتمع بأسره، وما أعلنه السيد جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات فيما يتعلق بالأداء الحكومي هو من نوعية تلك الأخبار التي يجب علينا جميعاً أن نتوقف عندها ونتأملها بقدر من التحليل للوقوف على ما قاله الملط نقتبس بعض ما جاء في الجرائد المختلفة منها "إن قيمة الدين الداخلي حالياً من أعلى النسب على مستوى العالم، كما ارتفع معدل التضخم من ٤.٢% عام ٢٠٠٦ إلى ١١.٧% عام ٢٠٠٨، وتفشّت ظاهرة تهريب السلع وإغراق الأسواق بمنتجات مجهولة المصدر، واتجه البعض لسياسة تعطيش السوق، مقدراً السلبيات بـ٢٥ مقابل ٢١ إيجابية، "عدم شعور الفقراء والطبقة المتوسطة بنتائج الإصلاح الاقتصادي في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وتأجيل سداد بعض الأعباء المالية لخفض عجز الموازنة، وإلقاء العبء على الموازنات التالية".
وخلاصة الخبر هو ارتفاع كبير في الدين المحلي، عدم شعور الفقراء بأي تحسن في مستوى المعيشة، وأن الأغنياء هم أكثر الفئات استفادة من أي إصلاحات تقوم بها الحكومة أو النظام السياسي في أي دولة محترمة يحوي تقرير عن أداء الحكومة هذه الملاحظات لا يمكن للدولة أن تجلس يوم واحد، فلا أعرف لماذا لم مترد الحكومة على هذا التقرير بكلمة واحدة ولا يمكن أن نغفل أنه تم ذكر ما يقرب من 21 إيجابية ولكن ما يهم المواطن هو السلبيات التي فشلت الحكومة فيها، والأغرب في هذا التقرير الذي أورده الملط في مجلس العشب أن المعارضة المصرية التزمت هي الأخرى الصمت نحو التقرير ولم يقم أي من الأحزاب السياسية بإصدار بيان حول هذا التقرير، و لم تقم أي لجنة داخل تلك الأحزاب بمناقشة ذلك التقرير حتى داخل الحزب نفسه وهو الأمر الذي يعني أن المعارضة المصرية قد ارتضت لنفسها هذا الدور والسكون.
والتساؤل الذي يحيرنا نحن المتابعين هو إذا كانت الحكومة التزمت الصمت في الرد على بيان الملط، وأحزاب المعارضة استكملت دورها في التطنيش ولعب دور "وأنا مالي"، إذاً مَن هو المسئول عن مصالح هذا الشعب ومصالح الفقراء ليدافع عنها؟ سؤال لابد أن نبحث له عن إجابة أو ستغرق المركب ونحن جميعاً سنكون في مقدمة ضحاياها.
(تصحيح للقارئ: نحن يقصد بها هنا الفقراء فقط، أما غيرهم فليس لهم مركب لأنهم يستطيعون الهروب بالطائرة).

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق