بقلم: د. فوزي هرمينا
ثبت عملياً وعلمياً في أزمة الخنازير الأخيرة أن المجتمع المصري يعاني من ازدواجية المعايير... يعاني من التدين الكاذب... يعاني من سرطان التطرف الوهابي الإرهابي... يعاني من عشوائية اتخاذ القرار.. يعاني من نقص وندرة العقلاء والحكماء رمانة ميزان المجتمع الناهض الواعد.. يعاني ويقاسي من الاختراق القوي للجماعات الظلامية التي تعيش في الظلام وعلى الظلام لصانع القرار وكذلك متخذ القرار!
وكذلك ثبت عملياً وعلمياً الضغوط الرهيبة التي تمارس على الكنيسة من قبل النظام الحاكم.. إنها الشيزوفرينيا المجتمعية المصرية تحديداً وإليكم بعض الأمثلة:
** التدين الكاذب وانحطاط المجتمع:
فها هو رجل الأعمال الذي يصلي الفرض ولا يتورع في سرقة القرض.. -قرض البنك- فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى، وكذلك لا يتورع في استيراد المواد الغذائية الرديئة والمسرطنة ثم يحج ويعتمر لا يتورع في الاستيلاء على أراضي الدولة ثم يبني عليها زاوية للصلاة لتثبيت الملكية! وهلما جرا....
** عشوائية اتخاذ القرار:
القاعدة القانونية تقول ما بُنيَّ على باطل فهو باطل.. فصانع القرار وهو مجلس الشعب للأسف غير مؤهل لصناعة هذا القرار (قرار إعدام الخنازير) لأن نوّابه أتوا بالتزوير والتدليس حتى نواب الدوائر التي بها مزارع خنازير وحازوا على أصوات أصحاب هذه المزارع وكانت أصواتهم سبب في نجاحهم... كانوا أول المهللين لإعدام الخنزير ولنا في النائب مصطفى بكري والشيخ رجب هلال حميدة دليل ومثال!
كذلك ثبت لا فرق بين أعضاء الحزب الحاكم ونواب المعارضة في التطرف والتعصب فكلهم اتفقوا على إعدام الخنازير بوازع ديني تعصبي بحت دون سبب علمي ومراعاة ماذا سيترتب على هذا القرار الغاشم من نتائج مأساوية على الاقتصاد المصري وطبقة العمالة المربية والمنتجة لهذه الخنازير.
والكارثة هي نجاح واختراق الجماعات الفاشستية والإرهابية لمتخذ القرار! فلا فرق بين متخذ القرار وكذلك صانع القرار في درجة الاختراق الوهابي المتأسلم
** الكنيسة القبطية والضغوط:
لقد مورست ضغوط من قِبل الحكومة على الكنيسة لتبرير فعلتها الشنعاء وكانت الكنيسة بين مطرقة الحكومة وسندان شعبها المسكين المهدد في اقتصادياته وأكل عيشه! ولكن الكنيسة كعادتها تصرفت بحِكمة وإرشاد الروح القدس لأن الكنيسة في هذا الظرف كانت مثل سفينة النجاة التي تتلقفها الأمواج الثائرة في هذا البحر الهائج ولكن ربانها وملاحها وقائدها قداسة البابا يقودها إلى بر الأمان بحكمته المعهودة وشعارها كان لا ضرر ولا إضرار حتى لا تعطي المتطرفين فرصة في الهجوم عليها والصيد في الماء العكر، ولم يخرج إلا تصريح هنا أو هناك لا يعبر إلا عن نفسه فقط ولا يعبر عن كنيستنا القبطية.
**المثقفين والعقلاء:
بصراحة شديدة جداً لا يوجد وهو ناقص من السوق المصري ووجوده فهو عملة نادرة تستحق الاحتفاء بها والمحافظة عليها!
مطلوب صناعة مثقفين وعقلاء وطنيين بمعنى الكلمة.. كيف؟ فهو موضوع يطول شرحه ولكل مقام مقال.
وأخيراً أيها الخنزير شكراً لأنك فضحت وكشفت الفكر الخنزيري المتغلغل في الشعب المصري لا فرق بين حاكم أو محكوم! |