كتب: خالد بداري
أدى تلاعب مرشح الحزب الوطني –عمال، بدائرة كرموز- "فواز شاهين" إلى إسقاط المرشح القبطي (الإنجيلي) الوحيد بالإسكندرية "شريف بقطر"، فعلى الرغم من أن منطقة "غيط العنب" بها 4 كنائس إنجيلية، وعدد كبير من الأقباط الأرثوذكس، إلا أن عدم نزول عدد كبير منهم للانتخاب أدى إلى خسارة مرشحهم، بسبب شائعة أطلقها أنصار زميله -مرشح العمال- وهي نزول أعضاء الإخوان لإسقاط مرشحهم، والتخوف من حدوث مواجهات وفتنة طائفية أدى إلى إحجام الأقباط عن الانتخاب.
ورغم تحالف مرشح العمال الوطني مع مر شح الإخوان في الجولة الأولى، وأيضًا في الانتخابات الماضية، إلا أن قيادات الحزب الوطني أصرت علي تنسيق الاثنين معًا، واستغل مرشح العمال جهل بقطر بالانتخابات، والتي يخوضها لأول مرة، وقام بتجميع عدد من البلطجية وأصحاب السوابق ليُظهر لأهالي الدائرة أن هذا المرشح لن يستفيدوا منه وأنه اختار أن يسير علي نفس النهج الذي اتبعه هو.
كما قام باستغلال ثراء "بقطر" في دفع أموال للناخبين، والعائلات التي لا تناصر مرشح العمال، وأنفق بقطر أموالاً تُقدر بأكثرمن 12 مليون جنيهًا، وفي يوم الانتخاب رغم تكتل جميع قيادات الحزب الوطني بالإسكندرية، في دائرة كرموز من خلال غرفه العمليات، والتي ضمت "رشدي زهران" -أمين مساعد التنظيم- و"محمد صبري" -أمين شباب الحزب- و"سمير النيلي" -أمين دائر كرموز- وأعضاء من مجلسي الشعب والشورى، وأمناء تنظيم الدوائر، ولكن العملية أديرت بغباء من جمعية مسجد "زين السماك" بغيط العنب، وكأنها رسالة للناخبين، وهو ما أدى إلى أمور عكسية بالفعل ضد المرشح القبطي.
وكان تلاعب "فواز" الكبير يوم الانتخابات، حيث كان يصطحب "بقطر" معه في اللجان التي ليس له فيها أصوات، ويجعله يقوم بدفع مبالغ مالية لمشرفي اللجان، من أجل أن يسودوا البطاقات لهما معًا، في حين لجانه التي له تكتل بها كانت تعطي مرشح الإخوان المنسحب "محمود عطية" من أجل ألا يفوز "بقطر" ومعه مرشح العمال المستقل "حمادة منصور"، ويخرج "فواز" خاسرًا، ونجح في ذلك رغم ضغوط "بقطر" وأمانة الحزب، إلا أن الأمر كان خرج عن السيطرة في لجنة الفرز التي كان أعضاؤها قاضيًا قبطيًا، ويعاونه اثنان من وكلاء النيابة الأقباط أيضًا، والذين حاولوا مع قيادات الوطني المتواجدين إيجاد مخرجًا لبقطر بعد الضغوط الشديدة التي مارسها على الأمانة العامة بالقاهرة؛ وتمثلت في حضور "محمد صبري" -أمين شباب الحزب الوطني بالإسكندرية- ورجل "أحمد عز" القوي نهاية أعمال الفرز ومعه "بقطر"، الذي اختفى تمامًا قبل إغلاق باب التصويت، ولكنه عاد بصحبة "صبري"، وحدثت مشاورات مع القيادات الأمنية المتواجدة بكثافة داخل لجنة الفرز، وعلى رأسها مدير مباحث أمن الدولة بالإسكندرية، وأجريت عده اتصالات بالقاضي، وأعيد تجميع الأصوات ثلاث مرات، وفرز عدد من لجان أكثر من مرة، ولكن هذه المحاولات لم تفلح في إنجاح القبطي الوحيد بالإسكندرية، لتفوق مرشحي العمال بفارق أكثرمن ألفي صوتًا عن المرشح المستقل، في حين انفرد مرشح العمال الوطني وزميل "بقطر" بعدد أصوات كبير جدًا وهو ما يؤكد تلاعبه. |