عبد العزيز: ضعف رواتب الإعلاميين يؤثر على مهنيتهم
هناك العديد من عوامل التميز التي تدعم قدرة الإعلام المصري على مواجهة الانتخابات
ظهور الإعلام الخاص والإليكتروني أدى إلى زيادة هامش الحرية
كتبت: ميرفت عياد
أصدر الكاتب والصحفي "ياسر عبد العزيز" دراسة بالتعاون مع "منتدى البدائل العربي" تحت عنوان: "تحليل وضع الإعلام المصري ودوره في تغطية الانتخابات البرلمانية 2010"، أبرز فيها دور الإعلام في بلورة الرأي العام، ولعب أدوارًا رقابية أساسية على خلفية تقلص الرقابة القضائية وغياب الرقابة الدولية.
انحياز مهني صارخ
أشار "عبد العزيز" إلى أن الأداء الإعلامي المواكب للانتخابات، مازال يشهد أنماط انحياز مهني صارخة فى بعض الوسائل، بسبب تاثير أنماط الملكية في الأداء التحريري، أو تدني كفاءة بعض الإعلاميين والمنظمات الإعلامية، وبينما يطرح "الإعلام الجديد" فرصًا واعدة على صعيد اتساع التغطية وهامش الحرية، فإنه لا يخضع لأي تنظيم، مما يشكل ضغوطًا حقيقية على المهنية والمصداقية، ومن هذا المنطلق فإن المشهد الإعلامي المصري المواكب للانتخابات يطرح فرصًا مميزة يمكن استغلالها، منها ترقية أداء الإعلاميين عبر ورش التدريب والتأهيل، التمرين السياسي المهني على مصطلحات وقيم مثل الموضوعية، الحياد، التوازن، الدقة، الاتساع الكبير في الاعتماد على الإنترنت في التزود بالأخبار والقصص المتعلقة بالانتخابات.
اتساع حجم المنظومة الإعلامية
وأوضح "عبد العزيز" أن هناك العديد من عوامل التميز التي تدعم قدرة الإعلام المصري على مواجهة الانتخابات، وهي اتساع حجم المنظومة الإعلامية المصرية بشكل قياسي، حيث يبلغ عدد الصحف المطبوعة في مصر اليوم نحو 528 صحيفة، منها على سبيل المثال 55 صحيفة قومية مملوكة للدولة، و62 حزبية، و43 خاصة، و157 صحيفة عامة مملوكة لجهات حكومية وشخصيات اعتبارية، وعلى صعيد الإذاعة والتلفزيون هناك تسع شبكات إذاعية، تضم عشرات الخدمات، وحوالى 54 قناة تلفزيونية مصرية تبث عبر "النايل سات"، أما بالنسبة للإعلام الجديد الإليكتروني؛ فقد بلغ عدد مستخدمو الإنترنت في مصر نحو 19 مليونًا، وهناك أكثر من 63 صحيفة مطبوعة لها نسخ إليكترونية، وقد أدى بروز دور الإعلام الخاص والإعلام الإليكتروني إلى توسيع إطار القضايا التي يتم تناولها عبر الإعلام، وزيادة هامش الحرية بشكل يساعد وسائل الإعلام التابعة للدولة والأحزاب؛ على تبني ممارسات إعلامية أقل انحيازًا استجابة لضغوط المنافسة.
فصل الملكية عن التحرير
وأشاد "عبد العزيز" بالتغيرات التي طرأت على المشهد الإعلامي المصري في السنوات الأخيرة، على زيادة درجة اعتماد الجمهور المحلي على وسائل الإعلام الوطنية؛ في معرفة الأخبار والتقارير والمعلومات ذات الصلة بالعملية السياسية، مقارنة بالعقود الخمس الأخيرة من القرن الماضي، والتي شهدت ميلاً كبيرًا للجمهور المصري للاعتماد على مصادر أخبار أجنبية فيما يتعلق بالأخبار ذات الطبيعة السياسية خصوصًا، مشيرًا إلى أن الإعلام الخاص يشهد ضغوطًا أقل، ودرجة أكبر من فصل الملكية عن التحرير في لعب أدوار رقابية فيما يتعلق بالانتخابات، واعتماد الجمهور على هذا الإعلام في بلورة المواقف والآراء حيال الانتخابات.
الكادر الإعلامي المصري
وعن عوامل الضعف التي تعتري المنظومة الإعلامية، المصرية وتؤثر في أدائها في تغطية الانتخابات؛ يقول "عبد العزيز": من هذه العوامل ضعف مستوى الكادر الإعلامي المصري النسبي، بسبب ندرة برامج التدريب والتأهيل، وعدم وجود سياسات توظيف شفافة وعادلة، فضلاً عن تردي مخرجات التعليم الجامعي، وهناك عامل آخر هو ضعف الهيكل التنظيمي في المؤسسة الإعلامية المصرية، وعدم اكتماله في معظم الأحيان بما يؤدي إلى فقدان المؤسسة والمهنيين لأدوار مهمة على صعيد مراقبة الجودة، هذا إلى جانب قلة رواتب الإعلاميين خصوصًا العاملين في مجالي الصحافة المطبوعة والإليكترونية، وعدم الفصل الواضح بين الأدوار الإعلامية والإعلانية، والدعائية في كثير من المؤسسات، وتعرض بعض الإعلاميين لكثير من الضغوط والإغراءات المالية، لبعدهم عن التغطية المتوازنة والموضوعية، إضافة لعدم خضوع الإنترنت لأي نوع من التنظيم المتكامل، وقلة الموارد المخصصة للتغطية الإخبارية عمومًا في وسائل الإعلام المصرية المختلفة. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|