يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شرم الشيخ اليوم في زيارة تستمر عدة ساعات للقاء الرئيس المصري مبارك والتباحث معه في شؤون المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن المحادثات ستتناول الأفكار والمواقف التي طرحتها حكومة نتنياهو بشأن عملية السلام سواء من خلال التصريحات أو التي استمع إليها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان.
وقال زكي في تصريح لبي بي سي العربية إن الرئيس مبارك سيؤكد خلال اللقاء على أن حل الدولتين هو أساس عملية التسوية وأن ما تسعى إليه مصر هو إقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف زكي أن الحقائق التي ستطرح على الجانب الإسرائيلي"هي التي سوف تجعلهم يدركون بأن ما يقولون به غير واقعي ويستحيل تنفيذه".
من جهة أخرى أكد المتحدث أن مصر لاتتعامل مع المسألة الإيرانية "من منظور إسرائيلي على الإطلاق".
وأضاف أن مصر وإيران دولتان مسلمتان من أكبر دول المنطقة ونقاط الخلاف بينهما لاتبرر تبني مصر منظور أي دولة أخرى في التعامل مع طهران.
وكان مراسلون قد ذكروا أن الملف النووي الايراني سيكون على طاولة البحث بين مبارك ونتنياهو.
وذكر مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو سيحاول إقناع مصر بتشكيل جبهة موحدة ضد ايران رغم الخلافات العميقة حول تسوية النزاع في الشرق الاوسط.
وهذه هي اول زيارة خارجية لرئيس الوزراء الاسرائيلي منذ توليه منصبه وتأتي قبل زيارته إلى واشنطن.
كما توقعت مصادر في رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة إلى الأردن هذا الأسبوع للقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني.
وكان نتنياهو قد صرح مؤخرا بأن البرنامج النووي الإيراني "يشكل اكبر عقبة امام السلام في الشرق الاوسط".
وقال إنه إذا اصبحت ايران قوة نووية, فسترغم الدول العربية على التحالف معها و"لن يسمح نظامها المتشدد الذي يطمح للقضاء على اسرائيل للدول العربية بتطبيع علاقاتها" مع الدولة العبرية.
وفي المقابل فان العلاقات بين مصر وايران المتوترة اساسا شهدت تدهورا اضافيا بعد اعلان القاهرة في أبريل/ نيسان الماضي عن اعتقال خلية من حوالى خمسين شخصا يقودها عنصر من حزب الله اللبناني.
ويشرف مدير المخابرات المصرية على ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس وذلك ضمن جهود الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة. كما أن مصر استضافت جولات الحوار الفلسطيني بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام القائم منذ عامين في الاراضي الفلسطينية، ويؤدي إلى قيام حكومة وحدة فلسطينية.
وبالنسبة لعملية السلام مازال الخلاف كبيرا في مواقف الجانبين، فمصر تطالب بإقامة اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة بعد انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967.
وتطالب القاهرة أيضا بوقف الاستيطان وانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان المحتلة.
وترفض حكومة نتنياهو الانسحاب من هذه الاراضي كما ترفض حل الدولتين وتعتزم مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية.
وسيرافق نتنياهو وزير الصناعة والتجارة العمالي بنيامين بن اليعازر لكن ليس وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان.
وحتى الآن تنفي القاهرة ما تردده مصادر إسرائيلية بشأن تلقي ليبرمان دعوة لزيارة مصر.
وكان ليبرمان قد أدلى قبل سنوات بتصريحات عنيفة ضد الرئيس المصري، كما اقترح إمكانية قصف السد العالي.
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي اعتمد لهجة اكثر دبلوماسية منذ توليه مهامه وعبر عن "تقديره للدور القيادي الذي تلعبه مصر ورئيسها". |